• رئيس «التيار الوطني الحر»: حافظت على موقعه في بعبدا وليفتح ملفاته على رأس السطح

  • تواصل السجال الحاد بين الرئيس أمين الجميّل النائب العماد ميشال عون على خلفية الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي، فيما بدا لافتاً استعادة الجميل فصولاً من الحرب الأهلية و«مقاومة الكتائب» وخصوصاً في مخيم تل الزعتر الفلسطيني

    أعلن الرئيس أمين الجميل بعد قداس أقيم، أمس، في كنيسة مار عبدا في بكفيا على راحة نفس الوزير الراحل بيار الجميل أنه وضع نفسه بتصرف البطريرك الماروني نصر الله صفير، «لكنّ البعض لم يتجاوب مع السلطة المارونية التي هي مرجعيتنا».
    وكان الجميل قد شنّ حملة عنيفة على عون خلال مؤتمر صحافي عقده أول من أمس أشار خلاله إلى أن «أهل المتن يتذكّرون المرحلة التي كنا فيها نخوض مقاومة من أجل لبنان وديمومته والحفاظ على كرامة الشعب المسيحي»، ورأى أنه يخوض هذا الاستحقاق «للحفاظ على لبنان». ولفت الى موقع رئاسة الجمهورية المهمّش، وأشار إلى «أن المؤسسة الثانية التي يفترض أن تحافظ على لبنان هي مجلس النواب»، معتبراً أن «المجلس مغلق بالمفتاح، ولم يخسر العماد عون، الذي يدّعي كل يوم ضرورة الحفاظ على المؤسسات، كلمة يعترض فيها على إقفال المجلس». وقال: «كفى تضليلاً للناس، كفى تحالفات ضد الطبيعة، كفى هرطقات دستورية».
    وانتقد الجميل موقف عون من سوريا والقول إنها صديقة وشقيقة، ودعا عون الى أن «يجلب لنا تعهداً من شركائه في المعارضة ضماناً على صلاحيات رئيس الجمهورية، وبأن الطائف لا يُمسّ».
    وخلال افتتاحه «قاعة الشهيد بيار أمين الجميل» في قسم قرنة الحمرا الكتائبي، رأى الجميل أنه «لولا مقاومة أهل المتن من أجل السيادة والوجود المسيحي الحر لما كنا اليوم هنا ولما كان البعض يتبارى من على شاشات التلفزيونات والمنابر لإعطائنا أمثولة في التاريخ وفي البطولة». وقال: «لولا الأبطال في المقاومة اللبنانية التي كان ركنها وحجر الزاوية فيها شباب الكتائب، ولولا صمودنا ومقاومتنا في تل الزعتر، مثلاً، لكانت اليوم مدافع فتح الإسلام ونهر البارد موجودة في تل الزعتر».
    وخلال لقاء مع مصلحة طلاب الكتائب في المتن قال الجميل: «اليوم تصريح رئيس الحزب السوري القومي بتدشين مركز قومي في راشيا يقول فيه إنه ضد أمين الجميل وهو مع خط ميشال عون فمبروك للاثنين بهذا الخط. ونحن نقول إنه في هذا التصريح يكمل تصريح المافيا وكأنه يشكر سوريا على جريمة اغتيال بشير الجميل الذي تأكّد أن هذه الجريمة كانت وراءها سوريا».
    ودعا «رفاقنا في التيار الوطني الحر إلى أن يعودوا الى عقيدة التيار الوطني الحر الأساسية، ويعودوا الى جانبنا وقد أصبحت اليوم هذه الحركة لا تعرف أين أصبحت وأين ستوصلنا».
