جاءنا من وزير الإعلام غازي العريضي كتاب يطلب نشر ردّ صادر عن المديرية العامة للأمن العام (عملاً بأحكام المرسوم الاشتراعي رقم 104 تاريخ 30-6-1977) على مقال نشر في «الأخبار» في 27 نيسان الفائت بعنوان «رقابة الأمن العام: بوليس المعرفة وهدر للمال العام»، وأرفق كتاب العريضي بالردّ وهذا نصّهأوردت صحيفتكم الغراء في عددها الصادر بتاريخ 27/4/2007 مقالاً بعنوان: «رقابة الأمن العام: بوليس المعرفة وهدر للمال العام». وعملاً بقانون المطبوعات للتفضل بنشر الإيضاح التالي: إن فيلم Angels In America الذي يتضمن تشجيعاً على تقبّل الشاذين والمصابين بمرض نقص المناعة في المجتمع وهي فكرة سامية، تعتريه مع الأسف أفكار أساءت إليه وهي: 1 ــــــ مضاجعات بين شاذين جنسياً وكلمات إباحية كثيرة يتبادلها الشاذون تتكرر في معظم فصول المسلسل. 2 ــــــ إساءة فاضحة إلى الأديان السماوية تأخذ طابعين: ــــــ ملائكة تقوم بالمضاجعة وأحدها له عدة عورات ويكون في موقع المضاجع. ــــــ الادعاء أن كل ديانة عمرها أقل من ألفي سنة هي طقس وليست ديانة. 3 ــــــ دعاية ضمنية لإسرائيل: دعوة الى الاعتراف بها والى توطين الفلسطينيين في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان أو في إحداهما فقط. 4 ــــــ إن المديرية العامة للأمن العام تنأى بنفسها عن مقاربة الموضوع من الزاوية المطروحة في المقال وتسأل الكاتب إذا تسنّت له الفرصة للاطلاع على مضمون الفيلم بمجمله. 5 ــــــ إن افتراض مصادرة فيلم من باب التخطيط لطلب موازنة لشراء أجهزة تشويش على البث الفضائي، هو تفكير استباقي وضرب من السبق الإعلامي، لكون المجلس الوطني للإعلام هو الذي يرعى الإشراف على ما يتعلق بالبث الفضائي استناداً إلى قانون البث المرئي والمسموع. نطلب نشر هذا الرد في المكان نفسه وبالحجم نفسه الذي ورد فيه مقال السيد نشابة، شاكرين لكم تعاونكم». توضيح
يهمّ كاتب المقال أن يؤكّد أن فيلم Angels in America وهو فيلم حائز العديد من الجوائز في أرقى المهرجانات الثقافية العالمية، متوافر على شبكة الإنترنت وتُبثّ حلقات منه على شاشات المحطات التلفزيونية الفضائية التي يمكن أن يلتقطها المواطنون في منازلهم بواسطة جهاز استقبال موصول بصحن لاقط وهو متوافر في الأسواق اللبنانية بأسعار مخفّضة. لذا من المنطقي والعقلاني أن يسأل أي مواطن يسدّد الرسوم والضرائب التي تضاف الى خزانة الدولة، عن جدوى صرف أموال من الخزانة على رقابة أفلام ومطبوعات متوافرة أصلاً للجميع عبر الإنترنت ومنعها.
إن مقال «رقابة الأمن العام: بوليس المعرفة وهدر للمال العام» لا يتناول مضمون فيلم Angels in America، فبغضّ النظر عن أخلاقية أو عدم أخلاقية المضمون، ألا يُعتبر السؤال عن الفعالية أو الفشل في الرقابة أقرب الى الواقعية التي ينبغي التنبّه لها إذا أردنا فعلاً تطوير مؤسسات الدولة وتحسينها؟