صيدا ــ خالد الغربي
شهدت مدينة صيدا حدثاً تربوياً متميزاً هو الأول من نوعه في لبنان، تمثل في حفل تخرج جماعي لأكثر من 1700 طالب لبناني وفلسطيني من 24 ثانوية رسميةوخاصة في مناطق صيدا والزهراني وجزين وبعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين

أقامت الشبكة المدرسية لصيدا والجوار مهرجاناً كبيراً للفائزين في الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة في دارة آل الحريري في مجدليون تحت عنوان «صيدا مدينة للعلم» في حضور وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قباني وبإشراف رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري، وتخلله تكريم لمديري مدارس الشبكة وللطلاب الأوائل وللفائزين في معرض انتل الدولي للعلوم وللفائزة بمسابقة أدباء الغد.
وحضر المهرجان المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، مفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة، مدير كلية الإعلام والتوثيق ـــــ الفرع الأول الدكتور مصطفى متبولي، نقيب أطباء فلسطين الدكتور محمد حماد، نائب نقيب المعلمين في لبنان وليد جرادي، رئيسة المنطقة التربوية في الجنوب جمال بغدادي، الفنان الفلسطيني عمار حسن وشخصيات تربوية وأهلية واجتماعية لبنانية وفلسطينية وأعضاء لجنة المتابعة اللبنانية ـــــ الفلسطينية والآلاف من أهالي المتخرجين.
قباني
وبعد دخول موكب المتخرجين والنشيد الوطني اللبناني، وكلمة ترحيبية من عريفة المهرجان الاعلامية نجاة شرف الدين، تحدث الوزير قباني متوجهاً بالتهنئة الى الطلاب المتخرجين وبالتحية الى الشبكة المدرسية لصيدا والجوار على هذا الإنجاز التربوي المميز والنوعي، متوقفاً عند خصوصية هذا الحدث وما كان يعنيه للرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعتبراً أن روحه التي تبارك هذا المكان تطمئن الى متابعة المسيرة مع السيدة بهية الحريري التي ترفع راية التربية والتعليم وتسعى بمبادراتها الرائدة الى النهوض بالتربية واستعادة دور لبنان منارةً للعلم والمعرفة والتقدم وجسراً للتلاقي والتفاعل بين الحضارتين العربية والغربية.
ورأى الوزير قباني أن القطاع التربوي في لبنان بجناحيه العام والخاص استطاع أن يحقق سنة دراسية طبيعية ومثمرة، وأن يجتاز الصعاب ويتخطى التحديات التي واجهته خلال هذه السنة، وأن يمضي قدماً في طريقه نحو تحقيق إنجاز كبير هو الامتحانات الرسمية على الرغم من التهديدات والأوضاع الأمنية والظروف الصعبة التي مرت بها البلاد، فاستطاع أن يمنع ضرب المسيرة التربوية أو إفشالها.. متوجهاً بالتحية «للأشقاء العرب الذين واكبونا وساعدونا ولم يتخلّوا عنا في محنتنا، كذلك الرئيس فؤاد السنيورة رجل الدولة الذي واكبنا وآزرنا وشجعنا ووقف الى جانب كل تلامذة لبنان وطلابه وأساتذته».
بعد ذلك قدم مديرو مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار درعاً تقديرية باسم الشبكة الى الوزير قباني سلّمته اياها النائبة الحريري، ثم سلّم قباني والحريري شهادات تقدير الى مدارس الشبكة التي برز منها أوائل ومتفوقون هذا العام.
