نفى المتحدث باسم تنظيم «فتح الإسلام» أبو سليم طه، في حديث مع «الأخبار» عبر الهاتف، أي علاقة تربط التنظيم بسوريا، متهماً النظام السوري بأنه «ارتكب المجازر بحقّ إخوة لنا في سوريا». وقال إن ما حصل في حماه خلال الثمانينات هو «بمثابة جريمة بحقّ المسلمين». وهدد بأن التنظيم يملك ترسانة صاروخية ومدفعية لم يستخدمها حتى الآن، لكنه قد يفعل «اذا أراد الجيش اقتحام مخيم نهر البارد». وقال «لدينا القوة الكافية للصمود وتعلّمنا من الدروس السابقة»، مشبّهَاً حصار المخيم بـ«حصار بيروت عام 1982»، وأعرب عن خشيته «من وقوع مجازر شبيهة بمجازر صبرا وشاتيلا»، معتبراً أن المخيم «يتعرض لمؤامرة»، وتحدث عن «إصابة ملجأ كان يختبئ فيه مدنيون في منطقة الصفوري داخل المخيم، ما أدى الى تدمير مدخله وجرح عدد من المدنيين»، متّهماً «طرفاً ثالثاً بإطلاق النار على المدنيين، وبخرق الهدنة كلما توصلنا اليها مع الجيش». ولم يشأ ذكر هوية هذا الطرف.ووصف الوضع الإنساني داخل المخيم بـ«الصعب، فمنذ يوم الأحد لا كهرباء ولا ماء، والمواد التموينية بدأت تنفد، اضافة الى وجود عدد من المدنيين الذين لم يتم انتشالهم من تحت انقاض منازلهم التي دمرت جراء القصف». وأعلن مقتل 10 وجرح 12 من مقاتلي «فتح الاسلام». وقال إنهم «جميعاً قتلوا على خطوط التماس الثلاثة المحيطة بالمخيم، وهي محاور: العبدي شمالاً، المحمرة شرقاً وتلة الستّ جنوبا.ً ولم يُقتل أي عنصر داخل المخيم من جراء القصف المدفعي، بل جميع الضحايا من السكان المدنيين».
وقال: «نلتزم الهدنة. والحل لهذه الأزمة الأمنية هو بيَد الجيش، لأنه هو الذي يبادر الى اطلاق النار». وأضاف إن «كل شبر من المخيم تحت السيطرة الكاملة لمقاتلينا، ولم يتمكن الجيش من التقدم متراً واحداً، إنما تم تكتيكياً سحب مقاتلين من مواقع خارج المخيم كانوا قد سيطرو عليها عند بدء المعارك». وأضاف «إن سلاح فتح الإسلام ليس موجهاً للتفجير الداخلي بل لضرب اسرائيل»، وإن «الإخوة الذين قتلوا في طرابلس هم إخوتنا، وقاموا بالدفاع عن أنفسهم في وجه استفزازات القوى الأمنية اللبنانية».
وعلى صعيد التمويل، ذكر أن التنظيم «يعيش ضائقة، ويعتمد على المحسنين والخيرين من مختلف البلدان». وأنكر وجود علاقة تنظيمية مع المقاومة العراقية أو تنظيم القاعدة أو عصبة الأنصار أو جند الشام، قائلاً إن «هؤلاء هم إخوة في الجهاد».
وعن موقف التنظيم من حزب الله، قال: «الحزب قاتل بشرف في وجه العدو الاسرائيلي، لكنْ هناك نقاط سلبية نسجلها عليه، منها احتكار المقاومة وتوجّه الحزب المذهبي». فيما وصف «فتح الاسلام» بأنها «حركة جهادية هدفها نشر الفضيلة وتوحد المسلمين، واعادة الناس الى الإسلام الصافي النقي وتحرير المسجد الأقصى وفلسطين».
أما عن العلاقة بالنظام السوري، فأنكرها كلياً، واتهم قوى الأمن السورية بإعتقال «مئات من الإخوة»، واتّهم الحكومة السورية بـ«التنكيل بهم». ودان إدانة واضحة وصريحة نظام الرئيسين حافظ وبشار الأسد.
(الأخبار)