تابع رئيس الجمهورية إميل لحود تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد، في ضوء المستجدات الأمنية في محيط مخيم نهر البارد والمواجهات الدائرة بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام». وتلقّى تقارير حول المتفجّرة التي استهدفت سد البوشرية ليل أول من أمس وحجم الأضرار التي لحقت بالممتلكات والبنايات، وأوعز الى الجهات المعنية ضرورة الإسراع في مسح هذه الأضرار تمهيداً لتعويض أصحابها أسوة بما حصل في أماكن أخرى. وركّز لحود على حصيلة التحقيقات التي تجريها الجهات القضائية المختصة لكشف ملابسات حوادث التفجير والجهات التي تقف وراءها.من جهة أخرى استقبل لحود وفداً عراقياً ضم المستشار السياسي لرئيس الحكومة العراقية الدكتور صادق الركابي والمتحدث باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ والمستشار الاقتصادي مهدي السجاد، والسفير العراقي في لبنان جواد الحائري.
وقد نقل الوفد الى الرئيس لحود رسالة من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ضمّنها حرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية العراقية. وقدّم الوفد التعازي بشهداء الجيش اللبناني مؤكداً وقوف العراق الى جانب لبنان وجيشه في الظروف الدقيقة التي يمر بها.
وأطلع الوفد رئيس الجمهورية على الأوضاع العامة في العراق وما تقوم به الحكومة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والصعوبات التي تواجهها في هذا المجال وخلفيات الأحداث الأمنية التي يشهدها عدد من المدن العراقية. وتطرق الوفد العراقي الى برنامج عمل الحكومة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية وخطوات المصالحة التي بُدئ العمل بها في العراق في ضوء التجربة التي حصلت في الانتخابات الأخيرة.
وحمّل لحود الوفد العراقي تحياته الى الرئيس المالكي وتمنياته «بأن يستعيد العراق استقراره وتتعزّز وحدته وتترسخ أكثر فأكثر»، مبدياً أسفه «للضحايا البريئة التي تسقط في العراق بشكل مستمر»، آملاً «أن تساهم الإجراءات الأمنية وخطط المصالحة المعتمدة في إحلال الأمن والسلام في العراق». وكان تقويم للتطورات الإقليمية والدولية وما آلت إليه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وزار الوفد رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري.
استقبل لحود الوزير السابق ألبير منصور وعرض معه التطورات الأمنية والسياسية في البلاد. واعتبر منصور بعد اللقاء «أن مبادرة رئيس الجمهورية الداعية الى تشكيل حكومة إنقاذ وطنية، هي الطرح الوطني الوحيد في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد، لإنقاذ الجيش اللبناني من المؤامرة التي تُحاك له لاستخدامه كأداة بيد الأميركيين لمحاربة الإرهاب، ولاستدراج الإرهابيين الى لبنان، ولإنقاذ لبنان من مؤامرة التوطين التي بدأت معالمها تظهر، ولتلافي جميع المآسي التي ستنجم من إنشاء المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، ووضع لبنان تحت الوصاية، ولتحييد لبنان عن الصراعات الدائرة واستعادته من ساحة الى وطن». وزار منصور الرئيس عمر كرامي.
ومن زوار قصر بعبدا رئيس حزب التضامن إميل رحمة الذي رأى أن مسلسل التفجير المتنقّل «امتحان جديد لوحدة اللبنانيين التي تبدو اليوم مستهدفة أكثر من أي وقت مضى». وحيّا مبادرة رئيس الجمهورية في الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
على صعيد آخر، وجّهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتاباً الى الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، أبلغتها فيه أن رئيس الجمهورية يعتبر أن الدعوة التي وجّهها الرئيس فؤاد السنيورة لعقد جلسة يوم الخميس المقبل «تقع موقع المخالفة الدستورية وتعتبر منعدمة الوجود، وأي جدول أعمال أو اجتماع أو مداولة أو قرار أو إجراء لهذه الهيئة التي فقدت كيانها الدستوري والسلطة الإجرائية التي أناطها الدستور بمجلس الوزراء، وذلك نتيجة زوال الشرعية الدستورية والميثاقية للحكومة بعد 11/11/2006».
(وطنية)