strong> ثاباتيرو يقدّر لرئيس الحكومة «إحساسه المرهف»: مدريد ستبقى ملتزمة في إطار «اليونيفل»
تعهد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ونظيره الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ببذل أقصى الجهود للكشف عن ملابسات الهجوم على الوحدة الإسبانية العاملة في إطار قوات اليونيفل في الجنوب.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده السنيورة وثاباتيرو بعد محادثاتهما في مدريد أمس، في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري.
وشكر رئيس الوزراء الإسباني للسنيورة «مبادرته إلى المجيء إلى إسبانيا والتعبير عن تعازيه لي شخصياً وللشعب الإسباني بخسارة أفراد من القوات الإسبانية في اعتداء إرهابي في جنوب لبنان»، معبّراً عن تقديره لإحساس السنيورة المرهف.
وأكد ثاباتيرو «أن التزام إسبانيا سيستمر قوياً في المستقبل بروحية من التعاون المشترك إزاء هذه الجريمة، وكذلك التحقيق لتوقيف المجرمين المسؤولين عن الاعتداء»، شاكراً للحكومة اللبنانية تعاونها ومجدِّداً التأكيد «أن إسبانيا ستبقى ملتزمة في إطار قوات الأمم المتحدة من أجل السلام في لبنان والمشاركة في حفظ سلامه وأمنه واستقلاله ولتقديم المساعدة في توفير مستقبل مستقر وآمن للبنان».
وقال السنيورة: «أتيت إلى مدريد اليوم لأنقل تعازي الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني إلى دولة إسبانيا الصديقة والحكومة الإسبانية. إن الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية ممتنون جداً للمشاركة الإسبانية في قوات اليونيفل من أجل توفير الأمن والسلام للبنان. فهذا الأمر هو هدف عظيم ونبيل، وهم في لبنان في مهمة سلام بامتياز»، معتبراً أن «الجنود الإسبان الستة الذين سقطوا نتيجة اعتداء بشع من قبل مجموعة إرهابية، سقطوا من أجل قضية نبيلة، وأنا أنحني أمام ذكرى هؤلاء الرجال الشجعان، وهم سيكونون دائماً في ذاكرة الشعب اللبناني والشعب العربي، وبالتأكيد الشعب الإسباني».
ورأى أن «لبنان كإسبانيا، وكأي دولة أخرى تواجه تحديات الإرهاب»، معتبراً أنه «في هذه الأوقات، على الرجال الشجعان أن يقفوا بحزم ضد الاعتداءات الإرهابية». وقال: «أمام هذا الاعتداء الإرهابي البشع، كنت سعيداً جداً أن أسمع مباشرة في اتصال هاتفي مع الرئيس ثاباتيرو، أن هذا الاعتداء لن يضعف عزم الحكومة الإسبانية والشعب الإسباني، وأن إسبانيا كبقية الدول التسع وعشرين المشاركة في قوات اليونيفل، ستقف متضامنة وملتزمة قضية السلام والأمن، ولن تتراجع أمام تهديد الإرهابيين وابتزازهم. وسنقف جميعاً، الجيش اللبناني والشعب اللبناني، مع الشعب والحكومة والقوات الإسبانية وكل المشاركين في اليونيفل من أجل إيجاد مرتكبي هذا الاعتداء البشع وجلبهم إلى المحاكمة».
وأكد أن هؤلاء «لن يثنونا عن تحقيق الهدف الذي وضعناه لأنفسنا والذي وضعته كل الدول المشاركة في القوات الدولية، وهو حماية الأمن والسلامة، وأن يقوموا بمهمتهم على أنها مهمة سلام في هذه المنطقة»، مشدداً على أن ما حصل «سيمتّن العلاقات والتعاون بين الشعبين اللبناني والإسباني ومع كل الشعوب المشاركة في قوات الأمم المتحدة».
وعاد السنيورة مباشرة الى روما، حيث سيلتقي أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو بيرتونيه، فيما يزور لبنان وزير الدفاع الإيطالي بيروتو باريدزي الأربعاء المقبل ليتفقد قوات بلاده المشاركة في وحدات «اليونيفل» في الجنوب، ويغادر في الخامس منه.
على صعيد آخر قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها أمس إن السنيورة تحدث لمراسلها في باريس سيفي هندلر وأعرب عن استعداده للمساعدة في إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى «حزب الله» إذا طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منه ذلك.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن السنيورة وافق على التحدث مع مراسلها في ختام لقاءاته في باريس. وفي رده على سؤال عمّا إذا كان في مقدوره دفع «حزب الله» إلى عرض يثبت أن الجنديين الإسرائيليين على قيد الحياة، قال السنيورة: «لقد قلنا منذ اليوم الأول إننا لم نعلم بخطفهما ولا نتحمل المسؤولية عن ذلك. وقلنا للأمين العام للأمم المتحدة إنه إذا كان هناك شيء يمكننا عمله من أجل إطلاق سراح الجنديين المخطوفين فإننا سنفعل ذلك».
وأضاف: «لقد أوضحنا في خطة النقاط السبع أنه يتوجب إطلاق سراح الجنديين المخطوفين مع جميع الأسرى اللبنانيين المحتجزين في إسرائيل»، واعتبر أن «الموضوع الآن بأيدي الأمين العام للأمم المتحدة وهو لم يطلب مني فعل شيء في هذا الموضوع وكل سؤال عن هذا الموضوع يجب توجيهه إليه».
وجدد السنيورة قوله إن «لبنان سيكون الدولة العربية الأخيرة التي ستوقّع على اتفاق سلام مع إسرائيل».
ورداً على سؤال قال: «إننا نعلم بتهريب أسلحة وهذه مسؤولية سوريا».
(وطنية، يو بي آي)