صيدا - خالد الغربي
شلّت الحركة في جميع مراكز ومكاتب وعيادات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في منطقة صيدا، بعد التوقف عن العمل والاعتصام الذي نفذه العاملون في الوكالة احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها بعض الموظفين والعاملين على أيدي عدد من اللاجئين، والتي كان آخرها أمس الأول، إذ تعرض أحد العاملين في المركز الرئيسي في صيدا للضرب.
وقد امتنع أكثر من ستمئة موظف وعامل وطبيب ومهندس وأستاذ ومراقب من الالتحاق بمراكز عملهم ووظائفهم في مراكز الأونروا في منطقة صيدا ومخيماتها، وتجمع عدد كبير منهم أمام المكتب الرئيسي للوكالة في مدينة صيدا بعدما تم إقفال جميع مؤسسات الأونروا في هذه المنطقة.
ووفقاً لما رواه عدد من المشاركين في الاعتصام، فإن اعتداءات عدة حصلت في الآونة الأخيرة ضد عدد من الموظفين والأساتذة والحراس والعاملين في الحقل الطبي. فقبل أشهر عدة، تمّ الاعتداء على أحد الأساتذة في ثانوية «السموع» داخل مخيم عين الحلوة، وقبل فترة وجيزة قام أحد اللاجئين بشتم «صيدلانية» وقدحها بعبارات نابية ومؤذية نفسياً ومعنوياً على خلفية عدم صرفها دواءً له لعدم وضوح إسم الدواء على الوصفة الطبية.
وصباح الخميس تهجّم أحد اللاجئين على المركز الرئيسي للأونروا في صيدا. وسبب الهجوم، وفقاً لرواية المعتصمين، أن ابنته كانت قد تقدمت إلى امتحان لإحدى الوظائف في الوكالة، شأنها شأن المئات من الفلسطينيين، لكن الحظ لم يحالفها فثارت ثائرة الوالد الذي عمد إلى التهجم على المركز الرئيسي، طالباً مقابلة المدير لتأديبه وضربه. غير أن حارساً تصدّى له، فما كان من اللاجئ الا أن أوسع الموظف كريم عبد المجيد ضرباً انتقاماً لرفض ابنته، ملحقاً به الأذى الجسدي.
وفي الاعتصام، أمس، رفض المعتصمون العودة إلى مراكز عملهم ما لم يتوقف مسلسل الاعتداءات عليهم، واتخاذ إجراءات حاسمة بحق المعتدين. وتحدث باسم المعتصمين موسى النمر فقال: أمام ما يتعرض له الزملاء من اعتداءات متكررة، وبعد التحذيرات التي قدمناها من قبل اتحاد الموظفين في لبنان بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة العاملين، ناشدنا المدير العام للوكالة وقوى المجتمع المحلي بضرورة التحرك لوضع حد لهذه التجاوزات، وللأسف لم نلق أي صدى ولم تتخذ خطوات رادعة، الأمر الذي أدى إلى زيادة وتيرة الاعتداءات على زملائنا الموظفين في معظم مراكز عملهم.
ودعا النمر المدير العام للوكالة في لبنان ريتشارد كوك إلى ضرورة الإسراع في اتخاذ مواقف تهدف إلى حماية الموظفين صوناً لكرامتهم، كما دعا القوى المحلية الفلسطينية إلى رفع الغطاء عن المعتدين لكي نتمكن من العمل وتأمين الخدمات لأبناء شعبنا دون فقدان أو انتقاص لكرامتنا.