يبدو أن التحقيق الميداني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يتواصل رغم كل الصخب الذي سبق ورافق إقرار مجلس الأمن مسوّدة المشروع الأميركي ـــــ البريطاني ـــــ الفرنسي المتعلق بالمحكمة الدولية أمس. فقد نقلت صحيفة «الوطن» السعودية في عددها الصادر أمس عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أن فريقاً من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، أخذ عيّنات من التربة والماء في منطقة ظلم بمحافظة الطائف يوم الاثنين الماضي. ونقلت «الوطن» عن التركي قوله إن الفريق سينتقل إلى منطقة عسير داخل السعودية ليتكرر ذلك في ثلاثة مواقع أخرى في المملكة، وإن هذه التحقيقات قد تساهم في الكشف عن هوية الجاني أو الجناة. وذكر مراسل «الوطن» الذي حضر عملية أخذ العينات في ظلم حِرص أعضاء الفريق على أخذ عينات من الأعشاب والأتربة والأحجار والمياه في محيط تبلغ مساحته 9 كيلومترات مربعة تقريباً. وتابعت الصحيفة أن هذا الإجراء يشمل 3 من دول المنطقة على الأقل من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة.وكانت اللجنة قد ذكرت في تقريرها الأخير (التقرير السابع الذي صدر منتصف آذار) أنها، بهدف التقدّم في التحليل الذي قد يؤدي إلى تحديد الأصول الجغرافية للشخص المزعوم أنه فجّر موكب الحريري، «جمعت 112 عيّنة من 28 موقعاً في سوريا ولبنان»، وأنها ستقوم «بجمع عيّنات من 3 بلدان اخرى».
وذكرت أن نتائج التحليلات التي أجرتها تدل على أنّ الشخص المزعوم «لم يمض حياته في لبنان، لكنه أمضى آخر شهرين أو ثلاثة أشهر فيه قبل وفاته». وأضافت اللجنة في الفقرة الرابعة والعشرين من تقريرها الأخير (التقرير السابع الصادر منتصف آذار الماضي) أنّ هذا الشخص «قد عاش في بيئة شديدة التلوّث لغاية عمر الـ12 سنة وفي بيئة أقلّ تلوّثاً خلال سنواته العشر الأخيرة، مما يدلّ على أنه عاش الفترة الأخيرة من عمره في محيط ريفي».
(الأخبار)