الحريري
وتحدثت النائبة الحريري فقالت: قبل عام من الآن كنّا نكفكف الجراح ونواجه العدوان، وكانت صيدا والجوار تقدّم الأمثولات العظام بالوحدة والتّضامن والتّمسك بالأرض والحقوق. وإنّ أرض الجنوب الخضراء المروية بدماء الشّهداء لن تكون أرضاً محروقة. أرادوا ترويعنا بمجازرهم وتدميرهم وتقطيعهم للأوصال.. أرادوا للبنان أن يتراجع لسنوات طوال وأن تذهب مسيرة الوحدة والبناء والتحرير أدراج الرياح، فصبّوا حقدهم ومجازرهم ودمارهم وتشريدهم على الأرض والإنسان، وكان الردّ صموداً وتصدّياً وتماسكاً وإرادة قوية لمتابعة مسيرة النّهوض والبناء والحرية والسيادة والاستقلال، وكان العيش الواحد أقوى من عدوانهم وأقوى من دمارهم. أرادوا لمدارسنا أن تخرج عن رسالتها ودورها، ويومها قلنا بأنّنا سنبدأ العام الدراسي في وقته ولو كان ذلك في العراء أو على الطرقات، ولو تحت شجرة، لأنّ من حقّ أبنائنا علينا أن يتابعوا مسيرة تعلّمهم وترقّيهم ليبنوا لبنان المستقبل الآمن المستقر المزدهر.
الطلاب الأوائل
وكانت كلمات للطلاب الأوائل على صعيد محافظة الجنوب باسم زملائهم المتخرجين، فقال الأول في فرع علوم الحياة محمد حسين مرعي (من ثانوية المقاصد في صيدا) إن شعار صيدا مدينة للعلم يدل على مكانة هذه المدينة وعراقتها علمياً وثقافياً وحضارياً، ويدفعنا الى تذليل الصعاب وتحدي الظروف القاهرة التي تعترض تقدمنا ونهضتنا.
ورأت الأولى في الآداب والإنسانيات مرام مروان البزري (من ثانوية رفيق الحريري) أن الشهادة اللبنانية توحدنا وتجمعنا وتطلقنا نحو المستقبل.
وقالت الأولى في العلوم العامة رنا محمود حوحو (راهبات مار يوسف الظهور) إننا لا نستطيع الفصل في هذا اللقاء بين الرسالة التربوية والرسالة الوطنية، وإن مدارسنا جسدت وما تزال رسالة لبنان للشرق والغرب معاً، عسى أن نكمل هذه الرسالة لنبلغ أرقى المحافل.
ورأت الأولى في الاجتماع والاقتصاد يسرى عامر يعقوب (ثانوية نزيه البزري) أننا ننظر من خلال نجاحنا الى المستقبل والتطلع الى الأمجاد التي تليق بلبنان. ثم جرى تكريم طلاب ثانوية الايمان الذين فازوا بالجائزة الثانية في معرض انتل الدولي للعلوم، وتكريم الطالبة نور غازي بوصالح (من ثانوية الشرق داريا) الفائزة بالمرتبة الأولى في مسابقة أدباء الغد في لبنان.
واختتم المهرجان بتوزيع شهادات التخرج على المتخرجين وعددهم أكثر من 1700 طالب وطالبة من 24 ثانوية رسمية وخاصة هي: المقاصد الاسلامية، راهبات مار يوسف الظهور، ثانوية رفيق الحريري، ثانوية نزيه البزري، مدرسة دير سيدة مشموشة، الغازية الرسمية، ثانوية القلعة، صيدا الرسمية الثانية للبنات، جزين الرسمية، الفنون الانجيلية، لبعا الرسمية، مغدوشة الرسمية، عنقون الرسمية، الاتحاد، الايمان، السيدة للراهبات المخلصيات، الشرق داريا، صيدون الوطنية، صيدا الرسمية الأولى للبنات، صيدا الرسمية للبنين، حارة صيدا الرسمية، الأفق الجديد،الحضارة وثانوية بيسان ـــــ الأونروا.
وقدم طلاب وطالبات الشبكة المدرسية لوحة فولكلورية من التراث اللبناني، كذلك قدمت فرقة الكوفية الفلسطينية لوحة فنية من التراث الفلسطيني، وتوج الحفل بإطلاق الأسهم والمفرقعات النارية احتفاءً.