في مأتم رسمي وشعبي مهيب، ودّعت بيروت نائبها وليد عيدو ونجله المحامي خالد ومرافقه المجنّد في قوى الأمن الداخلي سعيد شومان، الذين قضوا شهداء في انفجار استهدفهم، أول من أمس، في محلة المنارة، وذلك وسط حداد وطني عام لفّ كل لبنان من جنوبه إلى شماله، وفي ظل إجراءات أمنية مشدّدةوتقدّمت موكب التشييع صور جمعت النائب عيدو ونجله خالد، إضافة الى حملة أعلام تيار المستقبل، الحزب التقدّمي الاشتراكي، القوات اللبنانية، الجماعة الإسلامية، وحركة الناصريين المستقلّين ــ المرابطون. وبعد إلقاء نظرة الوداع على الجثامين التي لُفّت بالأعلام اللبنانية، تابع المشيّعون طريقهم سيراً وراء سيارات الإسعاف في اتجاه جامع الخاشقجي، تقدّمهم النائبان سعد الحريري ووليد جنبلاط، إضافة الى جمع من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين.
وعلى طول الطريق التي سلكها الموكب، كانت الجموع المنتظِرة تنضمّ إليه، وخصوصاً أمام مقرّ حركة اليسار الديموقراطي في كورنيش المزرعة، وأمام مقرّ الحزب التقدمي الاشتراكي في وطى المصيطبة، وفي منطقة الجامعة العربية. وقبل وصول الموكب الى محلة قصقص، حمل المشيّعون النعوش في اتجاه المسجد حيث كانت في انتظارها جموع غفيرة من الشخصيات والمواطنين الذين تقدّمهم ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ياسين جابر، ممثل السفير الفرنسي برنار إيمييه القائم بالأعمال جوزف سيلفيا، وعضوا كتلة التنمية والتحرير النائبان عبد اللطيف الزين وأنور الخليل.
محطة ما قبل المثوى الأخير كانت في جامع الخاشقجي الذي ارتفعت فوق بوابته الرئيسية أعلام الاشتراكي، القوات والمستقبل، وأقيمت فيه مراسم التشييع التي استُهلّت بصلاة جنازة أمَّها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، قبل تسجية النعوش المغلقة في قاعة المسجد.
وبعد كلمة لعريف الاحتفال الشيخ عبد اللطيف دريان، ألقى عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني كلمة رثاء، ضمّنها تجديد المطالبة بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية في بيروت والمتن لـ«إفشال مخطّط إنقاص نواب الأكثرية بالقتل»، واضعاً رفض رئيس الجمهورية العماد إميل لحود توقيع مرسوم الانتخابات في خانة «المشاركة في المخطط»، وداعياً الى إجرائها «حتى ولو رفض لحود ذلك». وإذ طالب المجتمعيْن العربي والدولي بـ«خطوات عملية ضد الإرهاب، لحماية لبنان وشعبه ولمنع تسرّب كل أنواع الأسلحة والذخائر والرجال عبر الحدود السورية»، ختم قبّاني كلمته بالسؤال: «لماذا استمرار تعطيل مجلس النواب، ولماذا استمرار الاعتصام في قلب العاصمة؟».
بدوره، اعتبر المفتي قبّاني أن الشهداء الثلاثة هم «نتيجة سياسة الكيد والحقد والكراهية التي يمارسها البعض في لبنان»، و«نتيجة السياسة التي تمارس خارج المؤسّسات الدستورية في الشارع، والتي كانت تهدّد بزعزعة أمن لبنان واستقلاله إذا أُقرّت المحكمة الدولية في مجلس الأمن»، داعياً «الاستبداديين والديكتاتوريين» الى «أن يرتدعوا ويعودوا الى صوابهم»، إذ «لا مكان لأحد خارج المسيرة الوطنية في لبنان».
واختتم التشييع بكلمة للحريري، عاهد فيها الشهداء الذين «سقطوا لأنهم كانوا مؤمنين بـ14 آذار» بـ«إكمال المسيرة، بالحق والعدالة والهدوء»، قائلاً للمجرمين: «ستعاقبون وستجرّون الى السجون كالأنذال، وستمثلون أمام العدالة. وعندها سيكون لبنان قد حصل على العدالة».
