لمّحت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون المنظمات الدولية كريستين سيلفربيرغ، الى أن زيارتها الحالية للبنان، هدفها «مناقشة الخطوات التالية في المحكمة الدولية». وأشادت بـ«شجاعة وتصميم» الجيش في محاربة «المتطرفين»، معلنة عن برنامج أميركي «كثيف ومستمر» لدعمه. وقالت إن لبنان «يبقى على درجة عالية من الأولوية لدى الرئيس الاميركي جورج بوش والولايات المتحدة».وكانت سيلفربيرغ، يرافقها السفير الأميركي جيفري فيلتمان، قد زارت أمس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وذكرت أنها ناقشت معه وسائل الدعم الأميركي لـ«الجهود التي يبذلها لبنان لضمان سيادته واستقلاله وازدهاره»، إضافة إلى «الخطوات التالية في المحكمة الدولية»، معتبرة أن مجلس الأمن عندما اتخذ القرار 1757 «سار على خطى الشعب اللبناني نفسه»، واستعرضت مسيرة المحكمة وصولاً إلى قولها أن «البرلمان اللبناني عبّر بأغلبية أعضائه عن دعمه لهذه الخطوة، فكان من الطبيعي أن تدعم الولايات المتحدة حكومة لبنان في هذه المسألة».
وقالت إنها أعربت للسنيورة عن دعم بلادها «للمعركة التي تخوضها قوى الأمن اللبنانية مع المتطرفين» مضيفة: «يحق للبنانيين أن يشعروا بفخر عظيم بالشجاعة والتصميم اللذين يحارب بهما الجيش اللبناني ليبقى لبنان آمناً. إن الولايات المتحدة ستبقى على التزامها القوي تجاه لبنان. إن شعبي دولتينا المختلفتين والديموقراطيتين يتشاركان الرؤية نحو المستقبل بما يسود العلاقات بين شعبيهما من روابط المودة».
ورداً على سؤال، قالت: «لدينا قلق مستمر تجاه سوريا ودورها في لبنان (...) وطالبنا مراراً الحكومة السورية باحترام لبنان وسيادته واستقلاله بشكل كامل. وهذه قضية عملنا بجهد عليها من خلال مجلس الأمن، كذلك سنستمر في العمل مع الحكومة اللبنانية لكي تتمكن من السيطرة الكاملة على المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان».
وعن دعم الجيش اللبناني، قالت: «لدينا برنامج كثيف ومستمر لدعمه، وهذا أمر طبيعي. ونعمل على تسريعه بناء على احتياجات الجيش. والحكومة اللبنانية، مثلما في أي دولة ذات سيادة، يجب أن تحظى بجيش قوي ومجهز وفاعل يستطيع توفير الأمن للبلاد ومحاربة الإرهاب والعنف».
سئلت: المعارضة ترى أن الحكومة اللبنانية تشن حرب الولايات المتحدة في لبنان، فما رأيك؟ أجابت: «أعتقد أنه من المهم جداً أن يكون للشعب اللبناني جيش يستطيع السيطرة على البلاد، وأن يقف في وجه الإرهاب، وهذه النظرية لا تنطبق فقط على الولايات المتحدة بل على كل دولة ديموقراطية لمحاربة الإرهاب الذي يتعرض له الأبرياء، والعنف الذي يستخدم للترويج للتغيير السياسي، وهذا يهددنا ويهدد لبنان والعديد من الدول. لذا نحن ندعم الحكومة اللبنانية في جهدها لإنهاء هذه المسألة».
وزارت سيلفربيرغ وزير العدل شارل رزق، في حضور رئيس هيئة التشريع والاستشارات في الوزارة القاضي شكري صادر وعضو مجلس شورى الدولة القاضي اندره صادر. وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرزق بأنه تم «عرض تطورات الأوضاع العامة محلياً وإقليمياً ودولياً».
ثم زارت النائب سعد الحريري في حضور النائب السابق غطاس خوري ونادر الحريري، وأعربت بعد اللقاء عن سرورها «الكبير» بالعودة إلى بيروت وإجراء «محادثات مع العديد من شركائنا حول كيفية المساعدة في دعم الديموقراطية والاستقرار والسيادة والاستقلال في لبنان»، مشيرة إلى أنها تحدثت مع الحريري «عن الخطوات المقبلة المتعلقة بالمحكمة الدولية، والتي يجب القيام بها». وقالت إن القرار 1757 «خوّل الأمم المتحدة مسؤولية اتخاذ العديد من الخطوات، للمساعدة في إنشاء المحكمة بأسرع وقت ممكن. ونتوقع أن تتحرك الأمم المتحدة سريعاً على هذا الصعيد، كذلك نتوقع أن نرى خطوات في وقت قصير جداً أيضاً، لتعيين القضاة، وحل المسائل التقنية الأخرى التي تسمح للمحكمة المباشرة في القيام بعملها».
والتقت عدداً من قادة «قوى 14 آذار»، في منزل الوزيرة نايلة معوض التي قالت إن الحضور أكّدوا للمسؤولة الأميركية أن المحكمة «ليست انتصاراً لفريق، بل لكل اللبنانيين»، وأبلغوها «عزم الحكومة والشعب على إكمال إنشائها وتسريعه»، وطلبوا «مساندة القرار المتعلق بمزارع شبعا، في الأمم المتحدة، لأنه من أهم النقاط السبع». وأضافت: «كذلك أعربنا لها عن إعجابنا وتقديرنا للجيش والقوى الأمنية اللبنانية الذين يقومون بواجبهم باللحم الحي». ورأت أن «الادارة الاميركية لا تتعاطى مع فريق واحد، بل تتعاطى مع الحكومة اللبنانية، ونحن قوى 14 آذار ممثَّلون في الحكومة وداعم اساسي لها في المجلس» النيابي.
(وطنية، مركزية)