أظهرت التحقيقات التي تجريها القوى الأمنية أن الانفجارين اللذين وقعا في الأشرفية وفردان خلال اليومين الماضيين ناتجان من سيارتين مفخختين، لا من متفجرتين كانتا موضوعتين تحت السيارتين. وذكرت مصادر أمنية رفيعة لـ«الأخبار» أن السيارتين اللتين استُخدمتا في تفجيري الأشرفية وفردان الأخيرين قد تم شراؤهما واستخدامهما بأسلوب مشابه للأسلوب الذي استُخدم في عمليتي استهداف وزير الدفاع إلياس المر والنائب جبران التويني، ما يشير الى احتمال وجود ترابط بين العمليات.وأكدت المصادر أن واضعي السيارتين المتفجرتين في محلتي فردان والأشرفية قد درسوا المنطقة جيداً، حيث وضعوهما في مكانين خارج نطاق رؤية كاميرات المراقبة. وهذا يؤكد انتهاج الفاعلين لأساليب متطورة لتمويه تحركاتهم.
أما على صعيد الموقوفين، فقد استمعت الأجهزة الأمنية الى إفادات 4 شهود في فردان، ولم تحصل أي توقيفات حتى مساء أمس، وكذلك الأمر في قضية الأشرفية.
وفي السياق نفسه، سطّر قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر استنابات قضائية للاستقصاء عن الفاعلين والمحرضين والمشتركين بتفجير فردان وسوقهم الى دائرته، بعدما ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد أمس على كل من يظهره التحقيق، بأنه على علاقة بتفجير فردان. يذكر أن تفجير فردان حصد عشرة جرحى راوحت إصاباتهم بين الخفيفة والمتوسطة.
أما في الخسائر البشرية لتفجير الاشرفية الذي وقع في موقف للسيارات تابع لمجمع الـABC، فقد توفيت ليلى مقبل (63 عاماً) وجرح عشرة أشخاص آخرين. وفي إطار المتابعات، أحال قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر ملف التحقيق في المتفجرة المذكورة على قاضي التحقيق العسكري جورج رزق من أجل متابعة التحقيق.

موقوفون «ينتمون الى تنظيمات سلفية»

قال مصدر قضائي رفيع لـ«الأخبار» مساء أمس إن عدد الموقوفين في ملفّ «فتح الإسلام» ليس محدّداً بسبب استمرار عمليات البحث والتدقيق والمتابعة للقوى الأمنية، لكنه أكّد انه لا يزيد على 40 شخصاً. ورجّح المصدر أن 30 من هؤلاء يُعدّون شهوداً لا علاقة مباشرة لهم بالجرائم، أما العشرة الباقون، فقد تصدر قرارات قضائية بحقّهم.
لكن المصدر فضّل عدم استباق الأمور في هذه القضية التي وصفها بـ«المعقّدة». وقال إنه يعتقد أن أكثرية الموقوفين «ينتمون الى تنظيمات سلفية».
وذكر أن أحد القتلى في اشتباكات الشمال من الجنسية السعودية.
وعُرف من الموقوفين طلال أ. ومصطفى ج. وأحمد ح.. إضافة إلى أحد المشتبه فيهم بقتل جنود الجيش اللبناني في محلة القلمون فجر الأحد، إذ استطاع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي توقيفه مساء اليوم نفسه في محلة وادي خالد.
وذكرت مصادر متابعة أن أحد الأجهزة الأمنية تمكّن منذ بدء المعارك من توقيف 8 مسلحين من عناصر «فتح الإسلام» هم 6 لبنانيين وسوريّين اثنين. وأشارت المصادر إلى ان الموقوفين اللبنانيين ليسوا من مدينة طرابلس.

روسي شيشاني في البقاع؟

وفي اطار سلسلة الملاحقات الأمنية في البقاع قال مصدر أمني لـ«الأخبار» إن دورية لقوى الأمن الداخلي داهمت قبل ظهر امس منزلاً في مجدل عنجر كان يقطنه شاب روسي مسلم من «جمهورية الشيشان». وأوضح المصدر إن الدورية لم تعثر على الشاب الذي كان ينوي متابعة دراسته الدينية في البقاع و«تبيّن أنه غادر الى سوريا قبل أيام».
وفي سياق متصل، نفى مسؤول عسكري في الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة صحة الأخبار المتداولة عن توجّه مقاتلين من الجبهة من مواقعها في البقاع الى منطقة طرابلس وتحديداً الى مخيم البداوي. وأبلغ المسؤول العسكري في القيادة العامة «الأخبار» أن دورية من قوى الأمن «طاردت بعد ظهر أمس، في منطقة البقاع الأوسط المقدّم في الجبهة دريد شعبان حيث تم توقيفه في بلدة سعدنايل التي يقطن فيها وأخضعت سيارته لتفتيش دقيق ومن ثم أطلقت سراحه بعد ان تأكدت من قانونية هويته الثبوتية وقانونية سياراته الخاصة». وأوضح المسؤول أن «جهات أمنية لبنانية لاحقت اليوم أيضاً (أمس) عدداً من أنصار الجبهة من اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في البقاع الأوسط، إضافةً الى عناصر معروفة بولائها لحركة فتح ــــ الانتفاضة». وفي اتصال هاتفي أوضح مصدر مسؤول أن قوى الأمن دقّقت بالأوراق الثبوتية لدريد شعبان والشخص الذي كان معه، على أحد الحواجز الأمنية في البقاع «وهذا حقّها لا بل واجبها كقوى أمنية رسمية على الأراضي اللبنانية». يذكر أن شعبان ومن يرافقه كانوا متوجهين من الموقع العسكري التابع للجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة في قوسايا. (الأخبار)