كثّفت الفصائل الفلسطينية تحركها أمس لوقف النار في مخيم نهر البارد لإجلاء الجرحى وتأمين دخول المواد الطبية اليه ودفن الشهداء، وشددت على أن الشعب الفلسطيني يجب «ألّا يدفع ضريبة العمل المرتجل» لـ«فتح الإسلام».واستقبل رئيس الحكومة وفداً مشتركاً من منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية ضم عباس زكي (منظمة التحرير)، أسامة حمدان (حماس)، علي فيصل (الجبهة الديموقراطية)، أبو حسن (الصاعقة)، أبو خالد الشمال (جبهة النضال)، علي أبو شاهين (الجهاد الإسلامي)، نمر قدورة (فتح الانتفاضة)، وأبو وائل (جبهة التحرير).
وبعد اللقاء أوضح زكي أن البحث تركز «على ظاهرة فتح الإسلام التي لا تمت بأي صلة الى الشعب الفلسطيني ونضاله»، مؤكداً «التعاون مع الجيش والدولة اللبنانية لمعالجة هذه الظاهرة بما يخفف من معاناة شعبنا الفلسطيني، وخصوصاً في مخيم نهر البارد الذي يتعرض لقصف، وفيه مجموعة من الجرحى والشهداء التي تحتاج الى إخلاء». ودعا الى «ألا يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة هذا العمل المرتجل لما يسمى ظاهرة فتح الإسلام».
ورأى أن قرار دخول الجيش الى داخل المخيم للقضاء على «فتح الإسلام» هو «قرار لبناني» موضحاً أن «الدخول الى المخيم لا يعني أن من السهل التخلص من هذه الظاهرة».
من جهته، رفض حمدان الإفصاح عما تم الاتفاق عليه مع السنيورة مشيراً الى «مسألتين واضحتين: الأولى أن الفلسطينيين غير مسؤولين عما جرى، وتداعيات الحدث وتطوراته أثبتت ذلك عملياً، والثانية أن هناك معاناة إنسانية الآن في مخيم نهر البارد، والكل معني بتجاوزها وبحلها في شكل سريع». واوضح «أن الرئيس السنيورة عبّر عن الاستعداد في هذين الجانبين»، معرباً عن اعتقاده بأن «هذا من شأنه أن يؤدي الى تسوية».
وتلقى السنيورة اتصالاً هاتفياً من رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل الموجود في دمشق، وأبلغ السنيورة مشعل أن «الدولة اللبنانية لن تسكت على الاعتداء الذي تعرض له الجيش، وقد أعطت التعليمات للجيش للتصرف بحزم وقوة، فهيبة الجيش وسمعة مؤسساته واستقرار الأمن اللبناني مسألة لن يتم التهاون فيها». كما أبلغ السنيورة مشعل «أن مطلب الحكومة من الفصائل الفلسطينية تجاه منظمة «فتح الإسلام» هو التبرؤ والإدانة ومعاونة السلطة الشرعية والقوى الأمنية اللبنانية على معالجة هذه الظاهرة». وأفاد بيان لـ«حماس» بأن مشعل طالب السنيورة باتخاذ «الإجراءات اللازمة من أجل عدم المساس بأبناء الشعب الفلسطيني في مخيم نهر البارد»، مبدياً حرصه على حماية أرواح الفلسطينيين واللبنانيين في الساحة اللبنانية. وأبدى السنيورة «تجاوبه» مع مشعل، ووعد «بالقيام بما يلزم للحفاظ على أرواح الفلسطينيين».
كما أجرى مشعل اتصالين هاتفيين آخرين بكل من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وطلب منهما «بذل مساعيهما لضمان عدم المساس بأبناء الشعب الفلسطيني في مخيم نهر البارد خلال معالجة الأزمة القائمة هناك»، داعياً إياهما إلى بذل المساعي والقيام بالاتصالات اللازمة من أجل «وقف العدوان الصهيوني الوحشي المستمر على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
وزار الوفد الفلسطيني رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري. وبعد اللقاء قال زكي: «بحثنا في إمكان وقف النار، وتقديم المعونات والتسهيلات لإجلاء الجرحى، وتأمين دخول المواد الطبية الى المخيم ودفن الشهداء».
والتقى زكي المدير العام لـ«الأونروا» ريتشارد كوك، في حضور أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين. وأفاد بيان لممثلية منظمة التحرير أن اللقاء تركّز على «الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين داخل مخيم نهر البارد وتحديد آليات تقديم المساعدات الطبية إلى الجرحى والمرضى المحاصرين، والغذائية من علب حليب وأدوية للأطفال». وأبدى كوك استعداد وكالة الأونروا للتحرك السريع في هذا المجال من أجل التخفيف عن اللاجئين وإنقاذ الجرحى الذين يعجز ذووهم عن نقلهم الى المستشفيات خارج المخيم، بسبب استمرار الاشتباكات».
واستقبل الحريري رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وعرض معه التطورات على الساحة اللبنانية ولا سيما الأمنية منها في مخيم نهر البارد في ضوء استمرار الاشتباكات.
(وطنية)