نهر البارد ـ نزيه الصديق
مثّل يوم أمس تحوّلاً مفصلياً هاماً في الاشتبكات الدائرة في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الإسلام»، وتمثّل ذلك في ما أعلنته مصادر عسكرية لـ«الأخبار» بعد عصر أمس، من أن «وحدات الجيش سيطرت على مجمّعي ناجي العلي والتعاونية»، واضعةً بذلك يدها على كلّ أنحاء المخيم الجديد.
وعلى الرغم من أن هذه الإنجازات الهامة التي حققها الجيش على الأرض، قد جاءت إثر الزيارة التفقدية لقائده العماد ميشال سليمان للمواقع العسكرية في محيط المخيم، بعد نحو شهر تقريباً على اندلاع الاشتباكات، التي ستنتقل رحاها الى داخل أرجاء المخيم القديم ما لم تعمل الفصائل داخله على منع تسلل المسلحين اليه، فإن ما جرى أثبت استطاعة الجيش إثبات قدراته والمناورة بهدوء من أجل الوصول الى أهدافه، متّبعاً أسلوب السرعة لا التسرّع في سبيل ذلك، حفاظاً على أرواح جنوده وسلامتهم، بعد سقوط ثلاثة شهداء في صفوفه أمس هم: العريف الشهيد روني النجّار مواليد عام 1986 المعلّقة ــــــ زحلة، العريف الشهيد إيلي مطانس جرجس مواليد عام 1984 قريات ــــــ عكار، العريف الشهيد محمد فاروق الحلّاق مواليد 1975 النبي يوشع ــــــ طرابلس. فيما لم يسجّل في اليومين الماضيين وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
وكان يوم أمس قد شهد اشتباكات عنيفة ومركّزة منذ الساعة الخامسة فجراً، بعدما ظهرت ملامح استعدادات كبيرة لدى الجيش لشن هجوم حاسم على ما بقي من مواقع للحركة داخل المخيم، التي تضعضعت قوتها العسكرية كثيراً، إثر سقوط مركز صامد، أحد المراكز الأساسية في المواجهات وتسويته بالأرض، ولجوء عدد من مسلحيها الى داخل المخيم القديم، الذي راجت شائعات فيه عن أن الرجل الثاني في الحركة شهاب قدّور الملقّب بـ«أبي هريرة» قد شوهد داخله.
وكان الجيش اللبناني قد ركّز رماياته المدفعية على المحور الغربي لمخيم نهر البارد في محيط مدارس الأونروا، وعلى طول المنطقة الممتدة من موقع صامد باتجاه مبنى التعاونية وصولاً الى مجمع ناجي العلي الطبي، إضافة الى المحور الجنوبي للمخيم حيث حاولت مجموعة من مسلحي فتح الإسلام التسلّل الى مواقع الجيش، فيما تخطّى الجيش في تقدمه مسجد القدس. وأُفيد أن الجيش تمكّن من رفع العلم اللبناني على بناية العتر وموقع الصاعقة القديم داخل مخيم نهر البارد.
وبذلك يكون الجيش قد أحكم سيطرته بالكامل على المحورين الشمالي والشرقي، وهو شرع في تنظيف أنحاء المخيم الجديد من الألغام التي خلّفها المسلحون وراءهم بكثافة، حيث استمرّت مجموعة منهم في استخدام مسجد الحاووظ مكاناً لإطلاق النار منه على الجيش اللبناني.