أجرى رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، شكره خلاله على موقف فرنسا الداعم لإنشاء المحكمة الدولية منذ انطلاق الفكرة. كما شكره على «استمرارية السياسة الفرنسية تجاه الحقيقة والعدالة لأجل لبنان والحرص على سيادته واستقلاله، ودعمه اقتصادياً في باريس 1 و2 و3».وفي سلسلة أحاديث إلى محطات تلفزة وإذاعة عربية، أكد الحريري أنه «مسرور ومتأثّر جداً لإقرار المحكمة»، مشيراً إلى أن هذا «الأمر يتعلق بمستقبل لبنان وبالعدالة وبالإفلات من القصاص». وقال: «كانت عملية التصويت رسالة قوية من المجتمع الدولي لوقف سلسلة الاغتيالات ولدعم اللبنانيين الذين يريدون رؤية لبنان السيّد الحر والمستقل. وحتى الدول التي لم تصوّت مع إقرار المحكمة كانت داعمة، لكنها اتخذت موقفها بناءً لاعتبارات معينة، وكانت تتمنى أن يتم إقرار المحكمة في البرلمان اللبناني، معرباً عن اعتقاده بأن في «إمكاننا اليوم القيام بمصالحة وطنية تفتح أمامنا جميعاً آفاقاً جديدة. وكل الاتهامات التي تعرّضتُ لها وتعرّض لها تيار المستقبل نحن مستعدون لأن ننساها».
إلا أن الحريري اتهم المعارضة بأنها لم تكن تريد المحكمة، مشيراً إلى «أنها ليست مطلباً أميركياً أو فرنسياً أو دفعاً من قبل الأمم المتحدة باتجاه وضع لبنان تحت البند السابع»، معتبراً أن «ممارسات المعارضة غير ديموقراطية، فرئيس مجلس النواب نبيه بري يرفض عقد جلسة لمجلس النواب بداعي أن الحكومة غير شرعية».
واستند الحريري إلى ما قاله المحققان الدوليان بيتر فيتزجيرالد وديتليف ميليس لاتهام سوريا بالضلوع في الجريمة، وأضاف: «النظام السوري يقول إنه لا علاقة له بهذه الجريمة، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هم خائفون من قيام المحكمة؟»، معتبراً أن «كل ما يقال عن انتهاك السيادة اللبنانية غير صحيح لأن المحكمة مطلب لبناني بالدرجة الأولى».
وعما إذا كان لبنان يواجه خطراً بعد إقرار المحكمة، أشار الحريري إلى «أن الخطر في حال وجوده لا يخيّم فقط على لبنان وإنما على كل من يريد العمل على عدم الاستقرار في البلاد. وعلى الإرهابيين الذين قاموا بهذا العمل أن يعلموا بأن المحكمة آتية لمعاقبتهم».
(الأخبار)