حتى الأمس كان الخطاب المعلن لكثيرين أن الجيش غير وطني أو ضعيف
شدّد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على أن «لا حل ولا استقرار إلّا بدعم الجيش وإقداره على بسط سلطة الدولة كاملة»، مؤكداً في كلمة الى الجالية في أوستراليا لمناسبة عيد الجيش: «أننا نعمل جاهدين لاستعادة مزارع شبعا استناداً الى القرار 1701 والنقاط السبع»، وأن الحكومة «قررت مستندةً الى تأييد لبناني كاسح تحطيم مؤامرة فتح الاسلام».
وأعرب السنيورة عن «التقدير الكبير لدور الجيش اللبناني في المهمّات الوطنية الجسام التي قام ويقوم بها بعد طول تعطيل وتغييب وظلم وابتزاز»، لافتاً الى أنه «منذ عام 1969، وفي ظروف استثنائية، جرى بالتدريج إخراج الجيش من الجنوب، ما أدى إلى إضعاف سلطة الدولة فيه وعليه وانعكست تداعيات ذلك على كل الأراضي اللبنانية. مما أسهم في فتح المجال لإسرائيل وإعطائها الذرائع لتهديد أمن الجنوب وأهله، وبالتالي أمن لبنان، خلال العقود الأربعة الماضية عَبْر سبعة اجتياحات واعتداءات لم تنقطع، وما زالت تتمثّل في استمرار احتلال إسرائيل لمزارع شبعا وفي انتهاكاتها الجوية لسمائنا واحتفاظها بأسرانا في سجونها». وأضاف: «بدلاً من أن يكون الجيش محل إجماع وطني، وتجري على أساس منه إعادة انتشاره في الجنوب لحماية المواطنين، والحيلولة دون استمرار الإغارات الإسرائيلية عليه، ومنع سيطرة قوى الأمر الواقع على بشره وحجره، صار الجيش موضع انقسام وطني، سواءٌ لجهة انتشاره على الحدود الدولية للبنان، أو لجهة مساعدته ومساندته للقوى الأمنية الأخرى من أجل تعزيز الأمن والاستقرار بالداخل. وما كان ذلك تعبيراً عن التشكيك في وحدته وتَماسُكِهِ ووطنيته فحسْب، بل تعبيراً عن عدم الإيمان بحقّ الدولة اللبنانية المنفرد ببسط سلطتها على كامل الأرض اللبنانية بواسطة قواها الشرعية وحدَها».
وذكّر السنيورة بأنه «حتى الأمس القريب كان الخطاب المعلن من جانب كثيرين اعتبار الجيش اللبناني إما غير وطني أو ضعيفاً. أمّا نحن، ومنذ عام 2000، فاعتبرنا أنه لا حلَّ ولا تأمينَ للبنانَ وحمايته وصون جنوبه من إسرائيلَ وعُدوانِها المتكرّر ولا استقرار إلاّ بدعم الجيش وإقداره مع القوى الأمنية الأخرى على بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. ليس لأنّ ذلك حقّ الجيش وحقنا، وواجبه وواجبنا، بل لأنّ التجربة الطويلة منذ عام 1948 أثبتت ذلك، رغم جهود المقاومة الفلسطينية واللبنانية والإسلامية في التصدّي للاجتياحات الإسرائيلية». وأضاف: «نقول هذا من دون الانتقاص أبداً من صمودهم وتضحياتهم جميعاً. ذلك الصمود وتلك التضحيات المشرّفة وعلى مدى عدة عقود. وها نحن قد استطعْنا بالفعل، نشر الجيش حتى الحدود على أثر حرب تموز. لقد انتشر الجيش بنتيجة قرار اتخذ في مجلس الوزراء بالإجماع، وبكفاءة عالية تعاونه القوات الدولية المعزَّزة التي أتت إلى لبنان بمبادرة كريمة من عدد من الدول الصديقة والشقيقة وبناءً على القرار 1701»، مؤكداً «أننا لا نزال نسعى إلى استعادة مزارع شبعا، وإطلاق الأسرى، ونزع الألغام، ومنع الاختراقات الجوية من جانب العدوّ. ونعمل جاهدين لاستعادة منطقة مزارع شبعا على أساس أنها يجب أن تخضع للقرار 425 واستناداً إلى ما أشار إليه القرار 1701 انطلاقاً من النقاط السبع التي أقرها مجلس الوزراء بالإجماع وأجمع عليها اللبنانيون والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعالم أجمع».
ورأى السنيورة «أن هذا الدور الوطني والقومي الكبير الذي قام الجيش ويقومُ به في الجنوب، يوازيه منذ زهاء 70 يوماً دوره في التصدّي لمؤامرة الإرهاب والتخريب المتمثلّة في ما يُعرف بتنظيم «فتح الإسلام». ورأت الحكومة أنّ استمرار الصبر على هذه العصابة، يعني تعريضَ الأمن الوطني الداخلي للخطر، والسماح بتحويل لبنان ساحة للإرهاب وللتطرف. لذلك كان القرار الذي اتخذته الحكومة مستندة إلى تأييد كاسح من جانب اللبنانيين بضرورة تحطيم مؤامرة فتح الإسلام، للحفاظ على أمن لبنان، وعلى تعزيز قواعد العلاقة السليمة بين اللبنانيين والفلسطينيين وعلى الانطلاق من هذه المصيبة من أجل إعادة صياغة العلاقات اللبنانية ـــــ الفلسطينية بحيث تكون قائمة على احترام ما نص عليه الدستور اللبناني لجهة عدم القبول بالتوطين، وتلتزم مبدأ احترام سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، والعمل على تأمين ظروف إقامة الإخوة الفلسطينيين في لبنان ريثما تتأمن عودتهم المؤكدة إلى ديارهم بشكل يضمن لهم العيش الكريم».
وأكد «أننا سنظلّ نعمل معاً، مع سائر اللبنانيين، في نطاق الشرعية ونطاق المؤسَّسات الدستورية، من أجل تعزيز أمن الوطن وسلامه وانتظام عمل مؤسساته، ومن ضمنها مؤسسة الجيش الوطني، والقوى الأمنية الأخرى». وختم أن «التحديات كثيرة، ومن بينها التحديات الأمنية التي تنهض الأجهزة العسكرية والأمنية الرسمية والشرعية، بأعبائها بعد طول غياب. وسيظل إيماننا قوياً بنظامنا الديموقراطي القائم على تداول السلطة واحترام الدستور وعلى الانفتاح وعلى الحرية وسنظل ملتزمين حرية لبنان واستقلاله وسيادته وعروبته».
(وطنية)




خطاب نصرالله

علقت مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في مدينة بنت جبيل أول من أمس، بالقول: «إن خطاب السيد نصر الله تضمّن في بعض مقاطعه بعض الأفكار الإيجابية التي يمكن تطويرها والبناء عليها».