إبراهيم عوض
يلخّص الرئيس الدكتور سليم الحص أمام زواره المرحلة التي بلغتها الأزمة اللبنانية بكلمتين: «نحن متروكون». ويوضح أن «لا مبادرة عربية في الأفق ولا تحرك تجاه لبنان ويبدو أن لا أحد مهتم بنا في الوقت الحاضر». ويذكّر بأنه سبق أن قام بجولة شملت الرياض ودمشق وطهران حيث تمنى على قادة تلك الدول المساعدة على إخراج لبنان من محنته. كما ناشد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بصورة خاصة دعوة الأطراف اللبنانية المتنازعة للاجتماع في المملكة وحثها على الاتفاق فيما بينها على غرار ما حصل في الطائف عام 1989 ليقينه بأن السعودية وحدها قادرة حالياً على القيام بمثل هذا الدور التوفيقي. وفيما لفت الى أنه لمس رغبة لدى الملك عبد الله في رعاية «طائف ثانٍ»، إلا أنه لم يتلقّ جواباً قاطعاً منه بهذا الشأن.
واستعرض الحص «الإنجازات السياسية» التي حققتها المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة على الساحتين العربية والإقليمية، متوقفاً عند المصالحة الفلسطينية التي جرت في مكة وأدت الى قيام حكومة إسماعيل هنية بعد أن بلغ الخلاف بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أشده، واستمر لمدة طويلة. كما أشار أيضاً الى أن الرياض شهدت أخيراً توقيع اتفاقية بين السودان وتشاد برعاية خادم الحرمين الشريفين وحضور الرئيسين السوداني والتشادي عمر حسن البشير وإدريس دبي أنهت بموجبها حال العداء بين البلدين.
ورأى الرئيس الحص أنه جرى حل أكثر من مشكلة تعني المنطقة فيما عدا المشكلة اللبنانية، عازياً الأمر الى الموقف الأميركي إزاءها مكرراً قوله «إن الولايات المتحدة لا تريد شيئاً من لبنان لكنها تريد الكثير، فهي تستخدمه للضغط على سوريا وفلسطين وإيران وكذلك على المملكة العربية السعودية، وهذا ما يفسر ربما إحجام الأخيرة عن القيام بدور أكثر فعالية يخرج اللبنانيين من أزمتهم».
ولا يبدي رئيس الحكومة السابق تفاؤله بإمكان حصول انفراج للوضع الراهن في المدى القريب ويسجل على الفريقين، الموالاة والمعارضة، افتقارهما الى مبادرة تمثّل مخرجاً للتوصل الى تسوية أو إيجاد حل.
ولدى سؤاله عما ستؤول إليه الأمور عندما يحين موعد انتخاب رئيس للجمهورية يجيب بأن «ميزان الربح سيميل لمصلحة الأكثرية باعتبار أن الرئيس المقبل، في حال حصول عملية الانتخاب، سيأتي بفضل أصواتها وسيكون بالتالي محسوباً عليها، أما إذا تعذّر ذلك فإن اتفاق الطائف يقضي بأن تتسلّم الحكومة الحالية، أي حكومة السنيورة مسؤولية الحكم حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا يعني أن الأكثرية هي الرابحة في كلتا الحالتين».
وعمّا يتردد عن احتمال إقدام الرئيس اميل لحود على تأليف حكومة على غرار ما فعله رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل حين كلف قائد الجيش العماد ميشال عون حينذاك بهذه المهمة في ربع الساعة الأخير من انتهاء ولايته، أشار الى «أن الوضع اليوم مختلف تماماً عما كان عليه في نهاية عهد الجميل، اذ لا خطوط تماس بين المنطقتين ولا وضع أمنياً متدهوراً أيضاً. ووجود حكومتين هذه المرة لا يعني واحدة في الشرقية وأخرى في الغربية، كما اعتمدت التسمية مع الأسف، بل حكومة لهذا البيت وحكومة لبيت آخر، في العمارة نفسها».. ويتوقع الرئيس الحص أن تنشب بين الحكومتين «حرب» للاستيلاء على المرافق والمؤسسات الرسمية كالمطار والمرفأ ووزارة المال وغيرها تحت شعار «الإمساك بمفاصل الدولة».
ويتوجه الحص الى دمشق في 17 الجاري لإلقاء محاضرة بدعوة من وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا تسبقها مأدبة غداء يقيمها رئيس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري على شرفه.
من جهة أخرى، استقبل الحص أمس وفداً من «اتحاد بيروت الكرامة» برئاسة الشيخ خالد عثمان الذي قال بعد اللقاء: «إن الزيارة للرئيس الحص هي للتأكيد له أن أصحاب الأصوات البذيئة لن يستطيعوا النيل منه».