وبعد انتهاء مراسم التشييع والحفل التأبيني، حمل المحبّون والأصدقاء النعوش على الأكفّ، وسط صيحات الغضب الممزوجة بالأسى والألم والدموع والهتافات المؤيّدة لـ«أبو بهاء وأبو تيمور»، وصولاً الى مدافن الشهداء الملاصقة للمسجد حيث ووريت جثامين الشهداء الثلاثة في الثرى.

تعازي قريطم

وتقبل الحريري التعازي، عصراً، في قريطم يحيط به نجلا الشهيد عيدو: زاهر ومازن، ووالد الشهيد شومان وأفراد العائلة ونواب كتلة المستقبل.
ومن أبرز المعزين: رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وزير الدفاع الياس المر، الرئيسان حسين الحسيني وسليم الحص، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ووفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» ضم النواب: حسين الحاج حسن، أمين شري، نوار الساحلي وبيار سرحال، النائبان: شامل موزايا وإدغار معلوف ممثلين رئيس كتلة «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وسفراء: السعودية، إيران، بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وشخصيات دينية وقضائية وحزبية وصحافية ووفود شعبية من مختلف المناطق.
وكان الحريري قد التقى في مكتبه وفد كتلة «الوفاء للمقاومة» واجتمع مساءً بالنائب غسان تويني ونائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان.

ردود الفعل

وتواصل امس سيل الإدانة والتنديد بالجريمة وسط تأكيدات على الحرص على الاستقرار ودعوات إلى التكاتف والوحدة.
فقد حضّ الرئيس حسين الحسيني على موقف وطني واحد «لإيقاف مسلسل الاغتيالات وإنزال العقاب الشديد بالأيادي التي اقترفت الجرائم النكراء». وتمنى الرئيس عمر كرامي «عودة الوئام والموقف الواحد الموحد، كي نكون جميعاً سداً منيعاً في وجه المؤامرات التي تستهدفنا». وإذ سأل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث: «حتى متى، ولماذا؟»، قال: «إذا أحببنا حقاً بعضنا، سننجح كلنا وسننتصر كلنا، ومعاً نعيد الأمن والأمان والاطمئنان والثقة إلى قلوب اللبنانيين».
وحضّ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الجميع، على «محاربة اليد الإجرامية في كل مكان وزمان»، مؤكداً «الحاجة إلى وحدة وطنية حقيقية».
وبينما رأى الوزير فوزي صلوخ «أن بيروت الأبيّة التي أحبها وناضل لأجلها الشهيد عيدو، ستبقى حاضنة لجميع اللبنانيين»، شدّد الوزير يعقوب الصراف على ضرورة «رص الصفوف والتلاقي في هذه المرحلة الصعبة»، وقال وزير السياحة جو سركيس إن «لبنان سيبقى، ثورة الأرز ستبقى».
ولاحظ النائب حسين الحاج حسن، «أن أميركا، قبل أن يتحدث أحد أو قبل أن يطّلع الكثير من اللبنانيين على نتائج الحادثة، أصدرت بياناً»، متسائلاً عن «هذه السرعة وعن طريقة وصول الخبر وصدور البيان بهذه السرعة أيضاً». وحث النائب سليم عون المسؤولين على «عدم تسييس الجريمة».
وأمل عدد من النواب في كشف مرتكبي الجريمة، ورأى علي عسيران أنها تستهدف السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار، وقال الياس سكاف إن بشاعتها «تزيدنا إصراراً على الدعوة إلى الوفاق الوطني». وطالب قاسم هاشم «بعدم إطلاق الاتهامات جزافاً». كما استصرخ أنور الخليل «ضمائر المسؤولين لتحويل هذه الفاجعة المؤلمة إلى فرصة للتلاقي». ودعا غسان مخيبر إلى تحقيق سريع وفعال وإحالة الجريمة إلى التحقيق الدولي. ورأى مصطفى حسين أن «هذا العمل الإجرامي إنما يستهدف لبنان بكل أطيافه». فيما اتفق روبير غانم وأنطوان سعد على ربط توقيته بفترة ما بعد صدور قرار المحكمة.
