نهر البارد ـ نزيه الصديق
تمكّن الجيش اللبناني من الاستيلاء على مواقع تابعة لحركة «فتح الإسلام»، وسيطر على عدد من الأبنية عند المدخل الشرقي لمخيم نهر البارد، وأحكم السيطرة بالنار على مواقع حساسة وأساسية تسيطر عليها الحركة داخل المخيم، في مقابل سقوط شهيد من الجيش وإصابة آخرين بجراح طفيفة، في حصيلة الاشتباكات التي دارت أمس.
وأدى رصاص القناصة الذي كان مصدره مواقع الحركة داخل المخيم الى استشهاد العريف حاتم حاتم قرابة العاشرة من قبل ظهر امس، ونقل الى مستشفى طرابلس الحكومي، أما الجنديان الآخران فأُصيب كل منهما اصابة طفيفة في كتفه ورجله على التوالي، وتم نقلهما الى مركز اليوسف الطبي في حلبا.
وقرابة الأولى والربع من بعد ظهر امس، سمع دوي انفجارات وأصوات قذائف في المخيم ومحيطه، وسجلت اشتباكات متقطعة، كما دارت اشتباكات عنيفة عند الساعة السادسة مساء امس، وإن لفترة محدودة، استُخدمت فيها القذائف المدفعية.
وكانت حدة الاشتباكات ووتيرة القصف المدفعي في محيط مخيم نهر البارد قد تصاعدت مع ساعات فجر امس، وصولاً حتى الساعة السابعة والربع، وشمل القصف محاور المواجهات كلها، وخصوصاً مداخل المخيم الثلاثة، وركز الجيش هجومه في اتجاه مواقع جديدة على محور المحمرة كانت تسيطر عليها حركة «فتح الإسلام»، حيث دارت مواجهات عنيفة تمكن الجيش خلالها من الاستيلاء على هذه المواقع، وحقق تقدماً ملحوظاً، فسيطر على عدد من الأبنية على المدخل الشرقي للمخيم، وأحكم السيطرة بالنار على مواقع حساسة وأساسية تسيطر عليها حركة «فتح الإسلام» داخل المخيم.
على صعيد متصل، حلقت طائرة «غازيل» تابعة لسلاح الجو اللبناني ظهر أمس، للمرة الأولى، فوق محيط مخيم نهر البارد، وهي محمّلة بالصواريخ، وقادرة على القيام بالعديد من المناورات العسكرية. أما حركة العبور بين عكار وبقية المناطق الشمالية على الطريق الدولي فكانت خفيفة، لكن الطريق بقيت سالكة أمام العابرين بحذر.
في مقابل ذلك، أفادت أنباء من داخل مخيم نهر البارد أن منزل القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو جابر أُصيب بقذيفة سقطت عليه، وأنه نجا وعائلته بأعجوبة من القصف.
كما أشارت معلومات الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن ثماني جثث شوهدت مرمية في الشارع الرئيسي وسط المخيم، اثنتان منها قرب المدخل الجنوبي، واثنتان أُخريان عند المدخل الشمالي، فيما توزّعت الجثث الأربع الأخرى في وسط الشارع، وتُبذل جهود من أجل دخول سيارات الإسعاف وانتشالها، خشية انعكاسات ذلك صحياً وبيئياً على المدنيين الباقين داخل المخيم.