«فتوى» بأن «مقعد الشهيد لعائلته أو حزبه» واتهام بـ«قتل القتيل للاستفادة منه»
مع تسارع المساعي لتجنب المعركة الانتخابية في المتن، صدرت أمس سلسلة مواقف تبدي القلق والخشية من آثار عدم التوافق على الصف المسيحي خصوصاً والوضع اللبناني عموماً. فيما تواصلت المعارك الكلامية التي تستخدم فيها كل الأسلحة المباحة كالحضّ على حماية السيادة والاستقلال والديموقراطية، وغير المباحة مثل اتهام أحد طرفي المعركة بالمشاركة في القتل.
وفي إطار العمل على تحقيق التوافق، زار وفد من الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه، الرئيس أمين الجميل. وأعلن طربيه بعد اللقاء استمرار المساعي للمعالجة والعمل «لتجنب هذه المعركة» التي يمكن «أن تتحول إلى صراع مرير ليس فيه مصلحة لأحد».
وكانت الرابطة قد أصدرت بياناً دعت فيه المعنيين إلى «تغليب صوت الحكمة والاعتدال، ووقف الحملات المتبادلة التي ترفع منسوب الشحن النفسي لدى المواطنين (...) والاستجابة للمساعي الحميدة لتجنيب منطقة المتن الشمالي معركة قاسية»، معتبرة أن «التوافق لا يلغي أحداً، ولا يشطب فريقاً من المعادلة السياسية ولا يتناقض مع المبادئ الديموقراطية».
والتقى الجميل أيضاً عميد المجلس الماروني ريمون روفايل الذي أيّد مساعي بكركي للتوافق، معلناً في الوقت نفسه تأييده للجميل «لأن انتصاره انتصار للبنان. ووجود آل الجميل في مقعد نيابي يعني وجود عائلات لبنانية أصيلة عانت وناضلت من أجل حرية هذا الوطن وسيادته».
في هذا الوقت، ومع إعلانه تواصل الاستعدادات للمعركة الانتخابية، قال النائب الأول لرئيس حزب الكتائب رشاد سلامة، إن الحزب لن يرفض التسوية «إذا كانت مناسبة»، واصفاً المساعي التي تبذل لتقريب وجهات النظر بـ«الحميدة»، ومؤكداً عدم وضع شروط «بالمعنى الحقيقي للكلمة». وقال «إن قرار الترشيح في المتن لم يكن ضد أحد بحد ذاته، إنما مع حق حزب الكتائب وواجبه، لأنه من غير الطبيعي أن يشغر مركز كان يحتله أحد الكتائبيين وأن يتنافس عليه مرشحان مختلفان، وهذا الواجب والحق لا يعني منع أشخاص آخرين من الترشح، إنما يعني أننا لم نختره كخصم ولكن هو من اختارنا».
وفي المواقف، قال النائب أنطوان زهرا إن دعوة القوات اللبنانية للنائب ميشال عون بتزكية الجميل «استندت إلى تمنيات البطريركية المارونية بتحاشي التشنج المسيحي الذي قد ينتج عن هذه الانتخابات الفرعية»، معتبراً أنه «عندما يشغر مقعد نيابي، يتم تسليم المقعد لعائلة الشهيد أو حزبه لبقية الولاية، فكيف بالأحرى إذا كان مقعد شهيد بحجم النائب والوزير بيار الجميل، من هنا كان اتكالنا على أخلاقيات العماد عون بطلبنا هذا».
وإذ أسِف النائب الياس عطا الله «لتعذر التوافق»، اتهم عون بأنه «لا يملك قرار عدم خوض معركة المتن». وقال إن «التعامل يتم على قاعدة نقتل القتيل لنستفيد منه، جبهة ميشال عون قتلت الوزير بيار الجميل. فتنظيم «فتح الإسلام» قتل بيار الجميل، وهذا التنظيم له علاقة بسوريا، وسوريا هي القائد الفعلي للجبهة التي ينتمي إليها النائب ميشال عون». وتمنى رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، عدم حصول الانتخابات «إذا كانت مصدر انشقاق أعمق في الصف الماروني»، سائلاً «إذا كنا عاجزين عن جمع هذا الصف، فكيف لنا أن نجمع الأطراف اللبنانيين كافة على وفاق واتفاق؟ ودعا المعنيين بهذه المعركة إلى «التعالي عن الحساسيات الشخصية والحسابات الضيقة. فإما أن يذهبوا إليها بما يليق بالحياة الديموقراطية أو يخرجوا منها مجنبين المواطن المزيد من اليأس والقنوط».
وأكسبت «حركة الإنقاذ» في الحزب الشيوعي اللبناني، معركة المتن «صفة وطنية عامة»، حاثّة «كل وطني وديموقراطي لبناني والشيوعيين في المتن وخارجه» على «التصدي لكل محاولات تغيير موازين القوى السياسية في البرلمان على الصعيد الشعبي، حماية لمسيرة لبنان الاستقلالية ولبناء الدولة وضمان التطور الديموقراطي في لبنان».
ورأى «الاتحاد من أجل لبنان» أن «الخطاب السياسي المستخدم في الانتخابات الفرعية، بدأ بكل أسف يأخذ منحى غير ديموقراطي، فهو لا يبالي بالشعب الصابر على الفقر والقهر والتهميش»، معتبراً «أن الانتصار الحقيقي للمسيحيين في هذه الانتخابات يكون بارتقاء الخطاب والممارسة السياسية إلى المستوى الحضاري اللائق الذي يحفظ الكرامات قبل أن يحترم الاستحقاقات على أهميتها».
(الأخبار، وطنية)