بسام القنطار
حقّقت قوى 14 آذار أمس فوزاً كاسحاً، في انتخابات نقابة الأطبّاء في بيروت بعد يوم انتخابي محموم سجل إقبالاً استثنائياً على صناديق الاقتراع بلغ 4357 طبيباً من أصل 6762 طبيباً مسدّدين اشتراكاتهم أي بنسبة تجاوزت الـ65 في المائة.

أسفرت نتائج انتخابات نقابة أطباء لبنان التي جرت في بيت الطبيب ـــــ التحويطة على مرحلتين عن فوز الدكتور جورج أفتيموس بمركز النقيب بعد انتخابات اتسمت بالمنافسة الشديدة أدّت فيها التحالفات السياسية دوراً أساسياً في تحديد مسار نتائجها. كما مثّلت معركة المرحلة الثانية فيها مفاجأة غير متوقعة استدعت تجييشاً إعلامياً غير مسبوق اتّسم بطابع طائفي مسعور وخصوصاً أن موقع القوات اللبنانية على الإنترنت كان يخوض حملة النقيب المنتخب افيتموس تحت شعار «المرشح المسيحي بوجه المرشح الشيعي جاد عقيص»، وأضاف الموقع «التيار العوني يعمد إلى الكذب ومحاولة الدس كالعادة (...) حتى يبقى له أمل بفوز مرشحه الشيعي بمركز النقيب». فيما الدكتور جاد عقيص هو مسيحيّ، وذلك بغرض استثارة الحس الطائفي والمذهبي عند الناخبين.
وكان ترشّح عضو مجلس النقابة جاد عقيص (الحزب الشيوعي اللبناني) لمنصب نقيب قد اعتُبر «ورقة أخيرة إلزامية» لقوى المعارضة لخوض المعركة لكونه مسيحياً، فيما كان الخيار الآخر خوض المعركة بمرشح حركة أمل ماجد يزبك الذي انسحب في اللحظة الأخيرةوفي قراءة أوّلية للنتائج يمكن القول إن القوى المسيحية في 14 آذار ألحقت هزيمة ساحقة بمرشحي التيار الوطني الحر، حيث استطاعت هذه القوى تجميع نفسها بعد هزيمتها في انتخابات نقابة المهندسين. في حين أن لائحة قوى المعارضة لم تكن تتمتع بالقوى الكافية بعد أن استُبعد الحزب الشيوعي اللبناني لمعطيات أقل ما يمكن وصفها به بأنّها متسرعة على حساب إدخال مرشحين لجمعية المشاريع وحزب الحوار الوطني. ولقد انعكس هذا الأمر استياءً عارماً في صفوف الشيوعيين الذين صوّتوا فقط لمرشحهم الدكتور حسن فاعور الذي نال 241 صوتاً. وأعلن فاعور لـ«الأخبار» أن الحزب الشيوعي طرح مشروعه ولم يتوصل إلى اتفاق مع المعارضة لأنهم يرون أننا بـ«الجيبه» يجب أن يفهموا أننا لسنا كذلك وأننا نأخذ قرارنا ضمن المصلحة النقابية.
ويمكن بعملية حسابية بسيطة الاستنتاج أنه فيما لو أقدمت قوى المعارضة على التحالف مع الشيوعيين منذ البداية لكانت بالحد الأدنى قد حققت خرقاً بأربعة مقاعد من أصل ثمانية، هذا دون احتساب أصوات العديد من الأطباء الشيوعيين الذين لم يقدموا على التصويت لكون المعركة محسومة سلفاً بالنسبة إليهم.
ولقد أظهرت نتائج الجولة الأولى التي انتهت عند الساعة الثالثة، فوز لائحة 14 آذار بكامل أعضائها الـ15 في الانتخابات برئاسة المرشح إلى مركز النقيب الدكتور جورج أفتيموس الذي نال 20370 صوتاً. وبذلك يمكن تسجيل 499 صوتاً لمصلحة الدكتور افتيموس مقارنة بنتيجة التصويت لمرشح المعارضة لمركز النقيب الدكتور بيار شبيب كما سجّل 215 صوتاً كفارق بين آخر الرابحين من لائحة التطوير النقابي وأول الخاسرين من لائحة الوحدة النقابية فيما حاز رئيس اللائحة الثالثة غير المكتملة الدكتور رائف رضا 88 صوتاً. وفاز من لائحة 14 آذار المرشحون لعضوية مجلس النقابة الأطباء: بيار بو خليل (الوطنيون الأحرار) 2216 صوتاً، نبيل خراط (اليسار الديموقراطي) 2212 صوتاً، جوزف حداد (القوات اللبنانية) 2211 صوتاً ، أحمد حجازي (تيار المستقبل) 2161 صوتاً، عماد الغصين (مستقل) 2132 صوتاً، محمد بو عرم (الجماعة الإسلامية) 2094 صوتاً، علي منصور (شيعي مقرّب من الحزب التقدمي الاشتراكي) 2086 صوتاً. كما فاز المرشحون لصندوق التعاقد الأطباء: سعد غصن (الوطنيون الأحرار) 2193 صوتاً، وديع أبي شبل (الكتلة الوطنية) 2167 صوتاً، وليد دلي (تيار المستقبل) 2183 صوتاً. كما فاز المرشحون لصندوق التأمين والإعانة الأطباء: بيار أبي حنا (القوات اللبنانية)، روجيه طراد (القوات اللبنانية)، غياث الشعار (تيار المستقبل)، ناجي عمرو.
أما لائحة المعارضة وسمّيت «الوحدة النقابية» فنال أعضاؤها: بيار شبيب (التيار الوطني) 1871 صوتاً، ايلي مسعود (مستقل) 1808 صوتاً، كريكور اجيديان (الطاشناق) 1773 صوتاً، نبيل دياب (مستقل) 1766 صوتاً، حنان المصري (حزب الله) 1756 صوتاً، ابراهيم توبة (حركة أمل) 1727 صوتاً، دريد عويدات (حزب الحوار الوطني) 1720 صوتاً، وأحمد دباغ (جمعية المشاريع) 1676 صوتاً.
النقيب الفائز جورج أفتيموس قال لـ «الأخبار» «أنا نقيب غير حزبي ولا أنتمي إلى تيار. الفريق الثاني اختار مرشحاً حزبياً، أنا لدي تاريخ في الطب وفي تدريس الطب في الجامعتين اللبنانية واليسوعية ولقد اختارني فريق 14 آذار على أساس نزاهتي وكفاءتي المهنية والعلمية». وتابع «أريد أن أكون لكل أطياف 8 آذار و14 آذار و14 شباط و8 شباط أيضاً لأنه عيد ميلادي. أريد أن أحاور الجميع وأريد أن يعمل السياسيون لنا لا أن نعمل نحن عند السياسيين. لا أريد أن يضع الأطباء أي وشاح مهما كان لونه وينزلوا إلى الاعتصامات والإضرابات (...) نحن أطباء نريد أن نعمل للشعب اللبناني والطبيب والمريض».