ضرس ضائع يكشف هوية مومياء حتشبسوت
«سنّ واحدة أكدت هوية مومياء أثرية للملكة حتشبسوت التي حكمت مصر قبل نحو 3500 عام»، هذا ما صرّح به الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر زاهي حوّاس. «المومياء الصحيحة تؤكد أن الفرعونة كانت سيدة بدينة في الخمسينيات من عمرها توفيت وهي مصابة بداء السكري وبسرطان في الكبد».
وكان عُثر على مومياء الملكة عام 1903 في مقبرة بوادي الملوك، لكن يومئذ ساد اعتقاد بأن المومياء لصاحبة المقبرة مرضعة الفرعونة. غير أن الدليل القاطع كان ضرساً محفوظاً في صندوق خشبي حُفر عليه اسم حتشبسوت وعُثر عليه في خبيئة المومياوات الملكيــــــــــة بموقع دير البحري عام 1881. ذلك أن الفراعنة اعتادوا، خلال عمليات التحنيط، حفظ الأعضاء التالفة في صناديق منفصلة توضـــع إلى جوار المومياء.
وفحص أستاذ طب الأسنان يحيى زكريا جميع المومياوات التي اشتُبه في أنّها للملكة حتشبسوت ووجد أنّ السن تتطابق تماماً مع فجوة في الفك العلوي لمومياء السيدة البدينة. وقال حوّاس إن «تطابق السن مع الفجوة يظهر أن هذه المومياء لحتشبسوت لأن الأسنان تشبه البصمات وهي دقيقة بنسبة مئة في المئة». وأجرى الفريق الذي فحص المومياء اختبارات الحمض النووي، وأظهرت النتائج الأولية تشابهاً بين الحمض النووي للمومياء والحمض النووي العائد للملكة أحمس نفرتاري زوجة مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، التي يُعتقد أن حتشبسوت سليلتها. وقال حواس إن تحليل الحمض النووي «كشف أن المومياء التي كان يعتقد أنها لتحتمس الأول والد حتشبسوت ليست له».




السيارات تدمّر مآذن هرات في أفغانستان

بعدما صمدت خمس من مآذن القرون الوسطى في مدينة هرات الأفغانية بوجه الحروب والتآكل والإهمال... ها هي اليوم تواجه الانهيار بسبب حركة المرور في الطريق المزدحم أمامها. فالأرض ترتجّ باستمرار مرسلةً هزّات عبر أساسات المآذن، ما يشكل السبب في انهيارها في السنوات المقبلة إذا لم يُغلق الطريق.
هذه المآذن التي ترتفع أكثر من 30 متراً هي كل ما بقي من مجمّع إسلامي للتعليم والصلاة بُني في القرن الخامس عشر من الطين المكسوّ بالفسيفساء المزخرفة على طريق الحرير في غرب أفغانستان. وكانت وزارة الثقافة قد قطعت الطريق لفترة قصيرة، ولكن بسبب اعتراض السكان، أعادت الحكومة الإقليمية فتحه رافضةً الاستثمار في بناء طريق آخر يحوّل مسار السير.