شجبت كل الأطراف اللبنانية العربية والدولية الاعتداء على القوات الإسبانية الذي لقي أيضاً إدانة واسعة من المجتمع الدولي. ودان مجلس الأمن الدولي الاثنين «الاعتداء الإرهابي» الذي استهدف الكتيبة الإسبانية. وأكد المجلس «دعمه الكامل للحكومة اللبنانية والجيش في جهودهما لضمان الأمن والاستقرار على كل الأراضي اللبنانية». كما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاعتداء الذي يستهدف كما قال «زعزعة السلام والأمن» في الجنوب اللبناني.نائب المندوب الأميركي في مجلس الأمن إليخاندرو وولف نفى أن تكون هناك علاقة بين ما حدث للقوات في الجنوب، وما يجري من تصدّ للجماعات الإرهابية في نهر البارد. وقال لـ«الأخبار» لا أعرف شيئاً عن هذا، يستطيع الناس أن يتكهّنوا، لكن العمل مدان من الجميع، كما فعلنا اليوم في المجلس، وكما فعل الأمين العام في باريس».
وزير خارجية بلجيكا، كاريل دي غوخت، الذي حضر اجتماع مجلس الأمن نوّه «باستنكار حزب الله وشجبه للعملية الإرهابية، وأشار إلى خطر القاعدة وفتح الإسلام على القوات الدولية مؤكّدا أن الهجوم ينسجم مع أفكارهم».
ومن الصين، قدّم الملك الإسباني خوان كارلوس العزاء بوفاة الجنود. وقد قدم العاهل الإسباني تعازيه إلى الشعب الإسباني خلال زيارته لمركز تعليمي أقيم في شنغهاي بمساهمة إسبانية. كما أكد وزير الخارجية الإسبانية ميغيل أنخل موراتينوس أمس التزام بلاده الإسهام في تحقيق السلام في لبنان والشرق الأوسط على الرغم من الهجوم. وصرّح موراتنيوس بأن التحقيقات في الهجوم مستمرة، غير أنه تجنّب التعقيب على الفرضية التي تشير إلى مسؤولية جماعة فتح الإسلام عن الهجوم.
ودانت موسكو الاعتداء. وقال بيان للخارجية الروسية «إنه تحدّ موجّه إلى كل المجتمع الدولي، ومحاولة إجرامية لمنع الجهود الرامية الى تطبيع الوضع في لبنان». وتطالب روسيا أيضاً بإجراء «تحقيق دقيق» و«تحديد هوية المسؤولين» عن هذا العمل.
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إلى تنسيق أفضل في لبنان عقب الهجوم. وقال برودي إن الاعتداء الذي وقع في جنوب لبنان يوضح أن «قدراً أكبر من إمكانات التنسيق» مطلوب داخل اليونيفيل.
وعلى المستوى العربي، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية علاء رشدي إن الجامعة «تدين بشدة» الهجوم على دورية اليونيفيل، وإن «هذا الاعتداء يستهدف أمن لبنان واستقراره ويزيد من التوتر القائم على الساحة اللبنانية، في الوقت الذي يجب أن يعمل فيه الجميع على الخروج من الاحتقان السياسي الذي يواجهه».
وبعث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الاثنين برقية تعزية إلى ملك إسبانيا خوان كارلوس بعد «حادث التفجير الإجرامي».
ودعا نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام المجتمع الدولي وعلى رأسه الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد نظام بلاده، الذي قال إنه يمثّل خطراً كبيراً على الشعب السوري وعلى أمنه واستقراره وعلى أمن لبنان ومستقبله. وفي لبنان، توحّدت المواقف على وضع هذا التطوّر الأمني الخطير في خانة زعزعة أمن لبنان واستقراره، لكنّ الانقسام بدا جلياً حيال تحديد هوية المجرم، حيث أشارت «الأكثرية» بأصابع الاتهام إلى سوريا و«حلفائها» في لبنان، فيما ركّزت المعارضة على وضع الاستهداف في خانة «تهديد لبنان عموماً، والجنوب خصوصاً»، مشدّدةً على أن مواجهة الانكشاف الأمني والسياسي تستدعي تأليف حكومة وحدة وطنية.
وأشار الرئيس نجيب ميقاتي الى أن الاعتداء «يمثّل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في لبنان»، مشدّداً على أن السبيل الوحيد لتجاوز المرحلة الصعبة هو في «إقتناع كل الأطراف اللبنانية بأهمية الحوار، والتجاوب مع المساعي العربية والخارجية». وأبرق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الإسباني ثاباتيرو مستنكراً، وجاء في البرقية «إن الاعتداء الإرهابي هو محاولة جديدة لتعطيل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. إن هذا الاعتداء (...) يحتّم على المجتمع الدولي وديموقراطيات العالم دعم لبنان».
واستقبل الوزير السبع المدير العام للشرطة والحرس المدني الإسباني وأعرب عن استنكاره للاعتداء الذي تعرضت له الكتيبة الإسبانية. وفيما استنكر وزير السياحة جو سركيس الاعتداء «الإرهابي»، أبرق وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ الى نظيره الإسباني ميغيل أنخل موراتينوس معزياً. ورأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن «الأيدي المجرمة سوف تتسبّب بإدخال لبنان في صراع دولي ودموي». وإذ شجب مفتي صور الشيخ محمد بلطة الاعتداء، ووصفه بـ«الجبان»، حذّر رئيس «هيئة علماء جبل عامل» الشيخ عفيف النابلسي من وجود «مخططات لإغراق الجنوب في فتنة عمياء، ولزيادة القيود على المقاومة وأهلها». وأجرى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حداده، اتصالاً بسفير إسبانيا في لبنان، أكد له خلاله تضامنه وتضامن قيادة الحزب الشيوعي اللبناني مع الشعب الإسباني. وأبدى رئيس «تيار التوحيد اللبناني» الوزير السابق وئام وهاب أسفه لكون «القاعدة استباحت لبنان وحوّلته الى مسرح لعملياتها، ولا يزال هناك فريق سياسي يدفن رأسه في الرمل ولا يريد أن يرى هذه الحقيقة»،
وأكد حزب «القوات اللبنانية» أن الردّ الأمضى بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وبرفض أي شكل من أشكال الخضوع للإرهاب». وحمّل الحزب الديموقراطي اللبناني «السلطة المكابرة» المسؤولية، مطالباً بضرورة الإسراع في «معالجة الملفات السياسية، وأوّلها حكومة وحدة وطنية».كما استنكر الحادث نواب وفعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية وبلدية
(الأخبار، وطنية، رويترز،
أ ف ب، د ب أ، يو بي آي)