strong> ثائر غندور
يستعد منظّمو مؤتمر انتظارات الشباب لـ«لقاء بيروت» الذي يمتد من الثالث عشر إلى الخامس عشر من نيسان في قصر الأونيسكو، إذ هو اللقاء الأول الذي تُوجّه فيه الدعوة إلى المنظمات الشبابية ليشارك كل منها بوفد من ثلاثين شخصاً تحت عنوان «الشباب وبناء الدولة الحديثة».
تخطّى مؤتمر انتظارات الشباب عامه الثاني عشر حيث عاصر محطات غيّرت مجرى الأحداث في لبنان، من تحرير الجنوب في عام 2000، إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري، وصولاً إلى ما يحدث اليوم على الساحة اللبنانية. وقد بلغ عدد المشاركين في المؤتمر الذي عُقد بعد التحرير حوالى ثلاثة آلاف وتخلّلته أيضاً مشاركة كبيرة من خمس دول عربية: مصر، الأردن، سوريا، العراق وفلسطين. لكن فورة ما بعد التحرير تخللتها مشاكل عدّة «مع قوى الأمر الواقع ما أجهدنا وصدم الشبان المتحمّسين»، بحسب عضو هيئة المتابعة أيمن رعد، وأدت إلى تراجع حجم المشاركة الشبابية ليصل إلى خمسمئة شاب وصبية في المؤتمر الخامس عام 2005، فانحصر الحضور العربي بوفد أردني ومشاركة رمزية من فلسطين والعراق.
ويراهن المنظمون على «لقاء بيروت» كي يعيد إطلاق «انتظارات الشباب» بروح جديدة. ففي عام 1995، بدأ المؤتمر تحت شعار تعريف الشباب بعضهم ببعض، كما يقول رعد، مشيراً إلى «أنّ الأولوية كانت للنشاطات الترفيهية، وعلى هذا الأساس ارتفع عدد المشاركين لكون الترفيه يجذب الشباب أكثر من الفكر». أما المرحلة الحالية فتقوم على «بلورة وترسيخ مفاهيم الإصلاح السياسيّ والاقتصاديّ والإداريّ والتربوي والاجتماعي، قانون انتخابات قائم على اعتماد المعايير التي توفّر التمثيل الصحيح للمواطنين، قانون عصريّ للأحزاب، ونظام ضريبيّ عادل». ويسعى المؤتمر «إلى مواجهة الفساد الإداريّ الناتج من تخلُّف وعجز النظام السياسيّ الطائفيّ المسؤول عن تحويل كلّ أزمة سياسيَّة إلى أزمة وطنيَّة تعيد تجديده غالباً عبر الاستقواء بالخارج».
ويلفت رعد إلى تجاوب غالبية المنظمات الشبابية مع الدعوة «وخصوصاً أن الحضور الشبابي الحزبي شهد تراجعاً في الفترة السابقة، ولا سيما في صفوف الشيوعي والتقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر».
وتنطلق إشكالية «لقاء بيروت» من مرور لبنان في إحدى أخطر مراحل تاريخه منذ الاستقلال حتى انتهاء «الحرب ضمن لبنان وعلى لبنان باتفاق الطائف عام 1990»، ومن أن «حرب تموز العدوانية الأخيرة وتداعياتها الداخلية والإقليمية والأزمات التي سبقتها من الاغتيالات السياسية والانسحاب السوري ونتائج الانتخابات النيابية إلى الخلاف السياسي العميق على مسببات الحرب ونتائجها، تؤدي كلها إلى تعقيد الأزمات الداخلية وتراكمها ورهنها بالمصالح والقوى الإقليمية والدولية».
وتعتبر الإشكالية (وهي تسمية لورقة عمل اللقاء) أن الواقع الحالي أدى إلى بروز «ثنائية المقاومة والدولة على طريقة الثنائية بين الثورة والدولة في السبعينيات من القرن الماضي بحيث لم تعد الحلول اللبنانية التقليدية القائمة على التسويات الموقتة قابلة للحياة، وصار لا بد من صياغة حلول ثابتة تتأسس على مواقف واضحة من المسائل المطروحة...».
وتحدّد الإشكالية هدف لقاء بيروت بـ«توضيح دور الشباب في تحقيق المشروع الوطني، لأن الشباب اللبناني هو صاحب المصلحة المباشرة في مستقبل الدولة وبناء الوطن».
ويأمل المنظمون أن يرقى اللقاء إلى مستوى المؤتمر وخصوصاً لجهة أهمية المحاضرين في الندوات من فنانين مثل رفيق علي أحمد وعبيدو باشا وعدد من الإعلاميين والناشطين السياسيين والأكاديميين والسياسيين من تيار المستقبل، حزب الله، التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية. ويعمل المنظمون على كسر الحاجز الذي ارتفع بين الشباب خلال الأحداث الأخيرة «لأن هناك خوفاً من اتساع الشرخ بين الشباب ما يؤدي إلى هدم كل ما بُني سابقاً»، لكننا «لسنا خائفين من حرب أهلية لغياب العوامل الإقليمية»، يقول رعد ويختم «التغيير لا يكون بكبسة زر، فهو نتيجة تراكم ونحن نسعى لأن نراكم مع غيرنا».