strong> فاتن الحاج
لا يعيش متخرجو المعهد العالي للأعمال (ESA) هاجس اقتناص فرصة العمل التي تنتظرهم ولا ينتظرونها. لكنّ سوء تقدير بلدهم لقيمة الشهادة التي يحملونها يرجّح الهجرة التي باتت الخيار الأوحد لمعظمهم. فالأسواق العربية تفتح أمامهم آفاقاً لا يعثرون عليها في لبنان، كما تسمح لهم بالترقي في السلّم الوظيفي وتبوء مناصب إدارية عالية.
ويعتقد كريم فرنسيس أنّ شهادة الـ ESA كانت ورقة عبوره إلى منصب إداري عالٍ في أحد مصارف الكويت. ووجدت دالا غندور ملاذها في إحدى الشركات في قطر بعد نيلها الماستر في الإدارة، علماً بأنّها درست الحقوق في بداية مشوارها الجامعي. وقرر الطالب السوري كريم فهده العودة إلى بلده حيث تنتظره فرصة عمل في أحد المصارف السورية. ويرى كريم أنّ شهادة MBA (الماجستير في إدارة الأعمال) عزّزت معرفته العلمية ومهاراته العملية، وخصوصاً أنه درس الكيمياء في الإجازة. وتستبعد الصحافية اليزابيت كيلي أن تنتزع فرصتها في لبنان، فقد مضت ستة أشهر على التخرّج ولم تعثر على مرادها. وتقول: «المشكلة ليست في العمل بحد ذاته، بل في الراتب الذي لا يتناسب مع شهادتنا، ووحدها الصدفة التي تُبقي البعض في لبنان». وهذا ما حصل مع المتخرج ماريو ديب الذي حالفه الحظ في إحدى الشركات اللبنانية. ومنهم من حصل على وظيفة في الـESA كسارة عبود وجورج نجم...
واحتفل أمس المعهد بتخريج 150 طالباً ينتمون إلى الدفعة الأولى من المنتسبين إلى برنامج الماجستير في الإدارة، الدفعة العاشرة من متخرجي برنامج الماجستير في إدارة الأعمال، الدفعة الثامنة من طلاب الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال، الدفعة الثامنة من طلاب ماجستير التخصص في الشؤون المالية، والدفعة السادسة من طلاب ماجستير التخصص في التسويق.
وحضر السفير الفرنسي برنارد ايمييه فيما لم يكن منتظراً أن يشارك لدواعٍ أمنية، كذلك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي كان يحتفل أيضاً بتخرّج ابنته رنا. ومن المتخرجين الزميلة ديانا ناصر وكريمة الرئيس الراحل بشير الجميل يمنى.
وأبدى رئيس المعهد روجيه أورسيه تفاؤله بمستقبل المتخرجين على الرغم من التوتر الذي يسود بلادهم، ولا سيما أنّ الإعداد الذي يحصلون عليه في المعهد يخوّلهم الانخراط في سوق العمل المحلية والعالمية، وإن كان أورسيه يعتقد أنّ جهود التوسع في لبنان تنبع من الإيمان بلبنان موحّد وديموقراطي.
أمّا ممثلة المدير العام للمعهد الأوروبي للإدارة ماري بيار فينول تروسو فأوضحت أننا نتقاسم مع الشركاء اللبنانيين أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات الأكاديمية العليا في خدمة المجتمع والتطور الاقتصادي والاجتماعي، والنظر في إقامة أي مشروع انطلاقاً من الأثر الذي يُحدثه على المستوى العالمي، فضلاً عن الأخذ بعين الاعتبار الخلفية الثقافية المرتبطة بالتقدم الاقتصادي.
وأعرب ايمييه عن دعمه للشباب اللبناني الذي يرزح تحت نير الظروف الصعبة، مشيراً إلى أنّ الدراسة في المعهد العالي للأعمال تتميز بسياسة الانفتاح على سوق العمل وتسمح للمعهد بتعزيز شبكة العلاقات مع القوى الحية في لبنان والمنطقة. وأوضح ايمييه أنّ الدور الإقليمي للبنان جعلنا نوّقع اتفاقاً طويل الأمد باسم الحكومة الفرنسية يتيح استخدام هذا الصرح الأكاديمي التاريخي في كليمنصو.
من جهته، دعا سلامة المتخرجين إلى تعزيز ثقتهم بلبنان الرسالة سواء أكانوا يعملون في الداخل أو الخارج، وأن يتجاوزوا اللحظات الصعبة التي نعيشها، وخصوصاً أنّها ليست المرة الأولى التي يمر فيها لبنان بظروف كهذه، وكان ولا يزال قادراً على تخطيها.
أما المتخرجون الستة جورج نجم وغسان شماس وأرمان أريفيان وجاد نجم ورنا خشاب وطوني فرح، فتحدثوا باسم دفعاتهم حيث أكدوا أنّ الإعداد الذي حصلوا عليه في المعهد العالي للأعمال ساهم في تطوير مهاراتهم المهنية وتعزبز تجاربهم التي خوّلتهم الانخراط بسهولة في سوق العمل، وأعلنوا أنّهم ملتزمون المشاركة في الحفاظ على صورة المعهد وسمعته الجدية. ورأى المتخرجون أنّ وجودهم يتحدّى كل الظروف للمساهمة في بناء لبنان الحلم.