ومن الوزراء والنواب السابقين، تمنى عصام فارس «نهاية هذا المسلسل من الإرهاب والترهيب والمؤامرات والفتن». وأهاب محسن دلول «بالجميع الحذر واليقظة». ودعا وديع الخازن إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الفتنة، كما دعا اسطفان الدويهي إلى شبك الأيدي لتحصين الوحدة الوطنية. ورأى وجيه البعريني أن الجريمة «يجب أن تشكل دافعاً قوياً للتلاقي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني»، ووضعها فيصل الداوود في إطار مخطط نشر الفوضى الخلاقة. فيما اعتبر محمد عبد الحميد بيضون، أن التفجيرات «تعبر عن إرادة سياسية واضحة بتخريب الأمن والاستقرار والاقتصاد». وقال نسيب لحود إن اللبنانيين «أمام وقفة ضمير: إما التغاضي عن القتلة أو الشراكة مع أبناء وطنهم». كما دان الجريمة بهاء الدين عيتاني وأحمد كرامي.
وندد بالجريمة مفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة ومفتي بعلبك ـــ الهرمل الشيخ خالد الصلح، داعيين الى «التنبه لما يحاك للبنان وشعبه». كما استنكرها: جبهة العمل الإسلامي، المجلس الإسلامي العلوي، الرابطة المارونية التي دعت إلى «الحوار والعمل على وضع صيغة إنقاذية»، الرابطة السريانية، القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال، رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي، لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية. وأبدت الجماعة الإسلامية رفضها «لسياسة الإرهاب المتنقل الذي يستهدف أمن المواطن والمجتمع والكيان اللبناني». وسأل الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان: «لماذا عند كل بادرة تقارب أو توافق تحدث فتنة كبرى أو جريمة نكراء تعيد خلط الأوراق من جديد؟ (...) من الذي لا يريد للمبادرة الفرنسية أن تنطلق؟».
ووضع منبر الوحدة الوطنية ـــ القوة الثالثة، الجريمة «في سياق المخطط الأميركي ـــ الإسرائيلي المتواصل الرامي إلى تفجير المنطقة وتفتيت كياناتها وتعميم الفوضى الخلاقة في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير».
ورأت لجنة المتابعة لأحزاب وقوى وشخصيات قوى المعارضة، أن «ما حدث يجب أن يشكل دافعاً قوياً للتلاقي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني». كما رأت حركة أمل أنه «لا مفرّ من إعادة جسر الثقة بين اللبنانيين والقفز فوق الجراح والعمل معاً لخلاص الوطن». ونبّه الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة إلى أن «عدم تحصين الساحة عبر توافق حقيقي، سيبقي لبنان ساحة لصراع القوى الإقليمية والدولية». ووضع حزب البعث العربي الاشتراكي الجريمة «في خانة تخريب لبنان لإدخاله في دائرة الفوضى الخلاقة». كما اتهم مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي «جهات دولية، وعبر أدوات عديدة، بتخطيط وتنفيذ هذه الجرائم البشعة بهدف زعزعة الاستقرار».
كما دان الجريمة حزبا: وعد والاتحاد، تجمع اللجان والروابط الشعبية، رئيس اللجنة التنفيذية لندوة العمل الوطني عبد الحميد فاخوري، المؤتمر الشعبي، رئيس تجمع الإصلاح والتقدم خالد الداعوق، الحزب العربي الديموقراطي ورئيسه علي عيد، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي عبد المجيد الرافعي، حركة الناصريين الديموقراطيين، حزب رزكاري الكردي وحزب الطاشناق.
