نهر البارد ـ نزيه الصدّيق
لم تخرق الاشتباكات المتقطعة التي دارت في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة فتح الإسلام، الهدوء النسبي الذي تميّز به يوم أمس، الأمر الذي سمح لسيارات إسعاف الصليب الأحمر الدولي والصليب الأحمر اللبناني والهلال الأحمر الفلسطيني، بالدخول الى المخيم عبر المدخل الجنوبي منه أربع مرات في فترة قبل الظهر، وإخراجهم 24 شخصاً من المدنيين والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال والعجّز.
وبرغم أن يوم أمس اعتُبر من بين الأيام الأقل سخونة، مقارنة بالأيام السابقة، فقد شهد في فترة الصباح رداً عنيفاً من الجيش على مواقع الحركة داخل المخيم، بعدما أُطلقت 10 قذائف هاون منه باتجاه المحور الشرقي عند بلدة المحمرة، الأمر الذي أجبر الجيش على الرد على المواقع التي انطلقت منها القذائف من داخل المخيم وإسكاتها، فيما تركّزت أبرز المناوشات عند المحور الشمالي الغربي، بالقرب من موقع صامد ومنطقة المدارسوإذا كانت مصادر أمنية قد أعلنت أن الجيش يقوم بعمليات تفكيك للعبوات الناسفة التي وضعها المسلحون في محيط المخيم، وتحديداً قرب استراحة النورس عند المدخل الشمالي، فضلاً عن تعزيز مواقعه وقدراته على المحاور كلّها، والسيطرة بالنيران على مواقع الحركة وحشر عناصرها داخل مربع معيّن عند حدود المخيم القديم، فإن الرجل الثاني في التنظيم شهاب قدور المعروف بـ«بي هريرة» أشار في تصريح له الى أن «عناصر الحركة لا يزالون عند الخطوط الأمامية من المخيم».
وفي الإطار ذاته، نفى شاهين شاهين، أحد القادة الميدانيين للحركة داخل المخيم، في اتصال مع «الأخبار» المعلومات التي تحدثت عن «سقوط مراكز صامد والتعاونية وناجي العلي في أيدي الجيش اللبناني، أو أن يكون الجيش قد دخل الى أيّ من مراكز الحركة، أو أنه يقوم بمطاردة عناصرها بعد قتال دار بينهما بالسلاح الأبيض».
وإذ أشار شاهين إلى أن «طابوراً خامساً يشنّ حملة إعلامية ضدنا لإحباطنا وخفض معنوياتنا»، فإنه دعا الإعلاميين «إلى دخول المخيم، وتصوير الأماكن والمواقع التي تثبت أن الجيش لم يستول على أيّ منها»، لافتاً في المقابل الى أن «الجيش يمنع دخول الصحافيين وكذلك الطواقم الطبية الى المخيم، ويحرّض المدنيين على النزوح منه».
وشدّد شاهين على أننا «لم نزل في المرحلة الأولى من المعركة»، مهدّداً بأنه «إذا لم يتوقّف الجيش عن ضرب المدنيين، فسوف ننتقل بالمعركة الى المرحلة الثانية في غضون يومين على الأكثر، وسوف نريهم إمكانات فتح الإسلام الحقيقية، بدايةً في لبنان، وصولاً الى بلاد الشام كلّها»، نافياً في الإطار ذاته ما يشاع عن «حصول حالات انشقاق او خلاف في صفوف الحركة»، معتبراً أن ذلك لا يعدو كونه «حرب أعصاب».