strong>عمر نشابة
  • القضاء يتّهمهما بالاشتراك في عصابة اغتيالات


  • كانت الهيئة الاتهامية القضائية قد أصدرت مذكرة إلقاء قبض بحق كل من المدّعى عليهم سلطان أبو العينين وشهاب القدور ــ أبو هريرة وشحادة الجوهرــ المشتبه بانتمائه لـ«جند الشام» وسوقهم الى محكمة جنايات بيروت ليحاكموا امامها بعد أن اتّهمتهم مع آخرين بتأليف عصابة قامت بعمليات تصفية بين 1993 و1999. ومن المفترض أن تعقد جلسة المحاكمة صباح اليوم في قصر العدل في بيروت


    حدّد القضاء صباح اليوم موعد جلسة محاكمة 12 شخصاً متهمين بتأليف عصابة قامت بجرائم قتل وتهريب أسلحة بين عامي 1993 و1999. ومن المفترض مثول افراد العصابة امام محكمة جنايات بيروت برئاسة القاضي هيلين اسكندر وعضوية المستشارين القاضيين حارث الياس وغادة ابو كرّوم. واللافت أن من بين أفراد العصابة ثلاثة اسماء برزت أخيراً على الساحة السياسية والأمنية اللبنانية وهم شهاب خضر قدّور الملقّب بـ«أبو هريرة» وهو حالياً مسؤول عسكري في تنظيم «فتح الاسلام» وكان قد ظهر على شاشات التلفزيون بسلاحه واقفاً خلف شاكر العبسي اثناء قراءة هذا الأخير بيان «فتح الإسلام» والذي أكد فيه رفض الاستسلام واستمرار القتال بوجه الجيش اللبناني حتى الموت. ومن أفراد العصابة المتهمة أيضاً شحادة توفيق جوهر الذي ظهرت صوره في وسائل الإعلام على أنه أحد قادة تنظيم «جند الشام» الموجود في مخيم عين الحلوة ومحلّة التعمير والذي أطلق بعض عناصره النار على الجيش في 4 حزيران الماضي، الأمر الذي أدى الى استشهاد عسكريين. ويذكر نصّ مضبطة الاتهام أن حسن أحمد أبو العينين المعروف بسلطان أبو العينين، وهو أحد ابرز قياديي حركة فتح في لبنان، هو الذي ألّف العصابة بالاشتراك مع شخص يدعى ابراهيم محمد سعد الدين الخطيب، مجهول باقي الهوية.
    النشاط الجرمي للعصابة المتّهمة
    استناداً الى التحقيقات الأولية والاستنطافية، وإلى اعترافات المدعى عليه الموقوف سليمان العطاونة تبيّن للقضاء أنه خلال عام 1993 بدأت حرب الاغتيالات بين «حركة فتح الكفاح المسلح» و«المجلس الثوري» وهما فصيلان من منظمة التحرير الفلسطينية. وتبيّن أن ابو العينين والخطيب أقدما على تأليف عصابة من 12 شخصاً. كذلك تبين للقضاء أن افراد هذه العصابة ارتكبوا في منطقة الجنوب عدة جرائم، من بينها، وحسب أقوال أحد أفراد العصابة: 1 ـ اغتيال كل من ايهاب الرفاعي ورياض كعوش، على كورنيش البحر في صيدا عام 1993، وقد نفذ العملية كل من سليمان العطاونة، وخالد الشبطي، وسمير لطفي، وابراهيم الخطيب الذي اطلق النار عليهما من نافذة سيارة كان يقودها سمير لطفي ويجلس على المقعد الخلفي سليمان العطاونة وخالد الشبطي، وبعد العملية فر الجميع الى مخيم عين الحلوة. 2 ـ محاولة اغتيال عصام حمود ومحمود زعروره في صيدا عام 1994 من سمير لطفي وخالط الشبطي وسليمان عطاونة، وقد جرح محمود زعروره ونجا عصام حمود وفر المدعى عليه الى مخيم عين الحلوة، واشترك فيها عطاونة ولطفي والشبطي 3 ـ محاولة اغتيال سامي عكاوي المسؤول في حركة فتح، وقام بالعملية سليمان عطاونة وإبراهيم الخطيب وخالد الشبطي وإبراهيم الغضبان ووليد جمعة، وذلك في محلة سيروب شمال مخيم عين الحلوة بعد أن تولى حاتم كساب مراقبة سامي عكاوي من منزل ابو العينين ولما شاهده يخرج من منزله اعلم الآخرين الذين أطلقوا النار عليه في الشارع فلم يصب، وكان سبب محاولة اغتياله خلافه الشخصي مع ابو العينين. 4 ـ بتاريخ 22/8/1999 أقدم كل من سليمان العطاونة وشحادة جوهر وشهاب قدور على قتل جهاد العواد في محلة البركات في صيدا ولجأوا الى مخيم عين الحلوة. كذلك تبين أن المدعى عليهم مع خالد الدهشة ورافي (مجهول باقي الهوية) كانوا ينقلون الأسلحة الحربية بدون رخصة.