ودعا المكتب التنفيذي لحركة اليسار الديموقراطي المجتمع الدولي إلى «التشدد في تطبيق القرارات الدولية لحماية لبنان». وسأل حزب الكتلة الوطنية «الى متى سيستمر بعض اللبنانيين بالتغطية السياسية لهذه الأعمال الإرهابية؟». وأمل المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، أن يسهم الإعلام «في رص صفوف اللبنانيين». كما شجب الجريمة نقيبا الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم، ونقابات: المحامين في بيروت والشمال، الأطباء، المهندسين، المعلمين والصيادلة، رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، الجامعة الثقافية في العالم، الحركة الثقافية ـــ انطلياس، الاتحاد العمالي العام، جمعية الصناعيين، عدد من غرف التجارة والصناعة ورؤسائها وجمعيات التجار في عدد من المناطق.
(الأخبار، وطنية)




وفاء عواد

«أبو مصطفى» بكى «أبو خالد»... وحيداً!أمام رهبة الموت، استحال كل من هو «غير بيروتي»، نكرة «آتية من ...»، على حدّ تعبير إحدى المشاركات في التشييع.
وعلى وقع الهتافات المؤيّدة لـ«أبو بهاء» و«أبو تيمور» ولصدّام حسين وليبيا، كان همّ أحد «المحزونين» أن ينعم الله عليه بأن يوفّق بالتقاط «شي سوري حتى أفرمو فرم»، فيما ذهبت أحلام مشيّع آخر الى حدّ المطالبة بـ«نقل سور الصين العظيم الى الحدود اللبنانية ـــ السورية».
وإذا كانت الدعوات المتكرّرة التي أطلقها إمام المسجد، داعياً المشيّعين «الغاضبين» الى احترام حرمة المكان والمناسبة، قد تمكّنت من اختراق آذان أبناء الضاحية الذين «كانوا يطلقون النيران والمفرقعات، ويوزّعون الحلوى، ابتهاجاً»، كما سرت الشائعات، فإنها (أي الدعوات) قوبلت بـ«التطنيش» في البداية، وصولاً الى اعتبارها «جرعة» إضافية أطلقت العنان أكثر لـ«المسبّات»، على مسامع قادة 14 آذار، في اتجاهين: «حزب الله»، وسوريا ورئيسها.
وإذا كان الإعلاميون قد نجوا من الشتائم المباشرة، باستثناء العاملين في محطة «المنار»، إلّا أن حصّتهم كانت محفوظة، اذ تعرضت مراسلة «إل بي سي» للضرب على يد أحد عناصر قوى الأمن، بسبب محاولتها «التسلّل» الى القاعة المخصّصة للسياسيين، فغادرت متوعدةً بـ«تربية كل الدرك». أمّا من لم يحظوا بنعمة الدخول الى القاعة، باستثناء من يمثلون وسائل إعلام «الأكثرية»، فلم يسلموا من «الدفش»، ولم تشفع لهم بطاقاتهم الصحافية التي كانوا يُبرزونها عشرات المرات بناءً على طلبات أمن «المستقبل».
وإذا كانت شكوى الصحافيين لم تفاجئ وزير الإعلام غازي العريضي الذي قابلها بالقول لـ«الأخبار»: «إنتو مش وحيدين، أنا متلكن تدعوست»، فإن ما كان مفاجئاً عدم استثناء ممثل رئيس مجلس النواب النائب ياسين جابر من صيحات الغضب، إذ عمد أحد المشيّعين الى قطع الطريق عليه لدى خروجه من قاعة المسجد قائلاً له: «رجالكم يطلقون النار في الضاحية ابتهاجاً». فما كان من جابر إلا أن تابع طريقه من دون تعليق، إلا أن مجموعة من الشباب حاولت اعتراض طريقه، مع توجيه الشتائم إليه، ما استدعى تدخّلاً من جانب بعض عناصر الأمن.
وفي مقابل هذا المشهد، اختار العجوز «أبو مصطفى البيروتي» أن ينأى بنفسه عن الدخول في «حلبة الشتّامين»، ولاذ بالصمت مكتفياً بذرف الدموع على «الصديق أبو خالد» وبالتلويح بيده لجثامين الشهداء لدى اختراقها جموع المشيّعين باتجاه المثوى الأخير.
