فاتن الحاج
يؤسس برنامج التصميم الغرافيكي في الجامعة الأميركية في بيروت لخرّيج يتخطى متطلبات السوق وأطر المهنة إلى التفكير النقدي في مقاربة الموضوعات. وفي هذا الإطار، تلفت الأستاذة في البرنامج زينة معاصري إلى «أننا لا نريد أن نبيع الصورة فحسب، بل نسعى إلى تنمية الأحاسيس عبر التقنيات والتاريخ والمواد التحليلية النظرية التي ندرّسها لطلابنا». ويشدد البرنامج على البحث في الشق النظري، فيشترط أن يُعِدّ الطالب تقريراً مكتوباً من 10 آلاف كلمة يشرح فيه الفكرة التي ينوي تطويرها في عمله التطبيقي. إذ لا يهمّنا، تقول معاصري، أن يقدّم الطلاب تصميماً جميلاًَ أو تجارياً، بل نطمح إلى أن يساهموا بأفكارهم وحسّهم النقدي في تغيير المجتمع. ويعوّل البرنامج على المنهج الذي يعبّر الطلاب من خلاله عن الفكرة، فيعزز العلاقة بين اليد والتفكير ويبتعد ما أمكن عن النماذج الجاهزة بواسطة الكومبيوتر. وهنا توضح معاصري: «صحيح أنّ الشكل يحمل الفكرة، لكنّ لغة الصورة منفردةً لا تكفي، بل ينبغي أن يترافق التواصل البصري مع الفكر النقدي، لذا نترك لطلابنا الحرية في اختيار الموضوعات ونساعدهم على تطوير فكرتهم لتصبح موضوع بحث». ولا تخفي معاصري مدى تأثّر الطلاب بالواقع السياسي، نافيةً أن تكون تصاميم التخرج دعايات سياسية لكونها تتجاوز الترويج للموقف السياسي، أو أنّها، كما يقول الأستاذ في البرنامج وليد صادق، تبحث عن التفكير في الفراغات بين القطبين السياسيّيْن، باعتبار أنّ الانحياز في العمل الجامعي غير منتج. ويجنح الطلاب في السنة الرابعة، بحسب صادق، إلى موضوعات متنوعة قد تكون فلسفية في بعض الأحيان، من دون أن يتخلّوا عن التقنيات ومزاج «الغرافيك». ويتحدث صادق عن انفتاح البرنامج على آفاق واسعة تؤسس لشهادة الماجستير في مجال الصورة لا في التصميم.
ويخصص البرنامج أربعة فصول دراسية لتعليم تاريخ الفن، إضافةً إلى فصل خاص لتدريس تاريخ الغرافيك ديزاين، ويركّز أيضاً، بحسب الأستاذ في البرنامج أحمد غربية، على كل المهارات المطلوبة كالتصوير الفوتوغرافي والتصميم على الكومبيوتر والتحريك «Animation» وتقنية الرسوم التوضيحية «Illustration» والتجهيز «Installation»، ويوضح غربية أنّ الطلاب يميلون إلى هذا النوع الأخير من الإنتاج. ويغطي البرنامج كل أنواع التطبيق كالتعليب وهو نوع تجاري، والمطبوعات كالكتب والمجلات، وهناك التصميم المعني بالشعب، والخرائط... ويعتبر غربية أنّ مشاريع التخرّج فرصة يجسّد فيها الطلاب مواقفهم من الممارسات اليومية في الشارع والحياة المدينية، ويعلّقون على موضوعات ثقافية متنوعة...
وقد وزّع المشرفون تصاميم الطلاب الـ26 على مجموعات تناولت السير الذاتية، الجسد، الهوية الجنسية، الموضوعات المدينية، والإعلام والتواصل.
تختار ماريا حكيم تصوير فيديو بعنوان «Behind the seen» عن حدث يثير حشرية الهواة من غير الإعلاميين لالتقاط صور بواسطة هواتفهم الخلوية. وقد وضعت ماريا في إحدى الزوايا جسماً مشبوهاً هو عبارة عن كيس ورق بنّي اللون. وسرعان ما يُحدث الكيس المقفل إرباكاً في صفوف الناس الذين يتزاحمون على الاقتراب منه، ويجري التقاط الصور من أكثر من طرف. وتقول ماريا هنا إنّ الحشرية تسبق اهتمامنا بالحقيقة.


صراع الخطابات
تسجّل زينة كمّون ملاحظات حول الطريقة التي استخدمتها «النهار» و«السفير» والـ«دايلي ستار» في تغطية حرب تموز ــ آب 2006. فتقوم بتحليل الصفحات الأولى، ويكشف التحليل المقارن والكمّي والتفسيري فشل الصحف الثلاث في الوصول إلى توافق على «الواقع» من خلال تقديمها الأحداث المأساوية، فيما كانت تلك الوسائل تناضل لبناء حقائقها الخاصّة. ولا يُظهر التحليل تفاوتاً في رواية كل صحيفة للحرب فحسب، بل أيضاً في الأشكال التي لجأت إليها (من لغة وصور وتركيب غرافيكي) لتقديم روايتها.

