strong> أسدلت أحداث «مخيّم نهر البارد» بستارها على الذكرى السابعة لعيد المقاومة والتحرير في الجامعات، فاقتنص المشاركون الذكرى لتمرير رسائل «طارئة» تستبق الحل «السياسي»
أحيا طلّاب كليّات الصيدلة والطب العام وطب الأسنان وكلّية الصحّة العامّة ــــ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانيّة احتفال «النصر» وسط أجواءٍ أمنيّة متوتّرة تطوّق البلد. وخرج الحفل عن إطاره الأكاديمي، ليصبّ في خاناتٍ سياسيّة كثيرة لعلّ أهمّها المحكمة الدوليّة وجماعة فتح الإسلام والاستحقاق الرئاسي. واللافت في نشاط أمس، بروز التيّار الوطني الحرّ، «المقاوم» الجديد الذي دخل بعد حرب تمّوز واتّفاق شباط، معادلة المقاومة والتحرير إلى جانب حزب الله، «صاحب النصر»، فانحسرت كلمات الاحتفال بين عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد والقيادي في التيّار رمزي كنج. المقداد الذي بدأ كلمته بإهداء النصر «إلى جميع اللبنانيين وأرواح شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في المخيّم»، خصّص الباقي لتمرير ما أمكنه من رسائل المعارضة في ما يخصّ «الأحداث الطارئة والمحكمة الدوليّة والانتخابات الرئاسيّة»، وإذ رأى «أنّ أحداث مخيّم نهر البارد يراد منها زجّ الجيش في معارك لا تخدم إلاّ عدوّ الوطن»، طالب المقداد بأنّ يكون الردّ مخالفاً لتطلّعات هذا العدو ويصبّ في مصلحة الوطن. ولفت المقداد إلى «أنّ تمرير المحكمة الدوليّة عن طريق مجلس الأمن لن يجرّنا إلى أيّ معركة في الشارع ولن يكون هناك حرب، لكنّ المعارضة لن تتوانى عن المقاومة من أجل وحدة لبنان، لو اضطررنا إلى اتّخاذ إجراءاتٍ دستوريّة». كما أكّد «أنّ انتخاب رئيس للجمهوريّة من دون توافق لبناني لن يحصل»، داعياً إلى احترام «نصاب الثلثين في الدستور اللبناني، وكل انتخاب يخالفه يدخل في إطار اللاشرعيّة». بدوره، حاول كنج الخروج من الخطب السياسيّة، مخصّصاً كلمته لشباب التيّار «الذين جاهدوا على طريقتهم في الحرب الأخيرة، فشاركوا إلى جانب المقاومة في احتضان أهلنا في الجنوب والضاحية، منذ الليلة الأولى للعدوان».
وفي الجامعة اللبنانية الدولية، روى والد الشهيد بشير علوية مقتطفات من مسيرة الشهيد، فقال: «حمل «البشير» كأطفال جبل عامل جينة المقاومة في تكوينه، وهو على مرمى حجر من جحور الأعداء المتربصين به في كل حين. كبر الفتى وكبرت معه معاني المجابهة، فعمّدها بالعلم والإيمان. وفي الجامعة، أخذت صور الدفاتر تقفز من أوراقه لتتقمص مجسمات ومشاريع، لكن أكثر ما شدّ «البشير» الصوت والصورة حين ظهرت إبداعاته في مزج الألوان والألحان، فراح يمارس هواية الرسم الزخرفي حتى الاحتراف الفني. عشق آلة الحاسوب وصاحَب الكاميرا حتى أصبحا ثالوثاً لا يفترق حتى في السرير. وفي لحظة واحدة من أمسيات 12 تموز، وضع نفسه متطوعاً في خدمة المقاومة. حمل حقيبته الزيتية وأخذ معه رفيق دربه وجهاده الطويل، قلم الرصاص وأوراقاً بيضاء. وعندما كانت تهدأ الصواريخ، كان «البشير» يأخذ القلم ويبدأ بالرسم. رسوم استوحاها من قلب المعركة. وفي إحدى المساءات، اشتدت حمم الأعداء، ثم هدأت، تناول القلم، وكتب أسطر الوداع...»
وقد أدمعت الرواية عيون رفاق الدرب، خلال افتتاح المعرض الذي ينظمه نادي النور الجامعي في الجامعة اللبنانية الدولية بعنوان «أحياء بدمهم»، في ذكرى التحرير، وتحيةّ إلى متخرّج الجامعة الشهيد بشير. وحرص عريف الحفل الطالب علي شكر على التأكيد «أننا نحب الحياة الكريمة ولأجلها نعتلي صهوة الموت، بيوتنا مغاور وكهوف أضاءها الله، وألعاب أطفالنا بنادق، وشعارنا «يا قدس إننا قادمون». أما عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي فرأى أنّ الشهيد علوية أثبت أنّ للمقاومة أوجهاً عدة منها تلازم العلم مع الجهاد، داعياً الطلاب إلى إكمال مسيرة العلم التي هي جزء من المقاومة. وأسف الساحلي لأن يتزامن اسبوع المقاومة مع الأحداث الأليمة في الشمال، معتبراً أنّ الحل سياسي. ويحاول فيلم وثائقي سرد من وماذا تذكّر بشير أثناء مشوار الوعد الصادق الذي انطلق عبر الرنات الأولى لهاتفه الخلوي عشية 12 تموز.
واستوحى رفاق بشير فكرة معرض «التحية» من أحد المعارض التي نظّمها بشير علوية نفسه، فجاءت المحطات الهامة التي رافقت ولادة المقاومة وانتصاراتها متلازمة مع مسيرة بشير الجهادية والفنية.
(الأخبار)