أجمعت القراءات اللبنانية لتقرير لجنة فينوغراد الإسرائيلية على أن التقرير أظهر هزيمة إسرائيل داعية الى وقف الحديث السلبي عن سلاح المقاومة والحفاظ على جهوزيتها في مواجهة جولات عدوانية محتملة.وفي أول تعليق رسمي على التقرير رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن لجنة التحقيق «لم تتوقف، ولو بإشارة واحدة، عند ما ألحقته إسرائيل بلبنان من أذى ودمار وخسائر بشرية ومادية كبيرة» وهي «ما زالت مستمرة بفعل التداعيات الكبيرة للعدوان ومنها القنابل العنقودية التي خلفتها إسرائيل والتي مازالت تحصد الأبرياء. ويكشف ذلك، مرة أخرى، على تجاهل التقرير للضحايا اللبنانيين الأبرياء وكأن الإسرائيليين الذين سقطوا في تلك الحرب الظالمة هم وحدهم ضحاياها».
وإذ لا حظ ان خلاصات اللجنة تتزامن مع الحديث المتنامي عن ضرورات الاستيعاب لنتائج الحرب الأخيرة على لبنان عن طريق عدوان أو عمليات عسكرية جديدة تشنها إسرائيل على لبنان دعا «اللبنانيين إلى ضرورة التبصر في ما يجري والمبادرة إلى الوقوف معاً والتضامن بوجه ما قد تكون إسرائيل تسعى لشنه على لبنان» كما دعا «الأشقاء العرب والمجتمع الدولي إلى الوقوف مع لبنان ودعم موقفه في التمسك بالشرعية الدولية وفي احترامه لقراراتها».
ورأى ان الاستنتاجات الصحيحة من التقرير «هي أن مواجهة أي اعتداء إسرائيلي على لبنان تقتضي، في المقام الأول، تضامناً بين اللبنانيين ووحدة وطنية تقوم على الخيارات الوطنية الكبيرة وتعزيزاً حقيقياً وصادقاً لقدرات الدولة وتمكيناً لها من بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية وبما يمكنها من تجييش كل الطاقات والموارد بما يحقق للبنان القدرة على مواجهة أي عدوان لإسرائيل والتصدي لأطماعه» داعياً الى العودة الى «الحوار الوطني والتلاقي حول ما تم التوافق عليه».
وأكد المرجع السيد محمد حسين فضل الله «أن التقرير يشير في طريقة غير مباشرة إلى أن الفشل الذي أصاب إسرائيل في الحرب، كان يمكن أن يتحول إلى كارثة كبرى على العدو لولا الثقالات الدولية الكبرى التي عملت على حماية هذا الكيان، ليس أقلها ما جرى في مجلس الأمن من محاولات لإعطاء العدو ضمانات سياسية عبر القرار 1701 وغيره للتغطية على حجم خسائره العسكرية والبشرية». ونبّه الى أن «كيان العدو يمثل دولة مؤسسات، سرعان ما تعمل لتصحيح أخطائها وتعديل خططها وحل مشاكلها لتبادر للقيام بجولات عدوانية جديدة، وهو الأمر الذي يستدعي من اللبنانيين بعامة ومن المقاومة بخاصة أن تحافظ على جهوزيتها (...) كما يستدعي من كل الحريصين على سيادة لبنان واستقلاله ألا يثيروا الحديث السلبي عن سلاح المقاومة».
ورأى وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ «أن التقرير سيزيد القيادة الاسرائيلية ضعفاً» منبّهاً في الوقت نفسه «من العدوانية الاسرائيلية التي لم تستطع الوصول الى القدرة على شن عدوان بسبب ظروف موضوعية وليس لرغبة في السلام، وتلك العدوانية يمكن ان تترجم عبر استهدافات للساحة اللبنانية بأساليب متنوعة».
وفيما دعا وزير البيئة المستقيل يعقوب الصراف الى استثمار «نقاط التقرير في لبنان في تأكيد انتصار المقاومة وأخذ الحيطة لأن هذا التقرير سيتفاعل معه الجيش الإسرائيلي عبر إعادة درس وإمكان تحضير نفسه لاعتداء آخر». رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار أن الإسرائيلي هو نفسه سواء كان رئيس مجلس الوزراء من حزب كاديما او العمل او الليكود، وهو متربص بلبنان وبكل الدول العربية المحيطة. وقال: «إن مواجهة العدو الإسرائيلي تكون بمزيد من الوحدة الداخلية والموقف الوطني الواحد بمواجهة العدو، لا بالتفرد باتخاذ المواقف مهما كانت هذه المواقف».
ورأى عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب فريد الخازن، أن إسرائيل لا تستطيع القيام بعمل عسكري واسع وشبيه بما قامت به في الصيف الماضي لأن وضعها الداخلي مهتز».
و بينما أسف النائب مروان فارس لأن يكون «على الساحة اللبنانية بالرغم من الاعتراف الإسرائيلي بالهزيمة، بعض الفرقاء اللبنانيين الذين لا يرون أن اسرائيل قد هزمت»، توجهت «جبهة العمل الإسلامي» الى السياسيين المعترضين على المقاومة ونهجها والمطالبين بنزع سلاحها بأخذ «العظة والعبرة من تقرير لجنة فينوغراد، ولأن يملكوا الشجاعة الكافية لإعلان انتصار لبنان بمقاومته وصمود شعبه وانكسار العدو الصهيوني».
ولفت رئيس «حزب الحوار الوطني» المهندس فؤاد مخزومي إلى أن التقرير «أعطى للبنان واللبنانيين البرهان الأكيد على أن وحدة الشعب اللبناني والتفافه حول مقاومته يمكن أن يهزم أكبر قوة عسكرية في المنطقة وأن يمنع إسرائيل من مواصلة الرهان على تقسيم لبنان وشرذمته».
(وطنية، أخبار لبنان)