الكورة ــ فريد بو فرنسيس
لا تزال قضية المواد السامة الموجودة في منطقة الحريشة في قضاء الكورة تتفاعل بشكل كبير، ولم تفلح حتى الآن الجهود المبذولة من أجل رفعها وإتلافها في مختبرات متخصصة، وخصوصاً أن المعنيين في منطقة الكورة كافة أجمعوا على وجوب التخلص منها بأسرع وقت، وعدم تركها في البراميل في منطقة مكشوفة، وهي مرعى لقطعان من الماشية الموجودة في تلك المنطقة.
ويبين الكشف الميداني لوزارة البيئة بتاريخ 3/2/2007 «أن المواد موجودة في الهواء الطلق وغير معزولة عن عوامل الطبيعة كالمطر وغيره، وأن الرائحة التي تنبعث منها هي رائحة غاز «السيانيد» السامة، ما يعني أنها ملح لهذا الحمض الذي يتصاعد منه بفضل تفاعل غاز ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الهواء مع هذا الملح، وبالتالي لا حاجة لإجراء التحاليل الكيميائية عليها، لكون أملاح «السيانيد» هي سامة جداً».
كذلك أوصى الكشف الميداني بضرورة جمع المواد والتربة الموجودة عليها وبالسرعة القصوى، في مستوعبات محكمة الإغلاق، ووضعها في مكان معزول منعاً لاحتكاك الناس بها، مشيراً إلى أن مواد مشابهة لها قد أُتلفت في أفران خاصة في معمل «سيدوم» في الذوق». ويقول نائب رئيس بلدية أميون غسان كرم: «إن التحركات والضجة والمؤتمرات الصحفية التي قمنا بها لم تلق آذاناً صاغية لدى المراجع المختصة، لذا قمنا بتحرك ميداني شمل المحامي العام في الشمال القاضي وائل الحسن، الذي وعد بالعمل ضمن صلاحياته على كشف الفاعلين. كما زرنا راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذوكس المطران إلياس قربان ووضعناه في صورة ما يجري وحجم المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها أبناء المنطقة. وأجرينا اتصالاً بوزارة البيئة من مكتب المطران قربان، حيث أشار المدير العام للبيئة برج هاتاجيان إلى أمرين: إما أن تحرق هذه النفايات في معمل «سيدوم» في الذوق، وإما أن يتم الاتصال بهيئة الإغاثة من أجل إتلاف هذه المواد، لكن حتى الآن لم نر أي نتيجة أو حل».
وكشف كرم عن أن أهالي الكورة لن يسكتوا عن هذا الموضوع وسوف يقومون بالتحركات اللازمة إذا استمر رمي النفايات بشكل عشوائي في أراضي الكورة، وإذا لم يتم رفع النفايات التي عثر عليها في الحريشة من مكانها في وقت قريب. ولفت كرم إلى أن اتحاد البلديات تحمل مسؤولياته بالكامل حفاظاً على صحة أبناء الكورة وأطفالها.