و«أبو مصطفى» كان واحداً ممن سارعوا الى السير وراء النعوش، مخالفاً بذلك الكثيرين ممن بقوا منتظرين خروج النائب سعد الحريري الذي خيّب ظنهم بعدما غادر القاعة من الباب الخلفي، من دون أن يتسنّى له سماع الصيحات التي كانت تفديه بـ«الروح والدم» وتستحلفه بالربّ قائلة: «منشان الله، يا سعد يلّلا».




مجلس الأمن يدين وسوريا تستهجن اتهامها قبل التحقيقواستنكر الملك الأردني عبد الله الثاني، في برقية وجهها إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الجريمة، مؤكداً «وقوف الأردن وتضامنه مع لبنان لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها».
كما شجب رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز في رسالة إلى السنيورة «محاولات زعزعة لبنان وتقويض الجهود الجارية من أجل المصالحة الوطنية»، معرباً عن دعم بلاده «بشكل كامل الحكومة اللبنانية في جهودها الهادفة لمحاربة الإرهاب والعنف. ونناشد جميع الأطراف في البلاد (لبنان) الوقوف موحّدين لمنع أي تدهور في
الوضع».
كما دان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية بشدة الجريمة و«كل فعل من شأنه العبث بالأمن والاستقرار في لبنان»، واستهجن «حملات الافتراء والتضليل التي يقوم بها بعض اللبنانيين الذين دأبوا على توجيه الاتهام إلى سوريا فور وقوع أي جريمة وقبل بدء أي تحقيق»، معتبراً أن ذلك «يشكل مؤشراً على الاستغلال البشع لهذه الجرائم لتنفيذ مخططاتهم وغاياتهم المناقضة لمصالح لبنان وعلاقاته مع
سوريا».
ورأى أن هذه «الاتهامات السابقة لأي تحقيق وذات الهدف السياسي البحت تحمل في طياتها تحريضاً سافراً ذهب ضحيته منذ فترة عشرات السوريين العاملين في لبنان، الأمر الذي يتحمل مطلقو الاتهامات مسؤوليته»، معرباً عن اعتقاده بأن «من يستغل مسلسل الجرائم الذي استهدف شخصيات لبنانية على خلاف مع سوريا لتوجيه الاتهام إليها إنما يسهم مع الأيدي الخفيّة في تنفيذ مخطط تآمري على لبنان وسوريا
معاً».
وأوضح المصدر أن التوصل إلى «توافق وطني لبناني ووحدة وطنية هو الذي يحصّن لبنان إزاء أعدائه ويمكّنه من التصدي للعبث الأمني الذي تحرّكه أيد خفيّة موجودة في لبنان ومعادية لأمنه واستقراره».
ودان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو اغتيال عيدو، داعياً اللبنانيين للعودة إلى الحوار «حرصاً على وحدة لبنان واستقراره».
واستنكرت موسكو، على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين، بحزم «الجريمة النكراء»، مشددة على «ضرورة كشف مدبّري ومنفذي العمل الإرهابي ومعاقبتهم».
وإذ لفتت إلى أن «الوضع العام في لبنان، حيث لا يخف التوتر، يثير قلقاً كبيراً للغاية»، اعتبرت «أن الجريمة السياسية الجديدة للأسف توتر الوضع أكثر»، مؤكدة «دعمها الثابت لاستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه وكلّ الجهود التي تبذل من أجل تحقيق الوفاق الوطني اللبناني العام وضمان الشرعية والنظام
الدستوري».
ورأت أنه «لا يجوز أن تستغل الوضع المعقد في لبنان قوى خارجية، في أغراض تتعارض مع المصالح الوطنية للشعب
اللبناني».
وقال كامينين: «على العكس يتعيّن على المجتمع الدولي مساعدة اللبنانيين بنشاط وعدم السماح باستمرار توتير الوضع في البلد، وكذلك في تجاوز هذه الفترة العصيبة في تاريخ لبنان».
وندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، بشدة، بالجريمة الإرهابية، معرباً عن تضامنه مع أبناء الشعب والمسؤولين في لبنان.
(وكالات)