صيدا ـ خالد الغربي
أكدت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية فيتشوريك تسويل أن ألمانيا ستستمر في دعم عمل قوات اليونيفيل في لبنان بما يحفظ أمن لبنان وسيادته واستقراره، وأن هذه القوات ستواصل أداء مهامها بدون عرقلة. ومع الكلام السياسي لفت اهتمام الوزيرة الألمانية بمستقبل الطلاب المهنيين في لبنان ممن التقتهم في زيارتها إلى مهنية صيدا، حيث حرصت وهم يستعرضون أمامها بعض الأعمال الصناعية على معرفة تفاصيل أمورهم ومدى استعدادهم لإكمال تخصصهم المهني، وبدا الأمر كأن ثمة صداقة تربطها بهؤلاء الطلاب.
فقد أمضت الوزيرة الجنوبية نهاراً جنوبياً تفقدت خلاله مشاريع تمولها الحكومة الألمانية في مجال التعليم المهني في صيدا وفي مجال نزع الألغام في النبطية وقدمت التعازي لعائلة شهيد الجيش اللبناني العريف الشهيد محمود علي أحمد في شوكين.
واستهلت الوزيرة الألمانية جولتها الجنوبية من صيدا بزيارة لمدرسة صيدا الفنية العالية (مهنية صيدا) تفقدت خلالها أقسام وقاعات المهنية التي أعيد تأهيلها وتجهيزها من ضمن مشروع إعادة ترميم وتأهيل وتجهيز المدارس المهنية الرسمية التي تضررت في حرب تموز والتي أوت نازحين وعددها 37 مهنية بينها 15 مهنية في الجنوب والمشروع ممول من الوكالة الألمانية للتعاون ـــــ النظام المزدوج GTZ وكلفته نحو 650 ألف يورو. ومن بين مشاريع متنوعة على مستوى لبنان تتقاسم الوكالة تمويلها مع بنك التسليف الألماني من أجل إعادة الإعمار بقيمة3.65 ملايين يورو. ورافق الوزيرة الألمانية سفير ألمانيا في لبنان ماريوس هاس ووفد نيابي ألماني، ومدير البيت الألماني في سوريا الدكتور مجدي المنشاوي ومنسقة مشاريع الوكالة الألمانية هناء ناصر ومدير مشروع التعليم المهني في الوكالة الدكتور غوودر ومنسق المشاريع في بنك التسليف الألماني دانيال نويفرت. وكان في استقبال الوزيرة الألمانية والوفد المرافق المدير العام للتعليم المهني والتقني يوسف ضيا ومدير مهنية صيدا أدهم قبرصلي وعدد من أفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية.
وشملت جولة الوزيرة تسويل في مهنية صيدا قاعات وأقسام «مصنع الإنشاءات، مصنع الميكانيك الصناعي ومصنع مكيانيك السيارات» حيث اطلعت من ضيا وقبرصلي على بعض المعلومات عن عدد الطلاب وطبيعة الاختصاصات، وعاينت عن قرب عمل الطلاب المتدربين في هذه الأقسام، وحرصت على محادثة بعضهم ومجالسة بعضهم الآخر وتوجيه الأسئلة اليهم عن اختصاص كل منهم وطموحه وماذا يريد أن يعمل مستقبلاً، وفي أي قطاع، وما هي الرسالة التي يحملها في ممارسة المهنة التي انتقاها والصعوبات التي قد تواجهه في المستقبل. وكان لافتاً سؤال الوزيرة الألمانية لدى لقائها طالبات في مهنية صيدا عن أكثر الاختصاصات التي يقبلن عليها وعن ظروفهن الاجتماعية وعن أوضاع عائلاتهن. والجو الأخوي الذي وفرته الوزيرة الألمانية حدا الطلاب بعد مغادرة الوزيرة إلى إطلاق تمنيات بأن يوفق الله البلد ويمتلك مثل هذه الوزيرة غير المتعالية «المتواضعة ومش شايفة حالها» كما قالت واحدة من المتدربات.
وفي ختام الجولة قدم ضيا وقبرصلي إلى الوزيرة الألمانية درعاً تقديرية عربون شكر لجمهورية ألمانيا الاتحادية على عطائها المميز والمستمر، كما قدما لها شجرة أرز صغيرة قالت تسويل إنها ستحملها معها إلى ألمانيا لتذكرها دائماً بهذا البلد الجميل.
وإثر الجولة قالت الوزيرة الألمانية في تصريح لها: نحن في وزارتنا وفي حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية نعمل على دعم التعليم المهني ومساندته، ونحن ساعدنا على إعادة ترميم هذه المدارس وإصلاحها بعد الحرب وبعد ما نالها من ضربات. ولقد ساعدنا في إعادة ترميم شبكات المياه، وسوف نتابع المساعدة لتحسين إمكانات التزويد بالمياه.
ورداً على سؤال عن تعليقها على استهداف قوات اليونيفيل وإذا ما كانت ألمانيا متخوفة من استهداف قواتها البحرية في لبنان، اكتفت الوزيرة الألمانية بالقول: لقد تحدثت مع ممثلي اليونيفيل في لبنان، وأنا شاكرة جداً لعملهم وأدائهم، وأنا على اقتناع بأن عملهم سوف يستمر بدون عرقلة، وأن ألمانيا ستبقى تدعم عمل قوات اليونيفيل بما يحفظ أمن لبنان وسيادته واستقراره.