البقاع الشمالي – رامي بليبل
للمرة الثانية على التوالي وفي غضون أسبوع واحد تقتحم السيول التي تكوّنت بفعل كثافة الأمطار المصحوبة بحبات البرد أراضي الفلاحين في المنطقة الممتدة من جرود الفاكهة مروراً برأس بعلبك حتى بلدة القاع التي تتعرض في كل مرة لأوسع أضرار في المزروعات ولا سيما محصول الشعير الذي أضحى في مرحلة ما قبل النضوج، إضافة إلى حقول البطاطا والبطيخ وبعض البيوت البلاستيكية والمزروعات الصيفية. وقد أدت السيول الجارفة بما تحمله من أتربة وصخور لم ينته البقاعيون من تنظيف ما خلّفته السيول السابقة منها إلى قطع الطريق الدولية في منطقتي حجر رأس بعلبك في البقاع الشمالي ومنطقة المحطة عند مجاز القاع مما عطّل السير لأكثر من ساعة ونصف ساعة كما هدمت السيول بعض البيوت التي لا تزال تحتفظ بجدران ترابية قديمة. وقد رفع الفلاحون الصوت عالياً مطالبين الهيئة العليا للإغاثة بالكشف على الأضرار التي حلت بمحاصيلهم نتيجة اجتياح السيول لها مناشدين كل المعنيين عدم وضع ملفهم إلى جانب ملفاتهم القديمة في الأدراج والتي لم يستحصلوا منها على أي تعويضات ومستحقات تذكر. وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت بعد ظهر السبت الفائت في منطقة البقاع الشمالي والتلال المحيطة بالسلسلة الشرقية أدت إلى تشكُّل سيول جارفة في منطقة عرسال، متجهة نحو سهول اللبوة وبلدة الفاكهة، مروراً بمجرى السيل في رأس بعلبك نحو الطريق الدولية بين بعلبك والحدود اللبنانية السورية، وصولاً إلى مجرى نهر العاصي في منطقة بيت الطشم. وتنشأ السيول في المنطقة نتيجة تجمّع مياه الأمطار بكميات كبيرة واندفاعها بشدة عبر شبكات الأودية الصغيرة المنتشرة على طول سلسلة لبنان الشرقية.