تكاملت الكلمات التي ألقيت من على منابر «حزب الله»، أمس، في مناسبات أقيمت إحياءً لذكرى شهداء «الوعد الصادق»، في اتجاه رسم صورة للمشهد اللبناني، بدءاً بتشخيص الأزمة «الطارئة التي ستمرّ»، مروراً بتجديد مطلب الشراكة الوطنية التي تؤمّن التوافق على حكومة انتقالية كمقدمة للتوافق على رئيس للجمهورية، وصولاً الى تحذير «الشركاء في الوطن» من الفوضى التي تريد الإدارة الأميركية أن تجرّهم إليها.فقد رأى رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» هاشم صفي الدين أن الأحداث التي يمرّ بها لبنان هي «أحداث طارئة سوف تمرّ»، و«سيكون لهذا الشعب الأبي الاستقلال الكامل، وستكون له العزة والحرية الحقيقية»، مشيراً الى أن «الإسرائيلي قد انكسر، والسيد الأميركي انهزم وستنهزم كل مشاريعه».
وإذ أكّد أن «بندقية المقاومة وصواريخها وكل إمكاناتها ستبقى موجّهة الى العدو الصهيوني الذي لا يجوز أن يشعر بالطمأنينة والارتياح»، دعا صفي الدين المراهنين على نزع سلاح المقاومة الى «أن ييأسوا، لأن هذا السلاح وجد لعزّة الوطن وكرامته».
وفي كلمة ألقاها خلال رعايته المهرجان المركزي الذي نظّمه «حزب الله» تكريماً لشهداء «الوعد الصادق» في بلدة الدوير، توجّه صفي الدين الى «بعض اللبنانيين السذّج والبسطاء الذين رهنوا وجودهم ومستقبلهم السياسي بمستقبل السياسة الأميركية» بالقول: «إن أميركا أعجز من أن تؤمّن لكم حلاً وموقعاً مناسباً ومستقبلاً سياسياً تعدكم به»، معتبراً أن أقصى ما يمكن أن تقدّمه أميركا إلى من يعتمد عليها اليوم في لبنان هو «رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً»، أي «رئيس بلا صلاحية وبلا دستورية».
وإذ أكّد أن «حزب الله» هو اليوم «أقوى من أي وقت مضى، وقوته ستزداد حكماً، سواء انسحبت أميركا من العراق أم لم تنسحب»، فإنه ختم كلمته بالقول: «المقاومة ستبقى القوة التي تدافع عن الوطن والمقدّسات والإنجازات».
وخلال رعايته معرض الجنوب التاسع للكتاب الذي نظّمه «دار الهادي» في النبطية، ألقى رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد كلمة أشار فيها الى أن «أزمة لبنان، اليوم، في عنق الزجاجة.. فإما التوافق والشراكة وإما الفوضى»، والى أن الأميركيين «يريدون الفوضى، ولا يريدون أن نتوافق، ويمارسون كل الإعاقات ووضع العراقيل والضغوط على فريقهم المراهن عليهم وعلى كل أصحاب المبادرات والمساعي العربية وغير العربية»، مشدّداً على أن «التوافق نقيض الفوضى، فهو الذي يؤمّن الاستقرار ويحقّق المناعة والحصانة لبلدنا حتى لا يقع تحت سلطة وصاية أجنبية مهما كانت».
وإذ جدّد الإشارة الى إصرار المعارضة على إقامة حكومة شراكة وطنية كـ«تعبير عن حاجة لبنان وكل اللبنانيين الى هذه الشراكة»، رأى رعد أنه «من غير الجائز لفريق الحكم أن يلتزم ما يقوله الأميركي»، مضيفاً: «الحل هو في الشراكة، لأننا إذا توافقنا على حكومة للشراكة الوطنية ولم نتوافق على الرئيس الآن، فالحكومة تحفظ الاستقرار وتمثل دوراً انتقالياً ريثما نتوافق على رئيس. أما إذا لم نتوافق على رئيس وتركنا البلاد بلا حكومة شرعية تتحقق فيها الشراكة، فالبلد سيسير حتماً الى الفوضى، وهذه مسؤولية تاريخية يتحمّلها الفريق الحاكم الذي نراه يتنصّل ويتهرّب باستمرار من أي التزام بالشراكة الوطنية».
بدوره، لفت النائب حسن فضل الله الى أن المعارضة «تلتزم خياراً وطنياً قائماً على دعوة شركائنا في الوطن لإنقاذهم من الورطة التي تريد الإدارة الأميركية أن تجرّهم اليها، وتضع اللبنانيين أمام خيار الفوضى أو خيار تأليب بعضهم على بعض أو خيار الفتنة والانصياع الى مشروعها»، مشيراً الى أن الشراكة الوطنية تؤمّن «حكومة وحدة وطنية تهيّئ الظروف الموضوعية لانتخابات رئاسية، أو تفاهماً على الاستحقاق الرئاسي».
وفي كلمة له خلال احتفال أقامه «حزب الله» في ذكرى شهداء «الوعد الصادق» في النبطية الفوقا، أمس، شنّ فضل الله هجوماً على «أسوأ سلطة سياسية مرّت في تاريخ لبنان»، إذ إنها «دوّلت القضاء بيدها من خلال الفصل السابع، وأطاحت كل المقومات الدستورية في البلد»، إضافة الى أنها «تلاعبت بالأمن الداخلي والسلم الأهلي، وجرّت البلد الى صراعات والى مشكلات أمنية»، خاتماً بالقول: «نحن لا نريد أن نذهب بالخيار الأميركي الذي هو خيار الفوضى، لأننا دفعنا أغلى دم من أجل أن نهزم هذا المشروع».
من جهته، دعا النائب حسين الحاج حسن فريق الموالين إلى «الرجوع الى كل المبادرات»، للإجابة عن السؤال: «من الذي يعطّل؟»، متوجّهاً الى هذا الفريق بالقول: «إذا كنتم تظنّون أن الهروب الى الأمام يخرجكم من واقعكم المأزوم ويجعلكم تتملّصون من استحقاق تأليف حكومة وحدة وطنية، فإنكم واهمون»، لأن هذه الحكومة هي «المصير الإلزامي للتوافق في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية».
وفي كلمة ألقاها خلال احتفال أقيم في بعلبك إحياءً لشهداء «الوعد الصادق»، أكّد الحاج حسن أن رهان «الأكثرية» على ربح آلية الوقت «مقامرة بمصير لبنان ومستقبله»، إذ إن جميع اللبنانيين «خاسرون من ضياع هذا الوقت».
(وطنية)