الرشيدية - كامل جابر
يرى أمين سر قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان أبو العينين أن مسألة «التحريض من الإسلاميين علينا قد تجاوزناها اليوم، بعد علاقة ودّ دافئة بين القوى الإسلامية التي كانت تحرّض علينا وبين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح».
ويؤكد في حديث إلى «الأخبار»، من مخيم الرشيدية في صور، حيث المقر «الأكثر أمناً» له «أن ظاهرة جند الشام في عين الحلوة، لسنا نحن من أتى بها من الضنية ورميناها في المخيم. نحن ضحية القذف على المخيم بهذه النوعيات من البشر استهدافاً للمخيمات. لم نأت بعصابة «فتح الإسلام» إلى نهر البارد، لكننا ندفع الضريبة، إذ إن أعراضنا في الشوارع. ليس الشعب الفلسطيني مسؤولاً عن هذه الحالة، وأنا ناشدت كل اللبنانيين، موالين ومعارضين، قبل ولادة «فتح الإسلام» في 27/11/2006 أن يغطّونا سياسياً لمعالجة هذه الظاهرة، ونحن نتولى الأمر، لكن لم يسمعوا».
ويضيف: «فلسطينياً لم نتفق على موقف وقناعة، لو وافقت مختلف فصائل التحالف من دون تأثير خارجي، لكنّا اتفقنا على آلية عمل كفريق واحد، رحنا إليهم فريقاً واحداً وعدنا فريقين. نحن لم نجلس في الجوامع نلمّ لهم التبرعات. هناك لبنانيون جمعوا لهم التبرعات تحت شعار أنهم مسلمون، ومشايخ معروفون بهوياتهم السياسية، في كل خطبة جمعة راحوا يدعون لنصرتهم، وتزويجهم، وتوفير البيوت لهم، لذلك أسأل اليوم بعد كل الذي حصل: كيف سيواجهون ربهم إن كانوا مسلمين؟ نحن حتى مع مسلمي عين الحلوة كانت خلافاتنا حادة ولم تكن السلفية صناعة فلسطينية، كان هناك تهويل أوصلنا إلى حرب البسوس. صحيح أننا تفاهمنا اليوم على علاقة دافئة بيننا وبينهم، لكن هذه الحالة كانت مدعومة، ومن جهات غير لبنانية، كانت تحرّض علينا لإقصائنا... أما اليوم، بعد كل هذا الصراع على هوية المخيمات ومن يمسك القرار السياسي فيها، أقول على رقابنا أن يصادر القرار السياسي». وشدد على أنه «إذا سُمح لنا لبنانياً فنحن قادرون على التقليل من الخسائر، حتى الآن لم يسمح لنا بالتدخل، هناك حسابات للبعض ونحن نحترم آراء اللبنانيين، وهناك عدم إجماع فلسطيني».
وهل توافقون على قوات فصل في عين الحلوة، أقطابها من المطلوبين للسلطات اللبنانية؟ يجيب: «هناك من ظلم في أحكام غير صحيحة. أنا ضحية حكم بالإعدام، من دون جرم سياسي، جاء بضغط سياسي. كثر مثلي محكومون لأنهم لم يقبلوا بليّ أذرعهم، ولم يكونوا طيّعين بأيدي جهات سياسية، أين الجريمة التي حُكمتُ من خلالها بالإعدام؟ هناك إسلاميون وفتحاويون حُكموا للأهداف نفسها».
واعتبر أبو العينين أن بعض الإجراءات حول المخيمات «مهينة، لكن هناك مخاوف أهانتنا صورها في نهر البارد. هناك جريمة حصلت في حق الجيش اللبناني، أين المصلحة الفلسطينية في أن يسقط 40 جندياً من الجيش؟ هل فرح من كان يأتي بالمساعدات لمن استوطن المخيمات؟ يريدوننا اليوم أن نقاتل بالفلسطينيين حتى آخر مخيم؟ مرة «فتح منشقين» وأخرى «فتح الثوري» وثالثة «فتح الإسلام». لن نكون أداة عند أحد، أو متعهدين عند أحد أو عند أجهزة الاستخبارات ولن تكون فتح في دائرة الاستهداف».