li>موقفي تمايز عن نصر الله قولاً لكنه نفسه من ناحية الجوهر حذر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون من أن عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الإستحقاق الرئاسي سيؤدي إلى التصادم

أعلن النائب ميشال عون أن المبادرة الفرنسية ليست لإضاعة الوقت، وأنها «ستكون على شاكلة طاولة الحوار التي كانت في بيروت، لكن ليس على مستوى قيادات الصف الأول»، مشيراً الى أن المواضيع ستحدد قريباً وأن القرارات ليست ملزمة. وقال: «نحن نسعى إلى أن نكون متفاعلين إيجاباً مع كل مبادرة، ومن يرفض فليرفض على حسابه»، منتقداً البعض الذي «يتكلم ليعجب الناس لا ليقنعهم». وشدّد على أهمية اللقاء والكلام «بعدما تعطّلت لغة الكلام في لبنان، ليس بسبب الغرام بل بسبب الصدام».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي لعون بعد ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح، واستهلّه بالحديث عما يجري في مخيم نهر البارد، آخذاً على الكل تعاطيهم مع الأحداث «انطلاقًا من كونها سجالاً إعلاميّاً»، مطالباً الحكومة بضبط وقائع التحقيق مع الموقوفين «بدءاً بالذين أتوا عبر الحدود اللبنانية ـــــــ السورية أو من المطار أو البحر»، ثم «رفع شكوى الى مجلس الأمن الدولي للحصول على إدانة رسمية للدول، إذا كان هناك من دول، ترسل إلينا مسلحين وإرهابيين». كما طالب بلجنة برلمانية قضائية «تحقّق في هذا الموضوع، إضافةً الى تحقيق الأجهزة القضائية (...) انطلاقاً من هنا نحدد المسؤوليات، أكانت هناك دول متورطة أو أفراد محليون، سواء من داخل الحكم أو من خارجه».
كذلك دعا الحكومة الى البدء بالعمل «ومن لا يستطيع القيام بوظيفته فليرحل». وتحدث عن رؤيته لإعادة هيكلة بعض الوحدات في الجيش لتصبح قادرة على مواجهة أخطار مثل الحرب الثورية والإرهاب، كاشفاً عن تسريبها الى المسؤولين في الحكومة بطريقة غير رسمية «ويبدو أنهم لم يكترثوا لها، وإذ بنا نرى القوى الأمنية سائرة في اتجاه معاكس وأصبحت قوى استخبارية». وأشار الى تقديم مشروع عام 2005 «لتأليف لجنة برلمانية أمنية تتعاطى مع الوزراء المعنيين بالأمن وأجهزة المخابرات، تجتمع دوريّاً، وتقدم تقريراً عن الوضع الأمني والإجراءات المقابلة التي على الأجهزة الأمنية اتخاذها لئلا تفاجأ وتواجه مشاكل». وقال: «حتى هذه اللحظة لا أعرف أين ضاع المشروع».
وتطرق الى موضوع زيارته لفرنسا، وقال إنه شعر بانفتاحها على الوضع اللبناني وعلى مقاربات جديدة بالنسبة إلى الأحداث والأطراف اللبنانيين، وإنه أعرب عن أمله في أن تعود صديقة لبنان وشعبه «وليست صديقة خطوط سياسية لبنانية». وتوقّع أن تحمل الأيام المقبلة «تغييراً لعودة العلاقات اللبنانية ـــــــ الفرنسية إلى مجراها الطيبعي»، متحدثاً عن «تجاوز معظم الخلافات».
كما رأى أن محادثاته في إيطاليا والفاتيكان «ستنتج لاحقاً مقاربات جديدة»، مشيراً الى إجماع من التقاهم «على ضرورة تأليف حكومة الوحدة الوطنية». وكرر دعوته الى حكومة وفق التمثيل النسبي للكتل النيابية، معتبراً أن برنامجها يجب أن يعالج من خلالها، ورأى ضرورة قيامها قبل موعد الاستحقاق الرئاسي «لأنّ الوصول الى الاستحقاق بحكومة غير شرعية وغير دستورية، يوصلنا الى التصادم».
