بعلبك ــ عبادة كسر
إثر التوقيفات الأخيرة التي حصلت في البقاع الأوسط على خلفية توقيف عناصر من القاعدة واكتشاف آليات كانت معدّة للتفجير في المنطقة، تخوّف الناس أن ينتقل شبح الإرهاب إلى منطقة بعلبك وضواحيها فاقتصرت تنقّلاتهم على الحالات الاضطرارية، ولجأ سائقو الفانات إلى سبل وقائية من حيث اختيار الركاب، فإذا كان الشخص ملتحياً يغضّون النظر عنه. تبدأ الرحلة من دورس (موقف الفانات) حيث يقوم سائق الفان ومساعده بتفتيش حقائب الركاب عند الانطلاق، ومع كل محطة يستقلّ ركّاب جدد الفان فتتجدّد مراقبة الأشخاص وتصرفاتهم، وبدلاً من أن يقوم السائق بمراقبة الطريق يوزع اهتمامه ما بين قيادة الفان والمرآة التي تكشف له تصرفات الركاب. ويفضّل السائق اختيار من هو عسكري في الجيش اللبناني أو عنصر من القوى الأمنية إضافة إلى الفتيات. ومع كل حاجز للجيش يقف الفان ما يقارب خمس دقائق للتفتيش والتأكد من بطاقات من فيه. أما لناحية الركاب فتجدهم متخوّفين كل واحد من الآخر، لا أحاديث تجمعهم إذ الكل يراقب بعضه بعضاً. غير أن البعض يبدو عليه التوتر حتى يصل الى حاجز للجيش فيتنفّس الصعداء. وهكذا أصبحت رحلة العناء من بعلبك إلى شتورا تبدأ بقلق وتنتهي بتوتر بعد ساعة ونصف الساعة من المد والجزر بعدما كانت تستغرق حداً أقصى نصف ساعة.