strong>«الأصالة الوطنية لا تزعزعها الظواهر الموقتة وأنظار حلفائنا في المنطقة والعالم متّجهة نحو المتن الشمالي»
أعلن حزب الكتائب أمس قراره ترشيح الرئيس الأعلى للحزب الرئيس أمين الجميل للانتخابات النيابية الفرعية المقررة لملء المركز الذي شغر في دائرة المتن باستشهاد النائب والوزير بيار الجميل.
وجاء الإعلان قبل ساعات على إقفال باب الترشيحات منتصف الليلة الماضية، في مؤتمر صحافي عقده الجميل في دارته في بكفيا بعد مرحلة أولى من خلوة عقدها المكتب السياسي برئاسته بدءاً من الحادية عشرة قبل الظهر في بكفيا، وقطع لفترة قصيرة ليعقد الجميل مؤتمره الصحافي، الذي تلا خلاله بياناً موجهاً إلى «اللبنانيين والمتنيين»، رأى فيه أن «من مآسي الحياة، وما أكثرها في بيتنا، أن يضطر والد لأن يتابع طريق ولده. هذا قدرنا وقد ارتضيناه في سبيل لبنان. حين استشهد نجلي بيار، تمنيت لأسباب عاطفية ووجدانية، لا سياسية ولا دستورية، إبعاد كأس الانتخابات الفرعية لأنها كانت تعني لي اعترافاً بغيابه». وأضاف: «أما وقد تحول اغتيال نائب بريء مخططاً لاغتيال مسيرة السيادة والاستقلال، وتعطيل انتخاب رئيس وطني للجمهورية، وتغييب الدور المسيحي عن هذه الدولة التي رعى نشوءها آباؤنا وأجدادنا، فكان لا بد من التصدي للمخطط ومن تحمل المسؤولية مهما كانت صعبة وأليمة. لم نتعود كعائلة الجميل، ولا كحزب الكتائب اللبنانية، ولا كقضاء المتن الشمالي أن نهاب التحديات».
وتابع: «قرر حزب الكتائب تلبية دعوة الدولة اللبنانية لإجراء انتخابات فرعية في قضاء المتن الشمالي لملء المقعد النيابي الذي شغر باستشهاد نجلي بيار الجميل. وأخوض هذا الاستحقاق الوطني من موقع الدفاع عن حق وتأدية لواجب، ولئلا يتوهم أحد أنه قادر على إضعافنا وتغيير معادلات وطنية تعود إلى عقود وعقود في هذه المنطقة، وإلى أجيال وأجيال في هذا الوطن»، مشيراً إلى أن «الأصالة الوطنية لا تزعزعها الظواهر الموقتة، لا الاغتيالات وهي شهادات، ولا الترهيب وهو مصدر صمود، ولا الاحتلال وهو مفجر مقاومة، لا شيء يستطيع أن ينسي الشعب أهل التضحيات من أجل الوجود المسيحي الحر في لبنان الحر».
وزاد الجميل: «أخوض الانتخابات بإرادة توحيد مختلف القوى الوطنية، علّ المتن الشمالي يكون القدوة في عودة أبناء القضية الواحدة إلى الاجتماع على الجوهر عوض الاختلاف على القشور (...) وأثق بالانتصار لأنني أثق بوعي المواطن المتني خصوصاً، واللبناني عموماً. وانتصاري ليس ضد أحد، بل من أجل الجميع، من أجل لبنان». ورأى أن «الاستحقاق هذه المرة، وإن يكن نيابياً، هو وطني بامتياز. لا تنتخبون اليوم رجلاً، بل مسيرة، ولا عائلة، بل تراثاً، ولا حزباً، بل نهجاً، ولا فريقاً، بل وفاقاً، ولا نائباً، بل وطناً. فليكن خياركم حياة جديدة لبيار: أنت باقٍ معنا، ورسالة إلى قتلته: عرفناكم بالأصالة والنيابة، ونداء لثورة الأرز: وحّدي الصف واستعيدي الشمل، وصرخة في وجه الأعداء: مشروع السيادة والاستقلال مستمر»، لافتاً إلى «أن لبنان يواجه تحديات مصيرية: من حرب إرهاب يواجهها جيشنا إلى مشروع توطين يطل مجدداً. ومن نزعات انفصال وانشقاق عن الدولة اللبنانية إلى محاولات تعطيل المؤسسات الدستورية والدستور. ومن تصميم لتغيير هوية لبنان وصيغته إلى خطة لربط قضية لبنان بكل قضايا المنطقة. ومن سعي لتهميش الدور المسيحي، أساس وجود الكيان اللبناني. هذه هي رهانات المرحلة الحالية، هذه خلفيات الاستحقاق الانتخابي في المتن. فلا نخطئن الحساب، ولا نظنن أن هذه الانتخابات الفرعية مبارزة قروية وعائلية وشخصية. إن المتن، اليوم، يختصر الصراع على لبنان، وهو يحتاج إلى رجال صمود وتجارب».
وأكد «أن كل أنظار حلفائنا وأصدقائنا في لبنان والمنطقة والعالم متجهة نحو المتن الشمالي ليعرفوا أي لبنان نريد، وأي مسؤولين نختار. فالاستحقاق امتحان بقدر ما هو انتخاب. وأملي أن تثبت صناديق اقتراع المتن الهوية اللبنانية، أن تفي الشهداء حقهم، أن تطمئن شباب لبنان وشاباته إلى مصيرهم هنا، أن تبرهن لكل الناس أن المتنيين استعادوا قرارهم، وهم طليعة اليقظة الجديدة».
وواصل المكتب السياسي اجتماعه بعد الظهر، الذي خصص للبحث في الاستعدادات والتحضيرات للانتخابات بما فيها ما يتصل بعمل الماكينة الانتخابية في دائرة المتن الفرعية ومستلزمات العملية الانتخابية على كل المستويات. ومن المقرر أن يعقد الجميل اجتماعاً موسعاً للقيادات الكتائبية يلقي خلاله كلمة تتعلق بالانتخابات الفرعية، مساء اليوم على مسرح «شاتو تريانو» ـــــ أوتوستراد الزلقا.
وتلقى الجميل اتصالاً من رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري هنّأه فيه بترشحه للانتخابات النيابية الفرعية في المتن، وأعرب له عن ثقته «بأن قوى 14 آذار ستثبت من خلال تضامنها في بيروت والمتن، أن الشعب اللبناني سينتصر على القتلة ويسقط كل محاولات الاستفادة من جرائم اغتيال النواب وتعطيل الحياة الدستورية والبرلمانية والديموقراطية في لبنان».