ألحق انفجار الأشرفية أضراراً بالغة بمدرسة زهرة الإحسان قُدّرت قيمتها بنحو 150 ألف دولار أميركي، وغرقت المدرسة بالزجاج المحطّم والنوافذ المخلّعة. وقد توقفت الدروس، أمس، لتستأنف اليوم في صفوف الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بعدما قررت المدرسة، بحسب رئيستها الأم بربارة بو براهيم، استقبال التلامذة في المبنى القديم المقابل للمبنى المهدّم، على أن يعود تلامذة مرحلة الروضات خلال أسبوع، ريثما تنتهي أعمال رفع الأنقاض.وقد تفقد وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني المدرسة حيث كان في استقباله بو براهيم ومديرة المدرسة هالة اسكاف وعدد من الكهنة الأرثوذوكس يمثلون المطران الياس عودة. ووضع قباني المدارس الرسمية في تصرف مدرسة زهرة الإحسان، إذا ما احتاجت إلى نقل تلامذتها لإنهاء العام الدراسي. وقال: «إنّ الأيادي الآثمة والمجرمة التي تتعرض للمؤسسات التعليمية لن تنال مبتغاها في ضرب الاستقرار، ومعركتها خاسرة لأننا سنعيد البناء من جديد مهما كانت الأضرار». وعن التعويض على المواطنين، أكد أن الحكومة اللبنانية ستتحمل المسؤولية تجاه مواطنيها، ولن تترك الأضرار على عاتق المؤسسات سواء كانت تربوية أو تجارية.
وبالنسبة إلى حدود دعم الجيش في المعركة، أوضح قباني «أن موقف الحكومة هو الدفاع عن مؤسسة الجيش، ولن يقبل أحد من اللبنانيين النيل من هيبة المؤسسة العسكرية». أما اسكاف فأثنت على مبادرة قباني الإنسانية «فهو الذي قال إنّه سيفعل كل ما في وسعه لتثبيت الوضع التربوي، وقد فعل. وهي ليست المرة الأولى التي يضع فيها مدارس الدولة في تصرف المؤسسات الخاصة». ورأت اسكاف أنّ الأضرار تتعدى المئة وخمسين ألف دولار، «لكنّها تبقى قابلة للتعويض. فكل واحد منا مسؤول وليست الحكومة فقط». وأكدت «أننا اتخذنا التدابير اللازمة لاستقبال تلامذتنا رغم الأضرار، لأنها إرادة الحياة».
وبعدها، زار قباني متروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة في دار الطائفة في الأشرفية، وصادف وجود وزير الثقافة والخارجية بالوكالة الدكتور طارق متري، فكان عرض للأوضاع ورغبة الدولة بالإسراع في التعويض على المواطنين ليتمكنوا من معاودة حياتهم في منازلهم ومؤسساتهم.
من جهة ثانية، رأس قباني اجتماعاً إدارياً تربوياً بحث التحضيرات للامتحانات الرسمية، والتدابير اللوجستية لجهة تحديد مراكز الامتحانات والتعاون الذي يجري سنوياً مع القوى الأمنية والجيش لحماية المراكز، وإيصال الأسئلة. كما اطّلع قباني على الاستعدادات العملية لاستضافة اللجان الفاحصة في مركز تحضير الامتحانات. ودرس المجتمعون تنظيم عمل المرشدين الصحيين في المدارس، وتقرر تشكيل لجنة لبحث أوضاع المرضى النفسيين بين أفراد الهيئة التعليمية. وتناول المجتمعون الاستفادة من الفائض النوعي في مدارس معينة لمصلحة مدارس أخرى.
(وطنية)