المنية ـــ عبد الكافي الصمد
دخلت قضية إيقاف عضو مجلس أمناء «تجمع العلماء المسلمين في لبنان» الشيخ مصطفى ملص عن الخطابة في مسجد المنية الكبير بقرار من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مطلع كانون الأول الماضي، وتعيين الشيخ مصطفى إبراهيم (من طرابلس) مكانه موقتاً، منعطفاً جديداً أمس، بعدما أبلغته دائرة أوقاف طرابلس إيقافه عن إمامة المصلين، في خطوة أثارت بلبلة كبيرة في المنطقة.
وكان موظفون من دائرة الأوقاف قد حاولوا إبلاغ ملص القرار الجديد، غير أنّ غيابه عن منزله حينها، ورفض ذويه تسلم التبليغ، دفعه إلى الاتصال لاحقاً برئيس الدائرة الدكتور عبد الفتاح كبارة الذي أكد لملص الخبر، الأمر الذي رآه الأخير «قراراً جائراً وسياسياً بامتياز».
وأشار ملص لـ«الأخبار» إلى أنّ هذا «القرار لا يحمل أيّ مبرر شرعي أو ديني أو قانوني، وقد عملنا منذ الحظة الأولى للأزمة على تهدئة النّاس، وعدم قيامهم بأيّ ردّات فعل سلبية، وعلى وضع حدّ للفتن التي يحاول البعض إثارتها، لكن يبدو أنّ هناك جهات لايروقها ذلك، ونحن في المقابل لن نسكت بعد اليوم عن هكذا تصرفات وإجراءات، وسوف أقوم بواجبي الديني كاملاً، وسأمارس دوري في الخطابة والإمامة معاً».
في موازاة ذلك، أكدت أوساط مطلعة في المنية لـ«الأخبار»، أنّ هذا «القرار سياسي، لأنّ دائرة الأوقاف ودار الفتوى باتتا اليوم مع الأسف في خدمة تيّار سياسي داخل الطائفة السنّية، وأنّهما أقدمتا على خطوة إيقاف الشيخ ملص عن الخطابة والإمامة، بلا مسوّغ شرعي».
وأوضحت الأوساط أنّ «الشيخ ملص سيُلقي خطبة صلاة الجمعة (اليوم)، وسيؤمّ المصلين بعد ذلك، وأنّ الأجواء مهيأة بالكامل لهذا الحدث، ليس من باب تحدي أحد، أو افتعال مشكلة، بل لأنّ كرامتنا عزيزة علينا، فنحن أبناء هذه المنطقة ولسنا لاجئين فيها أو طارئين عليها، عدا أنّ أغلبية مشايخ المنية اليوم، هم من الذين تعلموا وتخرّجوا على يدي الشيخ ملص».