    مضبطة الاتهام
    وكان قد صدر عن الهيئة الاتهامية المؤلفة من الرئيس زاهي كنعان والمستشارين سليم الأسطا وجورج رزق في 8/3/2001، بعد اطلاعها على تقرير النيابة العامة الاستئنافية (في 3/10/2000 رقم 9933/2000) اتهام بحقّ أبو العينين والخطيب وأعضاء العصابة الـ12 بارتكاب الجناية المنصوص عليها في المواد 335 و 549 و549/ 201 من قانون العقوبات والظن بهم بمقتضى المادة 72 من قانون الأسلحة.
    وتنصّ المادة 335 على جناية «تأليف جمعية او إجراء اتفاق خطي أو شفهي بقصد ارتكاب الجنايات على الناس أو الاموال أو النيل من سلطة الدولة أو هيبتها أو التعرض لمؤسساتها المدنية أو العسكرية أو المالية او الاقتصادية يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة ولا تنقص هذه العقوبة عن 10 سنوات إذا كانت غاية المجرمين الاعتداء على حياة الغير أو حياة الموظفين في المؤسسات والادارات العامة». كذلك تنصّ المادة نفسها «غير أنه يعفى من العقوبة من باح بأمر الجمعية أو الاتفاق وأفضى بما لديه من معلومات عن سائر المجرمين». وقد يكون ذلك العفو المشروط هو الذي دفع سليمان العطاونة الى التعاون مع سلطات التحقيق اللبنانية للكشف عن الجرائم التي اتّهمت العصابة بارتكابها. أما المادة 549 فتنصّ على انزال عقوبة الإعدام بحقّ من قَتَل «1- عمداً 2- تمهيداً لجناية أو لجنحة، أو تسهيلاً أو تنفيذاً لها أو تسهيلاً لفرار المحرضين على تلك الجناية أو فاعليها أو المتدخلين فيها أو للحيلولة بينهم وبين العقاب. 3- في حالة إقدام المجرم على أعمال التعذيب أو الشراسة نحو الأشخاص 4- على موظف في أثناء ممارسته وظيفته أو في معرض ممارسته لها أو بسببها».
    المدعى عليهم
    وسمّى القرار الاتهامي افراد العصابة المدّعى عليهم بموجب القانون وهم: شهاب خضر قدّور الملقّب بـ«أبو هريرة» وشحادة توفيق الجوهر وحسن احمد ابو العينين، اضافة الى تسعة اشخاص آخرين هم يوسف سليمان احمد الملقب بـ«النصّ» وأحمد محمد المقدح الملقّب بـ«فيليب» ورياض محمد العوض الملقّب بـ«ماغنوم» ونضال احمد المقدح الملقّب بـ«السلك» ووليد رشيد جمعة وخالد توفيق الشبطي ومحمد ابراهيم دياب الملقب بـ«غُقَّه». وهؤلاء اوقفوا جميعاً غيابياً في 8/7/2000. أما المتّهم سليمان دياب العطاونة فأوقفته السلطات القضائية اللبنانية وجاهياً في 8/7/2000 وما زال في السجن. لكن اللافت أن المتهم عادل احمد ابو داوود الذي أوقف غيابياً في 8/7/2000، كانت قد ألقت السلطات القبض عليه وأدخل السجن في 312/7/2000 ثمّ أخلي سبيله في 28/10/2000 لأسباب لم تتمكّن «الأخبار» من معرفتها.
    كذلك أصدرت الهيئة الاتهامية مذكّرة تحرّ دائم لمعرفة كامل هوية أشخاص آخرين متهمين بارتباطهم بالعصابة وهم المدعى عليهم بموجب المادة 72 من قانون الاسلحة، سمير لطفي زعتي، إبراهيم محمود الغضبان، ابراهيم محمد سعد الدين حاتم كساب، خالد الشيخ وخالد دهشة ورافي. ولعلّ الاسم البارز بين هؤلاء هو خالد الشيخ لأن أحد قياديي تنظيم «القاعدة» يُدعى خالد الشيخ محمد ويُعرف باسم خالد الشيخ، وكانت السلطات الباكستانية قد أعلنت عن اعتقاله في روالبندي في آذار 2003 وتحدّثت تقارير عن نقله الى سجن غوانتانامو. ويُعد الشيخ من أحد المخطّطين لهجمات 11 أيلول الإرهابية.