نهر البارد ـ نزيه الصدّيق
شهد مخيم نهر البارد يوم أمس تطوراً أمنياً لافتاً، تمثل إلى جانب الاشتباكات المتقطعة، في محاولة مجموعة من مسلحي حركة «فتح الإسلام» التسلل إلى أحد المواقع العسكرية التابعة للجيش اللبناني، قرابة الساعة السابعة والنصف من صباح أمس، فاضطر الجيش إلى الردّ عليها باستخدام الرشاشات الخفيفة وقذائف الأر.بي.جي، مما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المسلحين.
وأشارت المعلومات إلى أنه عند حوالي الثامنة والنصف من صباح أمس، استهدف قناصة حركة «فتح الإسلام» من أحد الأبنية السكنية داخل المخيم، مركزاً متقدماً للجيش بالقرب من «مشاتل البقاعي»، مما أدى إلى إصابة أحد المجندين في الجيش إصابة طفيفة، وتم نقله إلى مستشفى رحال في بلدة حلبا ــــــ عكار، بواسطة سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني.
في موازاة ذلك، سقطت قذيفتا هاون قبل ظهر أمس خلف تعاونية فتفت بالقرب من سكة الحديد في منطقة العبدة، مصدرهما مواقع مسلحي حركة «فتح الاسلام» داخل المخيم، واستهدف رصاص القنص مواقع الجيش والطريق الرئيسية التي تربط عكار بطرابلس.
على صعيد آخر، أشار الناطق الإعلامي باسم حركة «فتح الاسلام» ابو سليم طه الى «وجود ايجابيات في ما يحمله وفد رابطة علماء فلسطين»، مشيراً إلى أنه «هذه المرة كانت لهم طروحات لا بأس بها، وإن ما تم طرحه علينا في السابق من غير طرف لم يكن بحجم الحدث، ولم تكن الطروحات واقعية، خصوصا منها موضوع تسليم أنفسنا، ونشر قوات من الفصائل الفلسطينية التي يوجد بينها العديد ممن هو معاد لنا».
وأوضح طه: «قبلنا في السابق نشر قوات فلسطينية تابعة للفصائل الإسلامية، غير أن ذلك الحل لم يتبلور، ونترك ما يطرح علينا الآن دون توضيح التفاصيل حرصاً على حسن سير المبادرة».
وأكد طه أن الحركة «لم تتبنّ أي تفجير من تفجيرات الأشرفية وعالية وسواها من التفجيرات، لأنها ترفض استهداف المدنيين في أرواحهم، فنحن ضد قتل المدنيين». أما في ما يخص التحصينات التي تحدث عنها احد قادة الحركة شهاب قدور (ابو هريرة)، فأشار طه إلى أن «ذلك أمر طبيعي بالنسبة لنا». إضافة إلى أن ما نشر عن لسان أبو هريرة في بعض وسائل الإعلام عن أن إخوة أو مؤيدين لنا ربما قاموا بهذه الأعمال لم يكن صحيحاً، وهو لم يقل ذلك».