وفاء عواد
الجيــــش لم يعـــرف بالساعة الصـــــفر... والهـــــاتف هـــــو السبب!

دقيقة صمت على أرواح الشهداء... فبيان رسمي يوصي كل المؤسّسات الدستورية بـ«اتخاذ القرارات لدعم الجيش وقوى الأمن بكل ما تتطلّبه معركة الدفاع عن الوطن، مالياً وعسكرياً»... وذلك، بعيداً عن تقديم أجوبة صريحة عن الأسئلة المرتبطة بلغز مداهمة تنظيم «فتح الإسلام»، الموضوع المحوري للجلسة، والاكتفاء ببيان راعى فيه اتفاق المجتمعين «إكرام الشهداء» و«معنويات» الجيش اللبناني والقوى الأمنية الموجودة في قلب معركة مخيم نهر البارد.
هذا هو المشهد المعلن لما تمخّضت عنه الجلسة التي عقدتها لجنة الدفاع، أمس، برئاسة النائب وليد عيدو، وحضور: وزير الداخلية حسن السبع، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام لأمن الدولة العميد الياس كعيكاتي، رئيس الغرفة العسكرية في وزارة الدفاع العميد الركن إدمون فاضل، رئيس فرع المعلومات المقدم وسام الحسن ومسؤولين أمنيين آخرين.
وإذا كان «الصوت العالي» الذي رافق أجواء الجلسة لم يُسمع صداه في ساحة النجمة، فإن تفاصيل ما جرى «أصدق إنباءً». فالجلسة استُهلّت بتسجيل نوّاب المعارضة تحفّظاتهم على حضور السبع «من بوّابة العنوان الوزاري، وليس الشخصي»، على حدّ تعبير أحدهم، واختتمت بكلام للنائب علي حسن خليل طالب فيه القادة الأمنيين بـ «تقديم أجوبة دقيقة وسريعة عن مجموعة أسئلة طرحها حول ماهيّة فتح الإسلام»، وإلا فـ«اللجوء الى طرح الموضوع عبر وسائل الإعلام»، إضافة الى مطالبة نوّاب المعارضة بلجنة تحقيق في هذا الأمر.
«الجيش لم يكن يعلم بالساعة الصفر المتعلّقة بتنفيذ القوى الأمنية للعملية في الشقة الواقعة في شارع المئتين»، التي مثّلت شرارة الأحداث الأخيرة. هذا ما أفصحت عنه مداولات الجلسة. وفي هذا الصدد، لفت مصدر نيابي الى أن ريفي والحسن «لم يحدّدا في مداخلتيهما ما إذا كان هناك تنسيق مع مخابرات الجيش وعمّا إذا أعلماها بالساعة الصفر»، فيما نفى نائب مدير مخابرات الجيش العميد عبد الرحمن شحيتلي «وجود أي علم لديهم بتلك الساعة».
وتكتمل فصول الرواية وفق الآتي: ريفي برّر الأمر بوجود مسبق لـ«نية بإعلام الجيش بالساعة الصفر. لكن الأمر تعذّر بسبب عملية السطو التي حصلت في أميون وعجّلت بالعملية الأمنية». أما الحسن فأشار الى أنه كلّف مدير فرع المعلومات في الشمال «الاتصال بمدير مخابرات الجيش في الشمال، فأجرى أربع محاولات لإطلاعه على الأمر، إلا أن الأخير لم يردّ على هاتفه».
وفي إطار أجواء الجلسة، أشار مصدر نيابي الى أن مداخلات ريفي والحسن «لم تخرج عن إطار ما نشر في الجرائد»، عدا عن كونهما «همّا بالمغادرة، يرافقهما رئيس شعبة الخدمة والعمليات العميد سامي نبهان، في منتصف الجلسة، بحجة ارتباطهما بموعد مسبّق»، علماً أن موعد الجلسة مقرّر منذ 3 أيام، ما أزعج النوّاب المعارضين، الى حدّ دفع بأحدهم علناً الى وضع استعجال ريفي والحسن بالمغادرة في خانة «الهروب»، فبادر النائب عن تيار «المستقبل» عمار حوري الى التدخل و«أعاد العميد نبهان الى القاعة».
أما في شأن الأسئلة التي طرحها خليل، فهي تتلخّص بالآتي: من هو تنظيم «فتح الإسلام»؟ من أين أتى؟ ما هي جنسيات عناصره؟ ما صحّة الكلام عن وجود رعاية سياسية داخلية وعربية لهم؟ ما صحّة الكلام عن الوساطات التي عملت على إطلاق بعض منهم ممن كانوا موقوفين لدى القوى الأمنية؟ وهل صحيح أن بعض عناصر هذا التنظيم كانوا من موقوفي أحداث الضنية وممن طالهم العفو عام 2005؟. علماً أن هذه الأسئلة تنتظر الإجابات في جلسة لاحقة!.