عمر نشابة
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضدّ مقاتلي «فتح الإسلام». فالأصوات الطاغية تنادي بالحسم العسكري من دون ضوابط ولا محظورات وكأن لبنان لم يوقّع على معاهدات جنيف التي تنصّ على احترام القانون الدولي الإنساني، أو كأن احترام حقوق الإنسان ليس وارداً في نصّ الدستور الوطني، أو كأن توقيع لبنان على الاتفاقية الدولية لمكافحة جميع أشكال التمييز العنصري لا معنى لها. وترتفع أصوات في بيروت باللغتين العربية والفرنسية تقول «كلّ مشاكلنا تأتي من الفلسطينيين» و«سنبيدهم ونتخلّص منهم» أو «يلّا tuez les وخلّصونا بقا»... كلام يُسمع بين بعض الناس في المقاهي والمطاعم وعلى شطّ البحر وحتى في الجامعات والمدارس ودور العبادة. وعندما يُسأل رافعو هذه الشعارات عن جدواها يقولون «تضامناً مع الجيش». لكن الجيش أكّد في أكثر من مناسبة أن المعركة لا تستهدف الشعب الفلسطيني بل مجموعة لا علاقة لها به، ولا يوجد بين المسلّحين القتلى أي فلسطيني.
لكن مع استمرار حصار مخيم «نهر البارد» وبعد استشهاد أكثر من ثلاثين جندياً وضابطاً على يد عناصر من منظّمة «فتح الإسلام» المتمركزين في مخيم اللاجئين، تتصاعد موجة الكراهية والعنصرية في المجتمع في وجه الشعب الفلسطيني في لبنان. وتضاف مشاعر العنصرية ضدّ الفلسطينيين الى تلك التي تستهدف السوريين بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبعد الهجمات الإرهابية الأخرى التي ضربت لبنان والتي اتّهم النظام السوري بارتكابها من دون دليل جنائي وقبل انتهاء لجنة التحقيق الدولية من عملها.
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضدّ من يعتدي على الجيش. هل يعني ذلك أن البعض تناسى شهداء الجيش المقاوم في وجه العدوان الاسرائيلي خلال عدوان تمّوز على لبنان؟