li>«همّي الأول صمود الجيش وتسليحه والثاني مراقبون دوليون للحدود مع سوريا» قلّل النائب وليد جنبلاط، من أهمية ما تردد عن مبادرات لتأليف حكومة وفاق، بالقول: «لم أسمع بأي مبادرات»، معلناً أن همّه الأول هو صمود الجيش وتوفبر السلاح والعتاد له، والثاني تأمين مراقبين دوليين على الحدود اللبنانية ــ السورية

ردّاً على سؤال عن المبادرات لإقامة حكومة وفاق، قال النائب وليد جنبلاط بعد ظهر أمس في منزله في كليمنصو «لم أسمع بأي مبادرات». ثم أجاب عن السؤال نفسه في قصر قريطم، بالقول: «دائماً نأخذ القرار من خلال هذا البيت الكبير، القرار المشترك الجماعي. من الأفضل أن ننتظر أقرب فرصة كي نجتمع في هذا البيت ونرى الظروف ونتخذ القرار الملائم وفق الظروف الملائمة». ولوّح «قريباً سنملي عليهم إجماع الوفاق، أي إخراج السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، العلاقات الدبلوماسية (مع سوريا) وترسيم الحدود».
وقد زار جنبلاط مساء أمس النائب سعد الحريري. وذكّر بعد اللقاء «ببعض المحطات»، مشيراً الى «مسلسل الاغتيالات والتفجيرات»، وأن «الجيش السوري انسحب وهذا إنجاز... وانتفضنا في 14 شباط وكان 14 آذار، وقلنا كلا لنظام الوصاية». وقال: «تابعوا الاغتيال وصمدنا. صمدت 14 آذار من خلال الإرادة الديموقراطية والسلمية. ولكن قلنا كلا، ثم كل العالم وقف معنا، ما عدا النظام السوري والشراذم التابعة له في لبنان. وما عدا بعض القوى الإقليمية التي في النهاية ستقبل بواقع أن لبنان يجب أن يكون مستقلاً، وأن يبقى اتفاق الطائف، وسيبقى».
ورأى أن «من المعيب استخدام عبارة فتح الإسلام، لأن «فتح» حركة ثورية تاريخية، والإسلام بريء من تلك العصابة». وذكّر «بنقاط إجماع الحوار. وهذا الحوار سنؤكد عليه ومن خلاله سنستمر في بناء لبنان مستقل ديموقراطي سلمي، ولاحقاً بعلاقات دبلوماسية حضارية مع سوريا. أمامنا محطات كبيرة، ولكن في كل لحظة وفي كل يوم، الجيش وقوى الأمن استطاعا ويستطيعان ويتحصنان ويقومان بعمليات مضادة».
واستند الى «بعض الأخبار»، ليقول إن «حاكم دمشق ظن أنه لن يمر القرار 1757، ولن تمر المحكمة. وعندما كان يشاهد التلفزيون، انفعل. انفعل حتى عندما ظن أن الروسي سيصوّت ضد المحكمة. وقيل لي لاحقاً إن أحد كبار مساعديه، عندما كانت العملية الاستباقية في شارع المئتين في طرابلس، حجب نفسه عن الرؤية لمدة يومين. هم وضعهم ليس جيداً. وضعنا نحن جيد. صحيح أن المطلوب الأحسن، ولكن وضعهم ليس بجيد، مطلوب الصمود».
وكان جنبلاط قد التقى قبل ذلك الوزير السابق فؤاد بطرس وميشال بشارة الخوري. وقال بعد اللقاء: «إن المسلسل الامني مستمر، وهذا لا يعني أننا نحن في تراجع، فكلما نخطو خطوة جبارة (...) يحاول الخصم أن يعطل بمسيرة تخريب. ولكن في الوقت نفسه نجيبه بحزم، وكان الجواب أن القوى الأمنية والجيش استطاعوا تفكيك هذه المؤامرة الكبرى لسلخ الشمال عن لبنان ونجحوا، ويبقى طبعاً موضوع إزالة عصابة «فتح الاسلام» في نهر البارد وعلينا أن نتوقع المزيد من التخريب».
ورأى أنه منذ القرار 1559 ثم الـ1701 فالـ1757 «فشلت كل المحاولات لتعطيل هذه المسيرة، وفي النهاية التاريخ معنا والحق معنا وصمدنا. وإنني متفائل لكن طبعاً الكلفة غالية، والحقيقة أنه ما من أحد يبغي الاستقلال بعد 30 عاماً من الاحتلال والوصاية، إلا يدفع نوعاً من الكلفة، ونحن ندفعها، والى الأمام».
ورداً على سؤال عن مبادرة لتأليف حكومة وفاق، قال: «لم أسمع بأي مبادرات، وهمّي الاول كيفية أن يصمد جيش لبنان، وتأمين كل السلاح والعتاد المطلوب له. والهمّ الثاني أنني أرى محاولات التخريب آتية، فقد استطاع الجيش بالأمس ان يوقف شاحنة سلاح على الحدود. ومجدداً أناشد وأطالب بمراقبين دوليين على الحدود اللبنانية ـــــ السورية، لأننا من دونهم لن نستطيع أن نوقف هذا النظام عن التخريب في لبنان».
وفي المقابل قال بطرس: «هناك جو يميل نوعاً ما نحو حكومة وفاق، والوفاق يفترض مبدئياً أن يسبق الحكومة، وهي تأتي لتنفذ ما اتفق عليه. ولكن يبدو أنهم متجهون نحو حكومة لتأمين الوفاق بعد تأليفها، وهي في حد ذاتها ستكون الوسيلة». ورأى أن قانون الانتخاب من المسائل الدقيقة التي تحتاج مناقشتها «الى جو هادئ أفضل من هذه الأجواء». وردّ على سؤال عن المحكمة الدولية، بقول سابق له إن «من يدعي استشراف المستقبل في هذه الأيام، إما أن يكون نبياً أو مشعوذاً».
(وطنية)