نبّه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير الى أن «وطننا في خطر ولا ينقذه إلا أبناؤه» داعياً المسيحيين الى أن يكون حزبهم الواحد هو الكنيسة ولبنان «وما تبقّى لا يعوّل عليه».لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان وتسليمه الإرشاد الرسولي «رجاء جديد للبنان»، ترأس البطريرك صفير قداساً احتفالياً في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، وألقى عظة ذكّر فيها بالإرشاد الرسولي الذي يدعو «الى تجدّد الأسلوب والأشخاص، والى الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية والى إدخال حركة إصلاح، وحوار إسلامي – مسيحي، وتعزيز العيش المشترك والتضامن مع العالم العربي، وبناء المجتمع على السلام والى ما جاء فيه وخاصة: عن العيش المشترك قوله: «لا بد خصوصاً من تكثيف التعاون بين المسيحيين والمسلمين في كل المجالات الممكنة بروح التجرد أي من أجل المصلحة العامة وليس من أجل مصلحة أشخاص معينين، أو طائفة خاصة، أو أملاً بالحصول على مزيد من النفوذ والسلطة في المجتمع»، محذّراً من أنه إذا انتفى العيش المشترك في لبنان ستكون كارثة كبيرة ذات نتائج وخيمة.
وبعد القدّاس استقبل صفير «اتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثوليكية» وألقى كلمة وصف فيها الوضع الحالي بأنه «مأساوي والناس أصبحوا مشردين لا يجمعهم جامع، وكل منهم يغني على ليلاه وخصوصاً المسيحيين من بينهم» سائلاً الله «أن يجمع صفوفنا ويوحّدها على الخير وعلى محبة لبنان، وهذا لا يصح إلا إذا بدأ الطلاب وهم على مقاعد الدراسة يعلمون أنه من واجبهم أن يكونوا موحّدين خصوصاً حول وطنهم، فلا يتفرقون، لكن نسمع بين الحين والحين أنهم يتفرقون، فهؤلاء مع هذا الحزب وأولئك مع ذاك الحزب، وهذا شيء نأسف له شديد الأسف، فحزبنا الواحد يجب أن يكون الكنيسة والمسيح ولبنان، وهذا يجب أن يجمعنا، أمّا ما بقي، فإنه لا يعوّل عليه، وإننا نرى الكثيرين من بينهم اليوم مع هذا الفريق وغداً مع الفريق الآخر، فلا يستقرون على رأي وهذا يؤسف له شديد الأسف».
وقال: «وطننا في خطر لا ينقذه إلا أبناؤه، والذين يأتون الينا لكي يساعدونا، فإننا نشكرهم ولكن لا ينقذ الرجل إلا عزمه وإرادته وتصميمه على الخير، واذا كان مريضاً، فإنه هو يجب أن يساعد الطبيب لكي ينهض وإلا فإنه يُشلّ، ولا نريد أن يُشل لبنان بالرغم من أن هناك صعوبات كثيرة».
وكان البطريرك صفير قد استقبل اللجنة التنفيذية في مصلحة طلاب حزب «الكتلة الوطنية» برئاسة الأمين العام للحزب الدكتورة كلود كنعان، ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن.
(وطنية)