بخصوص وجود غيابها

تنجذب كرمة حمادة إلى الكائنات الخرافية، وهي التي لطالما تعلّقت في طفولتها بوحيد القرن الذي تحاول أن تصوّره في مشروعها. تكتشف كرمة أنّ سرّ تعلّقها بهذه الشخصية هو تمسّكها بالمثالية التي لا تستطيع أن تطالها. في الرسوم أحداث من الماضي والحاضر وفتاة في مراحل عمرية مختلفة لا بد أنّها كرمة. المشروع هو نوع من اكتشاف الذات من خلال الكتابات، ولا يتبع بالضرورة تسلسلاً زمنياً معيناً.

Cris
تقارب كريستل رزق موضوع «الجندر» أو النوع الاجتماعي، فتجري اختباراً شخصياً حيث تصوّر نفسها تصويراً فوتوغرافياً وهي تجسّد شخصيات مختلفة وطريقة نظرة المجتمع إليها، فتارة تكون امرأةً، وطوراً رجلاً، ثم تلعب بالصور بواسطة آلة التصوير فتغيّر بعض الملامح. ومع أنّ كريستل كانت تعيش كل شخصية من خلال تعابير الوجه، تنفي أن يكون لديها أي صراع مع المجتمع بدليل أنّها تتمسك بما هي عليه الآن، أو بمعنى آخر هي راضية عن نفسها.

القرف
يُقرّ جان العازار «أننا ضعفاء تجاه جسمنا العضوي، لأنّ المحرّمات في القواعد الاجتماعية تجعلنا مُصطَنعين ومكبوتين تجاهه». ويستخدم جان تقنية التجهيز، فيخصص مساحة جغرافية للحديث عن القرف في المجتمع، ومحاولة الناس الابتعاد عنه، على الرغم من أنّ جسدنا حاضر وإن كان ليس طاغياً. ويخرج جان الفَم من السياق الذي يضعه فيه الناس، حيث «إننا نرفض إدخال طعام غير نظيف»، فيصوّر فماً يأكل أوساخاً وأشياء مقرفة. وينفي جان أن يكون عمله مقاربة سياسية لمانيفستو القرف، بل نظرة اجتماعية إليه.

Creative warfare
تنتقد ياسمين زالق استغلال الحملات الإعلانية لكل ما هو سياسي ووطني من خلال استبدال التصميم بالمآسي. وتخترع ياسمين لأدوات المصمم (Tip-ex، قلم رصاص، أقلام تلوين...) معاني سياسية ومأساوية. فنعثر على قانا red، ومستقبل blue، والمقاومة yellow، ومردة green. وتحاول ياسمين أن تقول إنّ مصممي اليوم لا يكترثون للرسالة التي يوجّهونها عبر أعمالهم التي تروّج لموقف أو سلعة بأي ثمن.

جيرار
يكتشف ميشال قرصوني الذات الإنسانية من خلال التفلّت من الضوابط، فيطلق العنان للاوعيه ليرسم من دون قيود ما لا يستطيع فعله في الحياة. وتأخذ رسوم ميشال أبعاداً عاطفية وجنسية، فلا تعود المرأة مرأة بالمعنى البيولوجي بل تغدو رجلاً. ويربط ميشال رسومه بكثير من العوامل الاجتماعية، فيجسّد العنف والكبت... فيتعرف في نهاية العمل بشخصيته «جيرار» التي لم يكن يتقبّلها في البداية.

ما قبل الرواية
يحاول أحمد عثمان تأليف رواية بعد المصالحة مع الأخطاء. وينتقل أحمد من الكلمة المطبوعة إلى الكلمة النظيفة بعد التدخل لتصحيح الأخطاء بواسطة الـTip-ex وشريط التلزيق وورق الكاز وغيرها من التقنيات التي تبيّن أنّها لا تمحو الأخطاء بل تزيد الشفافية وتبرز حالة من التشويش بين الخطأ والكلمة الصحيحة، إلى أن يصل المطاف بأحمد إلى التحرر من هوامش الكتابة التي تنساب شيئاً فشيئاً وصولاً إلى تأليف الرواية.

Foolsَ' requiem
يخترع حسيب درغام أغنية تعكس خيبة الأمل من ثورة الأرز الأخيرة وانتفاضة الاستقلال، ويعلن موت الأغبياء (الزعماء السياسيين والشعب الذي يلحقهم من دون أن يسألهم كيف ولماذا؟ يرفض حسيب الزعماء من الجهتين ولا يعتبر نفسه منحازاً إلى أي فريق سياسي، وهو ينقل، عبر أغنيته باللغة الإنكليزية التي تعتمد نمط «Rock and role»، مواقفه التي يأخذ فيها مسافة من الأطراف المتنازعة. ويسخر حسيب في بطاقات كاريكاتورية من شعارات الثورة: «we love life, why donََ t you love it too».