بنت جبيل ـ داني الأمين
أنهت مدارس الجنوب التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي في حرب تموز برامجها الدراسية، وباتت جاهزة لإجراء الامتحان النهائي. فرغم الدمار الذي لحق بالمدارس استكمل العام الدراسي في أجواء من القلق والخوف من إعادة تكرار الحرب، إضافة إلى أنّ أغلب المدارس المتضررة تابعت الدراسة في أثناء عملية الترميم. وكان مدير مدرسة بنت جبيل الفنية غسان بزي قد سارع منذ اليوم الأول لانتهاء الحرب إلى توزيع الإعلانات الخاصة ببدء العام الدراسي، لتشجيع الطلاب على التسجيل. ويشير بزي في هذا الإطار، إلى أنّ بعض الطلاب والأهالي حاولوا إبراز موقفهم الوطني من خلال الإصرار على التعلم في مبنى المدرسة، حتى أنّ الطلاب المسجلين ازدادوا عن العام السابق مئة طالب ليصبح عددهم 980 طالباً. ويؤكد بزي «أننا تابعنا العام الدراسي بجهد استثنائي رغم أن أعمال البناء والترميم استمرت حتى اليوم». لكنّ الإصرار على مواصلة الدراسة لا يخفي الانعكاسات السلبية للحرب على العام الدراسي، فيرى بزي «أننا أمضينا سنة تمرّد واسترخاء ممزوجة بالخوف من تكرار الحرب».
يذكر أنّ أستاذاً و13 طالباً من مدرسة بنت جبيل الفنية استشهدوا في مواجهات بنت جبيل وقرب مبنى المدرسة الذي يقع على مربع عيناتا، بنت جبيل، مارون الراس، عيترون، حيث وقعت معركة بنت جبيل الشهيرة. أما المدرسة المتوسطة الرسمية للبنات، التي دُمّر الجزء الأكبر منها أثناء الحرب فتقول مديرتها فاطمة عناني بيضون: «أنجزنا عامنا الدراسي بين العمال والجرافات وآلات البناء، فقد استغللنا كل زاوية غير مهدّمة لوضع الطلاب فيها، لننتقل من غرفة إلى غرفة حسب أعمال الترميم والبناء، وقد تم التساهل مع الطلاب وبذل جهد مضاعف لإخراجهم من آلامهم وقلقهم النفسي، عبر الأعمال الحرّة والرسومات والكتابة للتعبير عمّا في داخلهم من هواجس وألم». تلفت بيضون إلى أنّ التلامذة الصغار ركّزوا في رسوماتهم على مدرستهم قبل إعادة البناء وبعده، لكنّ المعلمين واجهوا صعوبة عدم التركيز لدى التلامذة، فضاعفوا عملهم من خلال دروس خاصة بالتأهيل النفسي. وفي مدرسة عيترون المتوسطة الرسمية، يوضح الناظر ناصيف علي أحمد أنّ التلامذة ما يزالون يفكّرون بحرب مقبلة. ويتابعون بقلق نشرات الأخبار وأحاديث السياسيين. ويؤكد «أننا أنجزنا عامنا الدراسي على الرغم من تدني المستوى التعليمي للتلامذة مقارنة بالعام الماضي، ونتوقع نتائج متدنية في الامتحان الرسمي، فأعمال الترميم والبناء رافقت التلامذة في صفوفهم وملعبهم، وذكريات الحرب نافست تحصيلهم الدراسي». ولا يختلف الأمر في مدرسة كونين التي تهدمت كلياً وانتقل طلابها إلى مبنى الحسينية التي قُسّم بناؤها مؤقتاً إلى صفوف للطلاب.