عشية الذكرى السابعة لعيد المقاومة والتحرير، وبعيداً من الإحتفالات العامة التي اقتضت الظروف الأمنية إرجاء بعضها وإلغاء بعضها الآخر، ولا سيما مهرجان «حزب الله» الذي كان مقرّراً اليوم، سجلت مواقف استذكرت موعد 25 أيار يوم سقوط مقولة «الجيش الذي لا يقهر».فقد وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة هنّأ فيها اللبنانيين بـ«يوم انتصار الحق وإزهاق الباطل»، كفاتحة لـ«بداية نصر تموز الذي كبّد العدو الإسرائيلي هزيمة نكراء»، متوجّهاً إليهم بالقول: «كونوا في خندق المقاومة يداً واحدة، ولا تفرّقوا بين مسلم ومسيحي وبين موالاة ومعارضة».
ورأى وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ أن الذكرى «ستبقى مضيئة توحّد اللبنانيين وتجمعهم على درب العزّة والكرامة»، لافتاً الى ضرورة «استجماع مفرداتها، لإكمال المسيرة المشوبة بالصعوبات».
من جهته، رأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أن يوم التحرير «مفصل تاريخي في حياة لبنان والصراع العربي ــــــ الإسرائيلي»، ومناسبة لـ«نتعالى من خلالها على الصراعات الداخلية، ونجدّد معاً العهد على استكمال تحرير الأراضي اللبنانية المحتلّة وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتفعيل جهود الدولة في كل المنتديات الدولية»، مشيراً الى ضرورة «تخطّي الحواجز وإطلاق عجلة الحوار».
وخلال تكريمها إعلاميي مدينة صيدا في مجدليون، رأت النائبة بهية الحريري أن التحرير هو «أهمّ إنجاز تحقّق بالمقاومة والوحدة والبناء والنهوض، وبه بدأت مسيرة إستقلال لبنان فأصبح جزءاً من الذاكرة الوطنية»، مضيفةً: «اللحظات الحامية يجب أن تدار بعقل بارد حتى نستطيع اجتياز المرحلة الصعبة الى الاستقرار المنشود».
وإذ دعا المكتب السياسي لـ«التنظيم الشعبي الناصري» الى «اليقظة والحذر لما يدبّر للبنان في إطار منظومة الفوضى الخلاقة التي تبشّر بها أميركا»، هنّأ «التنظيم القومي الناصري» اللبنانيين و«حزب الله» بعيد التحرير. كما حذّر رئيس المكتب السياسي في «الحزب العربي الاشتراكي» أحمد شكر كل «من تسوّل له نفسه التعرّض للمقاومة وسيدها».
ودعا النائب أسعد حردان الى «استلهام تجربة النصر والتحرير، من أجل دعم المقاومة الوطنية والجيش اللبناني وقيام حكومة وحدة وطنية»، ما يوفّر «المناعة والقوة للبنان في مواجهة التحديات الخارجية المحدقة به»، متسائلاً: "أين نحن، اليوم، من هذا الانتصار ومسبّباته؟».
وفي إطار النشاطات التي استبقت الذكرى أمس، رفع «حزب الله» أقواس النصر عند مداخل المدن والقرى الجنوبية، وقام بطباعة الآلاف من الأعلام اللبنانية ورايات المقاومة «لرفعها على أعمدة مقابلة للمستعمرات والمواقع الصهيونية»، إضافة الى الجداريات الضخمة وصور الشهداء لتركيزها على طول الحدود مع فلسطين المحتلّة. علماً أنه سيستعيض عن الاحتفال المركزي المؤجّل بسلسلة احتفالات وندوات سياسية وشعرية ورياضية على امتداد مساحة الجنوب.
بدورها، كرّمت حركة «أمل» إعلاميّي مدينة النبطية بإقامة مأدبة عشاء في نادي الشقيف على شرفهم. علماً أنها ألغت مهرجانها المركزي الذي كان مقرّراً إقامته اليوم في النبطية.
وإذ عقدت «هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا» ندوة من وحي المناسبة أمس، أحيت منطقة الهرمل الذكرى بوضع أكاليل من الزهر عند نصب شهدائها.