عدلون ــ سلطانة متيرك
حطّت ثلاث شاحنات محمّلة بالنفايات رحالها في بلدة عدلون ــ الزهراني آتية من بيروت عند منتصف ليل الجمعة فاعترضها أهالي البلدة ورفعوا الصوت عالياً، وأوقفوا السّائقين، فحضرت على الفور القوى الأمنية واحتجزت الشاحنات وسائقيها في مفرزة عدلون حتى صباح السبت الماضي، ثم خلّت سبيلهم بسندات إقامة.
وفي التحقيق، أفاد أحد السّائقين أنّ اتّجاههم كان إحدى المزارع الكبرى في بلدة البابلية ويبدو أنّ السّائقين ضلّوا الطّريق التي اعتادوها، فاتجهوا نحو بلدة عدلون، والمفارقة الثانية أنّ الورقة التي في حوزتهم لتسهيل المهمة مؤرّخة «الخميس في 26 نيسان الماضي» بينما أُوقفوا الجمعة 25 أيار الجاري، وكانت أبكرت الشاحنات دقائق قبل الثانية عشرة وإلا لكان الفارق شهراً واحداً!
وزعم سائق إحدى الشاحنات حسّان البرجي، من مواليد شعث، أنّها ليست المرّة الأولى التي يُعترض طريقهم فقبل حوالى الشهر وفي أثناء تفريغ حمولة نفايات في بلدة البابلية أُطلق النار عليهم من سلاح حربي لم يؤدِّ إلى إصابات.
من جهته، أوضح رئيس بلدية عدلون حمزة عبود لـ«الأخبار» أنّ اتصالات أجريت بالبلديات المجاورة لإيجاد حلول لهذه النفايات لأنّها ليست المرّة الأولى التي تتعرض فيها المنطقة لمثل هذه الكارثة البيئية، وقد أفرغت حمولات عدة في الأراضي الزراعية وبالقرب من مجرى نهر عدلون وتركت تلالاً تنبعث منها روائح كريهة مسببة تلوثاً في الهواء ومياه الشّفة والري. وأكد حمزة أنّ البلدية ستتّخذ إجراءات للحفاظ على البيئة يتحمل عقابها المعنيون، إيماناً منها بحماية المواطنين وتوفير بيئة نظيفة للأهالي وإن لم تكن النّفايات سامة للتربة فهي تسبّب على الأقل تلوثاً في الهواء.
وتحدّث المواطن شوقي سعد عن تدهور الوضع الصحي لزوجته المصابة بالرّبو بسبب النفايات التي وضعت بالقرب من منزله وأنّه بصدد رفع دعوة، في حال استمرار الحالة على ما هي عليه.
وحازت فوضى مكبّات النفايات وسوء توزيعها بين بلدات عدلون والصرفند وأنصارية والبابلية اهتماماً لدى جميع المعنيين بالحفاظ على البيئة والحد من ذلك التمادي في الإساءة إليها وتعريض الصّحة العامة لأخطار بالغة، وخصوصاً أنّها رُميت بالقرب من الأماكن السكنية والمقاهي، ما دفع رئيس جمعية شعاع البيئة سليم خليفة إلى وضع آلية للتحرك وخنق هذه الظاهرة عبر اعتراض أيّة شاحنة تدخل إلى المنطقة. وقد نجحت الجمعيّة في اعتراض نفايات النورماندي منذ أربعة أشهر في بلدة الصرفند.