    ورداً على حملة الجميل، أكد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أمام وفد شعبي من المتن «أننا نحاول أن تكون معركة المتن حضارية، فنسمع تهديدات من الجهة الأخرى كما لو أن الإدلاء بالأصوات في صندوق الاقتراع يكون بأصوات البنادق». وقال: «دائماً أرى هذه النزعة لاستعمال العنف، كما لو أن كل من يستعمل هذا الأسلوب يعود إلى أصله، وإذا كان الأصل مبنياً على العنف والميليشيا فلا يقدر على أن يتصوّر إلّا تطويع الناس بالبندقية والعصا»، منبّهاً الى أن «المؤسسات الأمنية ستكون جاهزة لمنع أي اعتداء».
    وأوضح عون أن الجميل لم يكن حاضراً اللقاء مع الأساقفة «حتى يقول إن العماد عون صدّ بكركي وسكر الباب في وجهها». وتمنّى لو كان الجميل «على مستوى المسؤولية في خطابه وليس على مستوى الهذيان، وألا يخرج عن آداب المخاطبة»، مشيراً إلى «أن هناك نوعاً من الانحطاط في التفكير السياسي والثقافة السياسية». وكشف أن الجميل «في 10 حزيران 2000، وعلى أثر وفاة الرئيس حافظ الأسد، قال كلاماً جميلاً فيه منه أنه ساعد لبنان وثبّت وحدته وهو الذي كان له الفضل الكبير... أنا سئلت وقتذاك على تلفزيون أبو ظبي ما رأيي بالرئيس حافظ الأسد، فقلت: أعطيت رأيي فيه وهو حيّ والآن أصبح في ذمة الله والتاريخ فأمتنع عن ذلك». وأضاف: «اليوم يذكّرني (الجميل) بأنني أشيد بسوريا، فأقول له إنه هو وكل ما يفتخر به في تاريخه لا يصلون إلى تحت زناري. عيب عليك القول ذلك لإنسان حافظ على موقعك في بعبدا وكان عقيداً في الجيش»، ودعا الجميل الى فتح الملفات التي في حوزته «على رأس السطح» وأصدرت هيئة قضاء المتن في التيار الوطني الحر بياناً ردت فيه على ما قاله الجميل مؤكدة «أن التيار الوطني الحر هو حارس الهيكل بنضاله الثابت في خياراته الوطنية التي سمحت لعدد كبير من اللبنانيين بالانتساب والانضمام إلى هذا المسار المشرق والمشرِّف، وأنت يا فخامة الرئيس مدعوٌ لتكون فرداً جديداً مرحّباً بك مع هذه الجموع المنضوية تحت لواء السيادة الحقة».
    وقالت: «صحيح يا فخامة الرئيس أن من قتل الرئيس الراحل الشيخ بشير الجميل معروف ولكن نذكّرك بأنهم بقوا في السجون اللبنانية طيلة السنوات الست، يوم كنت رئيساً للجمهورية ولم تتجرّأ على محاكمتهم». وختم البيان: «كفى تضليلاً..كفى استغلالا». ...
    من جهة اخرى، أعلنت لجنة الإعلام في التيار عن تعرض طلاب من التيار أثناء قيامهم بمسيرة سيارة في مناطق المتن لاعتداءات عدة أبرزها في برمانا وبعبدات، ما أدى إلى سقوط جرحى في صفوف الطلاب العزّل.
    وفي المقابل، اتهم حزب الكتائب مناصري التيار باستفزاز شباب من الكتائب بين منطقتي برمانا وبعبدات، ثم إقدامهم على التعرض لهم بالضرب بالأيدي وعصيّ الأعلام التي كانوا يحملونها ، قبل أن تتدخل القوى الأمنية لفض الاشتباك.
    ومساءً، صدر عن قيادة الجيش ـــــ مديرية التوجيه بيان جاء فيه: «على خلفية الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي وأثناء مرور مواكب سيارة بين بلدتي بعبدات وبرمانا حصل خلاف وتبادل ضرب بين مناصري الطرفين المتنافسين، تدخلت على الفور قوى الجيش وعملت على ضبط الوضع الأمني، وقد جرى توقيف عدد من المشاركين في الشغب من مختلف الأطراف وبوشر التحقيق».
    (وطنية)