strong> راجانا حميّة
لم تبصر المخطّطات الأوّلية لمشاريع التخرّج لطلاب السنة الثالثة في قسم الصحافة المكتوبة في كلّية الإعلام والتوثيق ـــــ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانيّة النور، ولا تزال أفكارهم رهينة الشتات والضياع، بعدما فشلت محاولاتهم في لملمة وتمرير بعض المقابلات والأوراق في فترات «الهدنة الأمنيّة»، للمباشرة في الشق التحريري. ولمّا سدّت المنافذ في العمل الميداني، لم يبق لدى الطلّاب سوى تكثيف المساعي مع إدارة الكلّيّة للبحث في المشاكل التي تعترضهم في عملهم، وقد قدّم الطلّاب، في هذا الإطار، عريضة إلى الإدارة، يطرحون فيها ثلاثة بنود، أوّلها تزويد الطلّاب ببطاقة تعريفيّة عن مهماتهم وتمديد مهلة تسليم المشروعات، إضافة إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنيّة التي تمرّ بها البلاد وصعوبة التنقّل من منطقة إلى أخرى، وتأثيراتها على منهجيّة العمل. غير أنّ «الرياح لم تجرِ كما تشتهي السفن»، إذ لم تلق البنود الثلاثة آذاناً صاغية، وخصوصاً أنّ مدير الفرع الدكتور مصطفى متبولي قد «تبرّأ» من العريضة وحتّى من مشاريع التخرّج، ملقياً حمله على رئيس القسم الدكتور أحمد زين الدين. وأكّد متبولي، عقب لقائه أمس مع مجموعة من طلّاب القسم، أنّ «الحلّ مش عندي، وهيدي منّا مسؤوليّتي»، مشدّداً على «أنّ وضع البلد كتير مضطرب، لا أستطيع التأجيل أكثر، واجبنا أن ننهي البرامج باكراً قبل أن نفاجأ بالأسوأ».
انتهت الجولة الأولى من المساعي مع المدير، فباتت المواجهة بين الطلّاب والدكتور زين الدين أصعب، ولا سيّما أنّ زين الدين لم يتبلّغ إلى الآن، منهم «أيّة مطالب أكاديميّة»، مشيراً إلى أنّ كل ما له علاقة بالوضع الراهن لا يمكن وضعه عقبة أمام استكمال مادّة أساسيّة في المنهاج. وأوضح زين الدين «أنّ كل ما تقدّم به الطلّاب حجج واهية، فإذا منعت والدة إحدى الطالبات من التجوال، فلماذا سمحت لها باختيار اختصاص كهذا؟، فلتحل مشكلتها مع الوالدة أوّلاً». وانتقد زين الدين تصرّفات بعض الطلّاب «إذ وصل بهم الأمر إلى المطالبة بإلغاء المادّة، وكأنّ الأمر بيدي»، مشيراً إلى «أنّ البت ببند كهذا يحتاج إلى مرسوم من مجلس الوزراء ورئاسة الجامعة». أمّا عن تذرّعهم بالأوضاع الأمنيّة، فلفت زين الدين إلى «أنّ مهمّة الصحافي الناجح هي أن يقتحم ليصل إلى هدفه»، مؤكّداً «أنّ الطلّاب لا يريدون خوض التجربة كما يجب». وفيما أوضح أنّ بند التأجيل لا يزال قيد البحث «رغم أنّنا لم نتسلّم أيّاً من الموضوعات»، طرح احتمالات تساهم في حلّ المشكلة منها التفهّم لأوضاع الطلاب الماليّة، إذ طالبهم، إذا لم تتوافر لديهم الميزانيّة الكافية لطباعة المجلّة، أن يكتفوا بطباعة نسخة واحدة على جهاز الكومبيوتر. كما أبدى استعداده لمناقشتهم، شرط «أن يقدّموا اقتراحاتٍ أكاديميّة».
وإن كان الطلّاب لم يقتنعوا إلى الآن بجدوى الاقتراحات المطروحة، فقد وضعوا نصب أعينهم سلسلة من التساؤلات بـ«رسم المعنيين بمستقبلنا»، متسائلين، «من يتبنّى تأمين مقابلات جديدة، كنّا قد عقدنا العزم على إتمامها إلى أن فاجأتنا الأحداث الأخيرة؟ ومن يقوم بتغطية نفقات مشاريعنا؟ ومن يضمن سلامتنا؟ ...».
من جهته، ينتظر مجلس طلّاب الفرع من الطلّاب اتّخاذ موقف موحّد من أجل البدء بالتحرّك، وقد لفت رئيس المجلس فؤاد خريس إلى «أنّنا نطالبهم بموقف موحّد للتحرّك، ونحن مستعدّون للمساعدة». ولفت إلى أنّ «المشاورات» تجري بالتنسيق مع المجلس، لأنّه ليس من مصلحة المجلس «أن يتحوّل المطلب من أكاديمي إلى سياسي، فنحن في النهاية نسعى إلى إيجاد مخرج قانوني للمشكلة».