طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
مع أنّ أيّ معلومات تفصيلية لم ترد في ما يتعلق بـ«مبادرة»، قام بها أمس رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن، باتجاه قائد الجيش العماد ميشال سليمان، لإنهاء أزمة حركة «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد، والاشتباكات الدائرة هناك منذ 20 أيّار الماضي، فإنّ بياناً صادراً عن يكن حول الزيارة، لمّح إلى «مرونة» يمكن التعويل عليها لتأسيس مبادرة أو الانطلاق بها، وخصوصاً إشارته إلى «أن المؤسسة العسكرية لا تعتقد أن كل من حمل السلاح هو قاتل أو مجرم، والعدالة يمكن أن تصنّف بين هذا وذاك»، إضافة إلى التشديد على أنّه لا يمكن حلّ هذه المشكلة «إلا بنقل ملف حركة «فتح الإسلام» إلى العدالة، مع وعود مقطوعة بتحقيق العدالة لهذا الملف».
وكان يكن، بحسب البيان الصادر عن مكتبه، وتعذر الاتصال به لاستيضاح بعض النقاط لعدم وجوده على السمع، زار على رأس وفد من قيادة الجبهة في لبنان، ضم: نائب رئيس الجبهة عبد الناصر جبري، مسؤول العلاقات العامة محمود البضن، والمشرف على المقاومة و«قوات الفجر» عبد الله الترياقي، مقر قيادة الجيش، واجتمع مع قائده، معزياً «بشهداء لبنان»، ثم «جرى تناول وبحث كل الشؤون اللبنانية، وخصوصاً ما يتعلق منها بالاهتزازات الأمنية التي أعقبت ظهور حركة «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد».
وأشار البيان إلى أنّ «الأفكار تلاقت عند عدد من الثوابت»، تتمثل في «اعتبار أيّ خرق في الخاصرة اللبنانية والخاصرة الفلسطينية عبر هزّ الأمن في المخيمات، من شأنه أن يسهم بتفجير الأوضاع الأمنية على كامل الساحة اللبنانية، ويضيف إلى الانقسام السياسي صراعات أمنية لا يمكن أن يُعرف مداها أو تُحمد عقباها»، وأنّ «عودة الأوضاع الأمنية إلى المخيمات الفلسطينية، وبالتالي إلى تردداتها على كامل الساحة اللبنانية وعلى المخيمات الفلسطينية، لا يكون إلا بنقل ملف «فتح الإسلام» إلى العدالة، مع وعود مقطوعة بتحقيق العدالة لهذا الملف، ولأنّ المؤسسة العسكرية لا تعتقد أنّ كل من حمل السلاح هو قاتل أو مجرم، والعدالة يمكن أن تصنّف بين هذا وذاك»، إضافة إلى اعتبار أنّ «بقاء الأوضاع على حالها، سواء في الساحة السياسية اللبنانية، المنقسمة انقساماً حاداً على بعضها وفي ما بينها، وبقاء الاهتزازات الأمنية القائمة في مخيم نهر البارد، وما يمكن أن يقوم في المخيمات الأخرى، من شأنها أن تجعل أبواب لبنان مشرعة أمام التدخلات الخارجية بكل أبعادها ومخاطرها، كما من شأنها أن تُسهم في عرقنة لبنان، ونقل المشهد العراقي إلى الساحة اللبنانية لا قدّر الله».
وكانت الثابتة الأخيرة في البيان هي «الطلب الى الفلسطينيين تشكيل مرجعية واحدة من كل الفصائل، لتكون ناطقة باسم المخيمات والقوى الفلسطينية دونما استثناء لأي فصيل، ولتكون صمام أمان المخيمات، وحتى لا يتكرر بروز الظواهر التي شهدها مخيم نهر البارد».