اتهم رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن تنظيم «الإخوان المسلمين» في سوريا بإغلاق باب الوساطة بينه وبين الحكومة السورية، وتمنى على رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط «مراجعة نفسه»، مشيراً الى ان رئيس «الهيئة التنفيذية» في القوات اللبنانية سمير جعجع «يأكل رصيد 14 شباط»، وأكد أن أوراق المعارضة الباقية كلها رابحة.وقال يكن في مقابلة مع وكالة «يو بي آي» على هامش أعمال المؤتمر الدولي للإعلام العربي والإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني الذي انعقد في دمشق «كنت حريصاً على إغلاق الملف التاريخي القديم بين حركة الإخوان المسلمين ككل والتنظيم السوري بشكل خاص كي تعود الحركة إلى بلدها»، وأكد أنه «كان يقوم بوساطة بين دمشق وإخوان سوريا»، مشيراً الى أنه طرح خلال لقائه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني في إسطنبول في آذار الماضي «مطالب الجماعة بإطلاق سراح الموقوفين ومعرفة مصير المفقودين وحل قضية المنفيين وعودة المهجّرين من الجماعة وإلغاء القانون 49 (الذي يحكم بالإعدام على منتسبي الحركة)».
وقال: «توقّفنا عند نقطة حساسة وهي تحالف إخوان سوريا مع (نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم) خدام الذي يتحمل هذه المسؤولية أكثر من الرئيس بشار الأسد»، موضحاً أنه حين التقى الرئيس بشار الأسد قال له الأخير: «أنا كنت صغيراً عندما حدث ما حدث، فلماذا يحمّلني الإخوان المسلمين جريرة الذي حدث والذي كان كبيراً على الحركة وعلى النظام أيضاً»، وأكد أن النظام في سوريا «كان جادّاً في طيّ هذه الصفحة، وأن الوساطة ليست جديدة وكانت عبر مشاركات بيني وبين المراقب العام السابق للإخوان المسلمين أمين يكن»، متّهماً جماعة الإخوان في سوريا بـ«إغلاق الباب من خلال تصرفاتهم الأخيرة»، وأوضح أنه «عندما تذهب الحركة إلى جنبلاط وتراهن عليه وتدخل في إطار قوى الرابع عشر من شباط التي نرفضها ونربطها بالأميركان وغيرهم، فكيف تطلب من هذا النظام أن يطوي هذه الصفحة؟ وأنا أساساًَ لا يمكن أن أقبل بهذا، ثم تراهن على خدام الذي يتحمل المسؤولية وباع بلده، ما يعني أن البيانوني يمكن أن يبيعني في يوم من الأيام».
وعن مستقبل الأوضاع السياسية في لبنان أكد يكن «أن الأوراق الباقية كلها رابحة وهي بيد المعارضة ولم تعد هناك أوراق يُعتدّ بها لدى قوى الرابع عشر من شباط وحتى قضية المحكمة ذات الطابع الدولي لا يمكن أن تقوم بالشكل الذي تريده هذه القوى من دون وجود إجماع من القوى اللبنانية ومن دون الاستناد إلى الاعتبارات الدستورية والقانونية في لبنان»، معتبراً «أن رهان قوى 14 شباط وتيار المستقبل على الموقف الفرنسي المتشدد أكثر الذي يبدو أنه حصل على الضوء الأخضر من قبل الولايات المتحدة في هذا الموقف لن يستطيع أن يصنع شيئاً نهائياً».
وانتقد يكن جنبلاط على العبارات البذيئة التي استخدمها حين هاجم الرئيس الأسد متمنّياً عليه أن «يراجع نفسه»، وقال: «قد يكون في إطار المراجعة لأننا شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية بعض التحولات».
وقال «أعتقد أنه (جنبلاط) سيراجع نفسه لأن حالة انعدام الاتزان يمكن أن تدفع الإنسان للتكلم بطريقة قد لا يعرف مؤداها ونتائجها، وخاصة عندما يدرك وتدرك قوى 14 شباط أن سمير جعجع يأكل من رصيدها يوماً بعد يوم، وإن بقي جعجع المتحدث الرسمي باسم القوات اللبنانية والمزايد على قوى 14 شباط بهذه السياسة وهذا الأسلوب، فإنه سيأكل كل رصيد هذه القوى ويحرقه»، معرباً عن اعتقاده بأن بعض قوى 14 شباط «لا يمكن أن تقبل باستمرار أكل رصيدها من قبل القوات اللبنانية».
من جهة أخرى عقدت «جبهة العمل الإسلامي» اجتماعها الأسبوعي برئاسة يكن وأصدرت بياناً ذكّرت فيه بالبيان الوزاري الذي «سمى المقاومة مقاومة وأن سلاحها يتم التفاهم عليه داخلياً بين اللبنانيين، هو خير دليل على صحة شعارات المعارضة ومطالبها، ودليل فاضح على من نقض العهد والميثاق وراهن على الأجنبي ضد أخيه اللبناني، ولكن رهانه خاسر، خاسر، خاسر، والأيام المقبلة ستثبت ذلك».
(يو بي أي)