وانتقد «المنطق الخاص» لبعض القادة في لبنان: «سرقوا السلطة ويريدون الاحتفاظ بها لمدى العمر». وقال: «طالبنا منذ السنة الماضية بتقوية الأمن العسكري، ورأينا أنّ الأمن يبدأ بين مكوّنات المجتمع، ولكن قابل ذلك تسليح لبعض الفئات السياسية». ورأى أن «محاربة الإرهاب مسؤولية الجميع»، داعياً دول «الشرق والغرب» الى «فكّ الصرّة لمواجهته لأنه لا يمكننا محاربته بمفردنا». كما رأى أن الأحداث «تتطلب الكفاية المشروطة بمعرفة الأمور لمعالجتها، وهنا المعيار يأخذ أبعاداً أبعد من النسب الانتخابية والتمثيلية. والأمن والأجهزة الأمنية لا تناط بأي فرد او شخص».
وعن اعتبار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الجيش خط أحمر والمخيم خط أحمر، قال عون «كان موقفي متمايزاً في الكلام عن موقف السيد نصر الله، أما من ناحية الجوهر فهو نفسه، لأن الخط الأحمر لم يقصد به فتح الإسلام في نهر البارد بل قصد المدنيين، ونحن أيضاً سعينا الى أن يكون هناك إخلاء للمدنيين قبل الهجوم على عناصر فتح الإسلام. هذا هو المقصود، أي ألّا يكون هناك مجزرة مدنية، فالتنظيمات الإرهابية تستهدف جميع الناس، الإسلام المعتدل السني والشيعي، وتستهدف المسيحي...فإذاً يجب ألّا نجتهد كثيراً في الكلام. هناك أوقات يختصر فيها الشخص الكلام. نحن أيضاً غيارى على الفلسطينيين المدنيين».
ورداً على سؤال عن دعوة النائب سعد الحريري الى لقاء بينهما، قال: «أنا مستعد للقاء الجميع، ولكن نريد أن نعلم ما هو موضوع البحث». وحول قول الرئيس الأميركي جورج بوش إنه سيضمن صمود الحكومة اللبنانية الحالية، قال: «لا أعرف كم يملك الرئيس بوش بعد من الفيتامينات. على كل حال، لا أعتقد أن الحكومة الأميركية تقف ضد حكومة وحدة وطنية بل على العكس أعتقد أنها تشجع على قيامها».
ورأى أن ما يجري في نهر البارد ليس حرب استنزاف للجيش «بل تأنّ لئلا تكون هناك خسارة، وأعتقد أن الأمر لن يطول».
وتوقف أمام من يتهمه بالاسترئاس في كل حركة، معتبراً أن «هذه القصة أصبحت مزحة»، وسأل: «وإن افترضنا أن هذا كله صحيح، فأين هو الخطأ؟ أين أخللت بالأخلاق العامة؟ ولماذا هذا القنص الدائم علي؟». وقال رداً على سؤال عن ضمانات المعارضة للسلطة لتأليف حكومة وحدة وطنية: «نحن نريد ضمانات أن يحافظوا على أخلاقيات الممارسة في السلطة». ورأى وجوب «أن يتوافر إمكان المعارضة ضمن الحكم، فعندما يرفض اكثر من الثلث أمراً ما، لا تعتبروا ذلك مزحة. قد تكون هناك مخاوف حقيقية من أن يخلق إشكالاً، فلنفترض بأن مثل هذه الحكومة موجودة الآن، وحصلت أحداث نهر البارد، سيتحفّظ قسم معيّن أمّا القسم الآخر فكان قد غطّى الجيش أكثر مما هو الآن».
(الأخبار)