أعلن رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أنه «على أبواب التشاور مع القوى اللبنانية الحريصة على الوحدة الوطنية والقيم الدستورية، وهذه المشاورات هي المدخل لتصور متكامل لن يطول حتى تبرز خطوطه ومعالمه بحيث يكون برنامج عمل للمرحلة المقبلة».موقف لحود نقله عنه رئيس «حزب التضامن» إميل رحمة الذي زار قصر بعبدا أمس، وأكد أن رئيس الجمهورية «مستعد لتقبّل أي فكرة لمشروع حل يُخرج البلاد من هذه الأزمة الخانقة، بقدر ما هو متمسّك بأحكام الدستور اللبناني وبممارسة صلاحياته بحذافيرها، وهو لن يسمح لأحد بأن يمارس أو ينتزع صلاحياته مهما كانت المبررات والأسباب»، معتبراً أن «هذه الصلاحيات ليست صلاحيات الرئيس إميل لحود الشخصية بل هي صلاحيات موقع رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور ووحدة البلد».
ونقل رحمة عن لحود «لم يعد جائزاً، بعد ما تعرض ويتعرض له الجيش اللبناني وبعد كل هذه الانتكاسات الأمنية الخطيرة وبعد تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أن يستمر اللبنانيون في حال الانقسام والتباعد. وهو ما زال على إصراره وحرصه على تأليف حكومة وحدة وطنية إنقاذية اليوم قبل الغد، لأنها المسلك الوحيد لمعالجة الحالة المأزومة التي وصل إليها لبنان».
وقال رحمة إن رئيس الجمهورية «يرى أن لا مجال بعد اليوم للفّ والدوران، فمن يريد إنقاذ لبنان عليه أن يعمل لتسهيل تأليف حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع وتتولى رعاية البلاد في هذه الأوقات العصيبة والخطيرة. وهذا الأمر يعطي الجيش دفعاً معنوياً كبيراً يساعده في إتمام مهمته الإنقاذية التي يقوم بها بجدارة فائقة، ويعيد الأمور الى نصابها تحت سقف الانتظام العام، ويدخل الجميع في مرحلة مؤاتية للتحضير جيداً لانتخابات رئاسية هادئة ومنتظمة».
واستقبل لحود الأمين القطري لحزب البعث الوزير السابق فايز شكر الذي لاحظ «أن الفريق الحاكم يصرّ على ممارسة الخداع السياسي عبر إطلاق العناوين والشعارات البرّاقة شكلاً، وعمله على نسفها في الوقت نفسه. ففيما يدعو هذا الفريق الى سياسة اليد الممدودة، يطلق، في الوقت عينه، أعنف المواقف، ناسفاً بذلك كل جسور التقارب الممكنة. وما نسمعه من هذا الفريق ما هو إلا المزيد من استدراج الوصايات على هذا البلد».
واستقبل رئيس الجمهورية وفداً من «تجمع الإصلاح والتقدم» برئاسة خالد الداعوق الذي أبدى «تأييد التجمع لمواقف رئيس الجمهورية الوطنية التي تصبّ في مصلحة البلاد».
(وطنية)